
بعد 24 ساعة مرّت على الغارات العدوانية الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، التي اوجدت مناخًا سياسيا وأمنيا، وسط تصاعد التصريحات المتبادلة بين "حزب الله" والدولة اللبنانية حول حصرية السلاح، وحول إلى أي مدى يصمت حزب الله عن العدوان الإسرائيلي، الذي وصفته مصادر الحزب بأنه تصاعد مثيرا أجواء حرب.
المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي الصهيوني، الإرهابي أفيخاي أدرعي، قال عبر حسابه على منصّة "أكس X"، أنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي "هاجم الأحد، في منطقة الضاحية الجنوبيّة لبيروت ودمّر بنية تحتيّة استُخدِمت لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لـ"حزب الله ".
المعلومات الإسرائيلية، وفق المصدر كشفت أنه "خلال الشهر الأخير هاجم جيش الدفاع الصهيوني، أكثر من 50 هدفًا إرهابيًّا في أنحاء لبنان، وقد نُفِّذت هذه الغارات بعد خروقات للتفاهمات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية ولبنان، اعتبرتها؛ شكّلت تهديدًا لدولة الاحتلال ومواطنيها".
وختم أدرعي قائلًا: "سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أيّ تهديد ضدّ دولة إسرائيل ومواطنيها، ولمنع إعادة إعمار "حزب الله ".
.. موقع Lebanon24، طرح سؤال عن:
ماذا يجري داخل الضاحية؟
.. وكشف وفق مشاهدات ميدانية:تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ مقاطع فيديو من الضاحية الجنوبية لبيروت، توثق قيام مجموعة من العمال برفع الأنقاض وإعادة ترتيب البنى التحتية وإصلاح الطرقات وشبكات الكهرباء والهاتف والمياه.
وأظهرت الفيديوهات لحظة قيام الشاحنات بالعمل بين المباني وذلك بهدف تأهيل ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
في الوقت الذي قال الرئيس اللبناني "جوزيف عون" لوفد من مجلس الشيوخ الفرنسي: الانسحاب "الإسرائيلي" من التلال الخمس يشكّل ضرورة للإسراع في استكمال انتشار الجيش حتى الحدود.
..وفي ظل التصعيد السياسي الذي اجتياح كل القوى السياسية والاحزاب اللبنانية وفصائل المقاومة وحزب الله، لفت عون إلى أن القرار الذي تعمل عليه الدولة اللبنانية مع الدول الوسطاء، الولايات المتحدة وفرنسا: حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرارٌ اتُّخذ ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب.
.. وان الجيش اللبناني منتشر على الحدود الشمالية الشرقية، ويقوم بواجباته كاملةً، ويتولى أيضًا مكافحة الإرهاب، ومنع عمليات التهريب، وحفظ الأمن الداخلي.
*امين عام حزب الله الشيخ قاسم.
.. وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال بعد العدوان على الضاحية الجنوبيّة من بيروت: أولوياتنا لتنمية لبنان تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الجنوب اللبناني والإفراج عن الأسرى.
.. وحدد الشيخ نعيم قاسم، في ذات التوقيت ان الدولة اللبنانية؛ مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدول الراعية للاتفاق والامم المتحدة وهذا الضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن ناعم وبسيط وهذا أمر غير مقبول، وهو حدد نقاط اساسية، قد يعمل عليها في الحوار القادم مع الدولة ومع الاطياف السياسية والأمنية في لبنان وهي:
*١:
الاعتداء على الضاحية الجنوبية بالامس غير مبرر وهو اعتداء سياسي.
*٢:
الاعتداءات المتكررة خطيرة جدا.
موقف رئيسي الجمهورية والحكومة جيّد ولكن يجب تكثيف الاتصالات والضغط على أميركا " أفهموها ان مصالحها لا يمكن ان تتحقق بهذه الطريقة.
* *٣:
من واجب الدولة أن تحقق التحرير بعدما قامت المقاومة بما عليها في جنوب الليطاني.
*٤:
من واجب الحكومة ان تؤمن الحماية لمواطنيها ولا يجب أن نقدّم المزيد قبل ان يقوم العدو الاسرائيلي بالانسحاب ووقف العدوان.
* *٥:
كل القوى السياسية مسؤولة في مواجهة " اسرائيل" في الوقف الذي تسعى بعض القوى للفتنة بين اللبنانيين
*٦:
اهداف " اسرائيل " واضحة وهي تريد السيطرة على لبنان واقامة المستوطنات واضعاف لبنان لكي لا يتمكن من القول " لا".
