قال سكرتير عام نقابة الصحفيين السودانيين، وليد النور، إن الأزمة الإنسانية التي تشهدها مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور هي أزمة كارثية بكل المقاييس، وتعد من أسوأ الأزمات التي تعرض لها المواطنون المدنيون في هذه المدينة.
وأوضح في تصريحات خاصة، لـ"الدستور"، أن المعاناة في الفاشر تصاعدت بشكل كبير منذ بداية مايو حتى اليوم، حيث فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وأضاف أن الهجمات المدفعية المستمرة، واستهداف المدينة بالطائرات المسيرة، إضافة إلى إطلاق القنابل الثقيلة، جعلت الحياة مستحيلة بالنسبة للمدنيين الذين أصبحوا عزلًا تمامًا.
تفاقم معاناة سكان الفاشر بسبب انتهاكات الدعم السريع
وأشار إلى أن هذا الوضع يفاقم من معاناة سكان الفاشر الذين يجدون أنفسهم في وضع لا يُحتمل، حيث يضطر المواطنون في المدينة للسير على الأقدام لمسافات طويلة تصل إلى 72 ساعة للوصول إلى أقرب منطقة آمنة مثل محلية طويلة، ما يشكل تحديًا كبيرًا في ظل الظروف القاسية. تشمل هذه المسيرات النساء والأطفال وكبار السن، ما يجعل المشهد أكثر مأساوية.
وأوضح النور أن الأسوأ من ذلك هو الصمت الدولي المطبق تجاه هذه الأوضاع. على الرغم من المناشدات المستمرة من قبل المجتمع المدني السوداني، إلا أن قوات الدعم السريع لا تبدو مستعدة للاستجابة لأي نداءات لوقف الهجوم أو تخفيف الحصار. هذا الصمت الدولي يزيد من تعقيد الوضع ويجعل من الصعب على المدنيين الصمود في وجه هذه الأوضاع الكارثية. كما أن كل الطرق التي كانت توصل إلى الفاشر أصبحت مغلقة، ما جعل المدينة محاصرة بالكامل، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها السكان.
ولفت النور إلى أنه بجانب الفاشر، تعاني بعض مناطق الخرطوم أيضًا من انهيار شامل في البنية التحتية، فقد أُغلقت محطات المياه الرئيسية في المدينة، كما تم تدمير الطرق الداخلية تمامًا بسبب العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن الوضع الصحي في الخرطوم وصل إلى نقطة حرجة، حيث تهدمت المستشفيات والمرافق الصحية، وأصبح من المستحيل تقديم خدمات طبية للسكان.
توقعات باتساع دائرة التصعيد في دارفور وكردفان
أما في كردفان، أوضح أن الوضع يبدو أقل سوءًا بالمقارنة مع دارفور أو الخرطوم، حيث لا تزال بعض المناطق الزراعية تعمل بشكل محدود، ونجح بعض المزارعين في زراعة الأرض. لكن رغم ذلك، لا تزال الولاية تعاني من ارتفاع الأسعار وصعوبة وصول الأغذية إلى الأسواق، وهو ما يزيد من معاناة المواطنين.
وأشار إلى أن هذه التطورات تؤدي إلى سيناريوهات متعددة للحرب القادمة في السودان. في ظل استمرار التصعيد العسكري، من المتوقع أن يتسارع النزاع في دارفور وكردفان، ما سيؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية في كل أرجاء السودان.
وأضاف أنه من المهم أن تتضافر الجهود الدولية والمحلية لوقف هذه الأزمات المروعة، وإنقاذ المدنيين الذين يقعون في قلب هذه الكوارث الإنسانية.