* *٧:
لم يعد لدينا اي تنازلات لأنها تخلّي عن القوّة ولن نتخلّى على قوتنا وقوة الجيش والشعب اللبناني.
* *٨:
ثلاث اولويات: وقف العدوان والانسحاب واعادة الاعمار، وبناء الدولة.
.. التحليل للحدث اللبناني، دقيق وحساس في وقت يعاند ويكذب السفاح نتنياهو، الذي يريد إعادة فتح جميع جبهات المقاومة والاسناد، إذ ان الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية، العدوانية؛ لا تفارق سماء لبنان وإخلاء أحد أحياء طيردبا بعد تهديد منزل.
. وبين توقيت وآخر، أقلّ من 24 ساعة، مرّت على الغارت العدوانية الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، وسط تصاعد التصريحات المتبادلة بين "حزب الله" والدولة اللبنانية حول حصرية السلاح.
وكان الإعلام العربي والدولي، نقل ما أظهره مقطع فيديو تحليق مسيرة إسرائيلية على علوٍ منخفض جدًا فوق العاصمة بيروت وضواحيها.
.. وأيضا، بالفيديو-تن توثيق لحظة سقوط ثلاثة صواريخ إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وكيف
عمل الجيش اللبناني على تفجير الصاروخ الثالث غير المنفجر صباح الاثنين.
.. وكان الرئيس اللبناني جوزف عون قال أن "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرارٌ اتُّخذ ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب"،
*الاعتراف الإسرائيلي..!
جيش دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني إسرائيل، يتبجح بالإعلان: هاجمنا 50 هدفًا في لبنان خلال نيسان و...سنواصل!
أمنيًّا، نفّذت طائرة مسيّرةٌ إسرائيليّة غارةً جوّيّة استهدفت أرضًا مفتوحة قرب محطة جميل عواضة في بلدة عيترون، من دون تسجيل إصابات. وسُجِّل بعد الظهر تحليق ثلاث مسيّرات إسرائيليّة على علوّ منخفض في أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبيّة، تلاها تحليق مسيّرة أخرى فوق عرمون وخلدة. كما أفيد عن إلقاء مسيّرة مُعادية قنبلةً صوتيّة قرب أحد رعاة الماشية في محيط "بركة النقّار" جنوب بلدة شبعا، من دون وقوع إصابات.
* معقول ان الاحتلال الإسرائيلي يقصف الضاحية للتشويش على المفاوضات الأميركية الإيرانية!
.. قد يكون ذلك من الخيارات الممكنة، إذ ان السفاح نتنياهو استطاع خداع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبدعم، من الولايات المتحدة الأمريكية، والصمت الأوروبي، ذلك أن ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت، حدث، وفق مصادر إسرائيلية، بعد إعلام الإدارة الأميركية.
بالتأكيد، الضربات مقصودة، عدوانية، فالمفارقة إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ واشنطن قبل العدوان على الضاحية، أي أنها نالت الضوء الأخضر للعدوان الهمجي.
.. هذا السياق الأمني والسياسي جعل المحللة السياسية "غادة حلاوي" تنشر قراءتها لما يجري، اليوم الإثنين 2025/04/28.
حلاوي قالت، بتحليل جيوسياسية، ان دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، تقصف الضاحية للتشويش على المفاوضات الأميركية الإيرانية!
.. وان:الاستمرار في العدوان لن يُواجَه بالصمت دائمًا من قبل حزب ألله.
التحديات، وضعتها المحللة في موقع المدن اللبناني، وهي تؤشر على ما قد يحدث من أزمة تصعيد في داخل الدولة اللبنانية وحزب الله، انعكاس ذلك، وهي حددت:
*اولا:
بالتزامن مع الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية-الإسرائيلية، والمأزق الإسرائيلي في غزة، وفشل مفاوضات التبادل مع حماس، يبحث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن حدث يُجيّش له الرأي العام شعبيًا.
بإعلانه ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أن "منطقة الضاحية في بيروت لن تكون ملاذًا آمنًا لحزب الله، وإسرائيل لن تسمح لحزب الله بأن يقوى ويشكّل أي تهديد لها"، قصد رئيس وزراء إسرائيل القول إن العدوان الإسرائيلي الثالث على الضاحية، بعد وقف الحرب، سيتكرّر تحت ذريعة عدم السماح لحزب الله بأن يقوى مجددًا، وأن الضاحية تحت مرمى نيران إسرائيل، التي تستمر في استهداف عمق حزب الله وبيئته الحاضنة بينما لا يحرك الحزب ساكنًا.
*ثانيا:
لم تعد إسرائيل تبحث عن ذريعة للعدوان على لبنان. استهدافها منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت يندرج في سياق ترسيخ قواعد اشتباك جديدة تريد تثبيتها، وتمكّنها من استهداف المواقع التي ترغب فيها، وفي التوقيت الذي ترتئيه مناسبًا، وبذرائع وهمية.
*ثالثا:
تسعى-دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، إلى استدراج حزب الله وخوض حرب جديدة على لبنان، لتشوش من خلالها على المفاوضات الإسرائيلية-الأميركية. نقطة ثانية مهمة، وهي أن إسرائيل باتت تستبيح لبنان في ظل غياب الإرادة الدولية، الفرنسية والأميركية، الضامنة لاتفاق وقف النار، والتي لا تمنع عدوانها ولا تدعم موقف لبنان المطالب بتطبيق الاتفاق والانسحاب من النقاط التي تحتلها. تلك النقاط التي زاد عددها بعد قيام جرافاتها وآلياتها العسكرية بحفر موقع جديد في العديسة، في اليوم ذاته الذي نفّذت فيه عدوانها على الضاحية الجنوبية.
*رابعا:
بلا رادع، تكرر عدوان الاحتلال على عمق لبنان وفي ضاحيته الجنوبية، من دون أن يكون قد سبق ذلك أي فعل يمكن أن تحوّله إلى ذريعة كعادتها. قالت من خلال قصف الضاحية إن عدوانها مفتوح جغرافيًا على كل المناطق، ورسّخت احتلالها للجنوب، ومن خلال استمرار استهدافها للمنازل الجاهزة، تريد أن تكرّس واقع "الأرض المحروقة" الفاصلة عن حدودها الشمالية.
*خامسا:
لبنان، الذي يسعى عهده إلى ولاية هادئة، يحرجه استمرار العدوان، لكن دبلوماسيته لم تحقق له ردع إسرائيل وانسحابها بعد. في بيان الشجب المقتضب، صعّد رئيس الجمهورية جوزاف عون لهجته تجاه فرنسا وأميركا، ودعاهما "كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحمّلا مسؤولياتهما ويُجبرا إسرائيل على التوقف فورًا عن اعتداءاتها". موقف مباشر يعكس حجم الاستياء اللبناني الرسمي من الصمت الدولي على العدوان الإسرائيلي المستمر. عند إطلاق الصواريخ من لبنان، قبل مدة، استفسرت بعبدا حزب الله عن إطلاق الصواريخ وأبلغها حزب الله أنه لا علاقة له بالأمر، فتمنت عليه اتخاذ موقف وفعل تجاوبًا مع طلب العهد.
*سادسا:
يستمر حزب الله في التزام تطبيق الاتفاق، مدركًا أن إسرائيل، من خلال اعتداءاتها المستمرة، تسعى إلى استفزازه لجرّه إلى حرب جديدة. يعضّ على الجرح، مُصرًا حتى اليوم على منح الدولة اللبنانية فرصة للحل دبلوماسيًا.
*الهجوم السياسي على حزب الله.
في معالجة حلاوي، تأكيدات على أن الاستمرار في العدوان لن يُواجَه بالصمت دائمًا.
.. وهي تضع لحظة مصيرية، إذ تقول في تحديات مصيرية لها ما بعدها:
*أ:
حزب الله، الذي قرر الخروج عن صمته والتصدي للهجوم السياسي عليه، يوكل مهام الردّ على عدوان إسرائيل إلى الدولة.
لكن، هل يسمح باستباحة إسرائيل لبيئته الحاضنة ويكتفي بموقف المتفرج إلى ما لا نهاية؟
*ب:
يُخرج حزب الله العدوان الإسرائيلي من حيّزه اللبناني، ويرى فيه تعبيرًا من نتنياهو عن القلق تجاه المفاوضات الإيرانية-الأميركية التي تستمر في مسقط، ولحجب الانتباه عن الأصوات التي تطالبه بإنهاء الحرب في غزة وإنجاح صفقة التبادل مع حركة حماس. هو اعتداء يبحث عن تنفيس غضبه.
*ج:
يرى حزب الله أن إسرائيل لا تتوقف عن السعي إلى فرض قواعد اشتباك جديدة، لكن عدوانها الأخير يُثبت وضعية نتنياهو المأزومة في غزة، نتيجة أداء المقاومة، والأصوات التي تطالبه بإنهاء الحرب والانسحاب.
*د:
يستغرب، المفهوم السياسي والأمني والعسكري كيف أن أميركا، التي تغطي عدوان إسرائيل، تترأس لجنة مراقبة اتفاق وقف النار في الجنوب. فكيف لطرف يغطي العدوان أن يلعب دور الضامن لتطبيق الاتفاق ويكون غير متحيّز لإسرائيل؟
ويعني منح واشنطن موافقتها لإسرائيل لتنفيذ عدوانها على الضاحية أنها تعمّدت ترك الساحة اللبنانية لنتنياهو لينفّس ضغوطه عليها، بينما تلتفت هي إلى مفاوضاتها مع إيران.
*ه:
لجنة المراقبة لا تحرك ساكنًا ولا تجتمع، ويستعد رئيسها الجنرال جاسبر جيفرز لجولة جديدة على المسؤولين، للتباحث معهم بشأن تطبيق اتفاق وقف النار من ناحية لبنان، متجاوزًا بالطبع التجاوزات الإسرائيلية واعتداءاتها المتكررة.
يراكم حزب الله مآخذه على تقصير الدولة في لجم-دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية - عن استهدافه واستهداف بيئته.
يُثني على مواقف رئيسَي الجمهورية والحكومة. رئيس مجلس النواب نبيه بري يتهم إسرائيل بالرد في لبنان على استيائها من المفاوضات الأميركية مع إيران، ومحاولتها تكريس قواعد اشتباك جديدة. لكنه يجزم لزواره أن أمرًا كهذا لن يمر.
.. التحليل، يخلص إلى أنه:ثمة واقع يقول إن إسرائيل تمضي في عدوانها على لبنان، وأن اتفاق وقف النار صار "لزوم ما لا يلزم" بالنسبة لها ولا يستوقفها. واستباحتها للبنان بهذا الشكل، يجعل الوضع بالغ الخطورة، خصوصًا أن لا فرنسا ولا الولايات المتحدة متفرغتان لوضع لبنان.
*سلاح "حزب الله" إلى دائرة الضوء
.. رؤية سياسية وأمنية أخرى، وضعها الكاتب السياسي "اندريه قصاص "
الذي كان اسابق الحدث، عندما أوضح:
لم تخلُ عطلة عيد الفصح المجيد من بعض المواقف السياسية، التي تناولت في شكل أساسي ما قاله الأمين العام لـ حزب الله الشيخ نعيم قاسم بالنسبة إلى سلاح "المقاومة الإسلامية"، فرأى فيه البعض كلامًا جدّيًا من شأنه أن يعيد عقارب الساعة إلى الأجواء التي كانت سائدة قبل 7 أيار من العام 2008، والتي أدّت إلى ما أدّت إليه من "اجتياح" لبيروت وللجبل، والتي دفعت الجميع للذهاب إلى قطر، وما نتج عن الحوار غير المباشر بين جميع أطراف النزاع، والذي كان يتمّ من غرفة إلى أخرى في فندق الشيراتون، وقد توجّت المساعي التي قامت بها قطر مع المملكة العربية السعودية باتفاق عُرف بتسوية الدوحة، والتي نتج عنها توافق سياسي على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية.
ينحاز الكاتب إلى مسألة أخرى، ذلك انه يقول:البعض الآخر فوصف تصريحي الشيخ قاسم ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا بـ "القنبلة الصوتية" ليس إلاّ، وذلك انطلاقًا من مقولة شعبية شائعة أن من يريد أن يفتعل أي مشكل لا يهدّد، بل يذهب إليه من دون مقدّمات، إضافة إلى أنه ليس واردًا على الاطلاق عند أي طرف من الأطراف اللبنانية أن يطالب بـ "تجريد" سلاح "حزب الله" أو "انتزاعه" منه بالقوة، بل بالتفاهم والحوار الهادئ وغير المنفعل وغير المستند إلى خلفيات وحسابات حقل حارة حريك التي قد لا تنطبق على حسابات بيدر بعبدا. وهذا ما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من على منبر الصرح البطريركي في بكركي على أثر خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال: إن "اي موضوع خلافي لا يقارب على الاعلام ووسائل التواصل، بل بطريقة التواصل مع المعنيين بطريقة هادئة ومسؤولة.
عندي قناعة ان اللبنانيين لا يريدون الحرب ولا يريدون ان يسمعوا بذلك. لذلك فان القوات المسلحة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة عن سيادة لبنان واستقلاله".
فلنعالج الموضوع بروية ومسؤولية، لأنه موضوع اساسي للحفاظ على السلم الاهلي، وسأتحمله بالتعاون مع الحكومة. اي خلاف في الداخل اللبناني لا يقارب الا بمنطق تصالحي. وحصر السلاح سننفذه، ولكن ننتظر الظروف لتحديد كيفية التنفيذ".
قصاص، كشف معلومات عن كيف حسم رئيس الجمهورية عون، الجدل حين دعا إلى مقاربة هذه المسألة بعيدًا عن الإعلام؟!.
وامد:
الذي يواكب حركة الاتصالات القائمة بين الرئاستين الأولى والثانية الهادفة إلى إيجاد آلية لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم، مع إصرار الرئاسة الأولى على ضبط إيقاع المواقف المتشنجة التي تصدر من هنا وهناك، ولاسيما المواقف التي يعلنها مسؤولون في "الحزب"، وآخرها كلام نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب الوزير الأسبق محمود قماطي، الذي تحدّث عن "قطع اليد التي ستمتد الى المقاومة"، إضافة إلى كلام بعض نواب "الحزب"، وفيه أنه "عندما تقوم الدولة بمسؤولياتها نناقش الاستراتيجية الدفاعية"، وأن أي حديث عن تسليم "الحزب" لسلاحه لن يجدي نفعًا قبل أن تنسحب، دولة اليمن المتطرف التوراتية الإسرائيلية من كل شبر من الأراضي اللبنانية، التي لا تزال تحتلها، وقبل أن تتوقف الاعتداءات
الواضح، أن تحليل الواقع اللبناني، ومحدودية الحوار بين الدولة اللبنانية، وحزب الله، ان مسعى الرئيس عون، وفق قصاص، لمعالجة ملف السلاح سيواجه تعقيدات وصعوبات كثيرة إذا استمرت المواقف التصعيدية والضاغطة، سواء من الجانب الأميركي والإسرائيلي أو من القوى السياسية في داخل لبنان. فمقاربة الرئيس تعتمد الحوار والهدوء فيما مقاربة الآخرين تعتمد التصعيد والقتل والضغط. وهو ما لن يُثني المقاومة عن التمسّك بموقفها وسلاحها طالما التصعيد يشكّل خطرًا على وجودها ووجود جمهورها ويعني استسلامًا للشروط والاملاءات الأميركية والإسرائيلية وإخضاع لبنان لها وهو ما يرفضه الحزب بشكل قاطع.
.. اللحظة، تحتاج إلى ضبط الخطاب السياسي الرسمي والسياسي وحتى الإقليمي والدولي من كل الأطراف، لتسهيل مهمة رئيس الجمهورية ولا سيما إنه متفاهم مع "حزب لله" بالمبدأ على الحوار، ولتهدئة خواطر الحزب وطمأنته بعدما بات يشعر ان المطلوب رأسه وليس سلاحه فقط.
لا بد من أن تشمل معالجة موضوع سلاح "حزب الله" المخيمات الفلسطينية وضرورة إلحاقها بالخطط الأمنية المسؤولة عنها القوى الشرعية وحدها دون سائر قوى الأمر الواقع، وهذا من مثيرات ما يكشفه الإعلام اللبناني، والعربي، لكن وفق نظرية خوض التفاهمات، إلى أن كانت الضربة العسكرية الإسرائيلية الرابعة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ليس سرا، ما يقوله بعض المراقبين السياسيين، من شتى اطياف لبنان السياسي والأمني الحزبي، عدا عن الطوائف كافة؛ ذلك انه طالما أن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية،
تتصرّف بكل حرية، كما يحلو لها في لبنان، في الجنوب بشقيّه المفصولين شمالًا وجنوبًا بمصب نهر الليطاني، والضاحية الجنوبية، فإن "حزب الله"، يرى إن من موقعه عليه ان يتمسّك أكثر فأكثر بسلاحه، ويرفض أي حديث عن تسليمه. وبذلك تكون سياسية السفاح نتنياهو، والكابنيت وحكومة التطرف التوراتية قد أعطت حزب الله، وغيرة من مكونات الطيف السياسي والأمني والاجتماعي اللبناني، عدة اسباب إضافية للاحتفاظ بقوة السلاح، وبالتالي المواقف التي تحدد المستقبل، ومثلا، يرى بعض القوى السياسية أنه لم يعد يجدي نفعًا بعدما أثبتت الحرب الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي الصهيوني مع ما يملكه من إمكانات تكنولوجية فائقة التطور وبين "المقاومة "، التي حارب عناصرها، وبالأخص أولئك الذين كانوا مرابضين على خطوط المواجهة المتقدمة، واستشهد منهم عدد كبير.
.. الموقف، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف عدد من القيادات الميدانية في "المقاومة" أو عددّ آخر من قيادة حركة "حماس" في لبنان من دون حسيب أو رقيب من شأنه أن يدفع "حزب الله" إلى التمسك بسلاحه اليوم أكثر من أي وقت مضى. وبحسب ما يروج بعض الذين يدورون في فلك إعلامه من المحللين السياسيين والاستراتيجيين فإن لهذا السلاح دورًا أكبر مما كان عليه في الماضي القريب والبعيد، وإن اختلف اللبنانيون على هذا الدور، الذي يتراوح تقييمه بين رفضه في المطلق، وهذا ما تعبّر عنه القوى السياسية المناهضة لسياسة "حزب الله"، وهم الذين خاضوا الانتخابات النيابية الأخيرة بشعارات ترفض سلاحه. أمّا الذين يرفضون حتى الحديث عن السلاح، وهم المتشدّدون في توجيه بعض الرسائل الصوتية، التي حملت أكثر من تهديد إلى الذين يطالبون بنزع هذا السلاح بأي وسيلة بأنهم سيواجَهون كما وُجهت إسرائيل، أو أن اليد التي ستمدّ على "المقاومة" ستقطع، وفق رؤية حددها المحلل قصاص.
*بين الحوار وموقف الدولة اللبنانية..
ماذا سيفعل نزع سلاح "حزب الله"؟
تعزيز الإجابة، على هذا السؤال وغيره، ورد في تقرير
ترجمة موقع "لبنان 24"، وهو يعد وثيقة مهمة تضع أطر مستقبلية.
.. السؤال والإجابة، نشر موقع "arabnews" تقريرًا جديدًا طرح خلاله سؤالًا أساسيًا وهو على النحو التالي: "هل يمكن إقناع حزب الله بنزع سلاحه سلميًا عبر الحوار؟"
التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" لفت إلى أن السؤال المطروح هو رئيسيّ جدًا في لبنان، علمًا أن رئيس الجمهورية جوزاف عون أكد الأسبوع الماضي الماضي رغبته في نزع سلاح حزب الله هذا العام، ومن المفهوم أن خياره المفضل هو إتمام هذه العملية عبر حوار وطني.
* 1:التحولات الأوسع في المنطقة.
يلفت التقرير إلى أنه "لا يمكن عزل هذا الوضع عن التحولات الأوسع في المنطقة"، وأضاف: "الحوار الأوسع يجري الآن بين إيران والولايات المتحدة، مما يضع الخطوات التالية للدولة اللبنانية في مأزق. لا شك أن القرار النهائي بشأن نزع سلاح حزب الله سيُتخذ في طهران، كونه أداة إرهاب في يد الحرس الثوري الإسلامي، وقد تأكد ذلك عندما وصف السفير الإيراني في لبنان الأسبوع الماضي نزع السلاح المُخطط له، من بين انتقادات أخرى، بأنه مؤامرة واضحة على الشعوب".
واكمل: "من الإيجابي أن يُستدعى السفير الإيراني على خلفية تصريحاته، لما تُمثله من تدخل سافر في شؤون الدولة. إنها علامة جيدة على إرادة الدولة اللبنانية في سعيها لسيادتها. لم يكن هذا ممكنًا قبل عام واحد فقط. في الواقع، تحول حزب الله إلى أنقاض بفعل الحملة العسكرية الإسرائيلية.
*2:التغيير السياسي في سوريا.
مع التغيير السياسي في سوريا، فقد وكيل إيران الدعم اللوجستي من إيران الذي كان أساسيًا لعملياته. هذا فرق كبير ساهم في تعزيز سيادة الدولة اللبنانية، لكن هذا لا يعني أن حزب الله لم يعد يمتلك القدرة والسلطة على تدمير لبنان أو استهداف خصومه فيه".
.. و.. "لو دفع النظام في طهران حزب الله إلى مواجهة، لكان ذلك نتيجة واحدة هزيمة حزب الله وإذلال طهران. إيران تعلم ذلك، وحزب الله يعلم ذلك، ومنشورات السفير الإيراني على آكس تؤكد هذا الضعف. ببساطة، في الماضي، كان ضابط مخابرات صغير المستوى يستدعي الرئيس اللبناني للصمت بشأن نزع السلاح. على أي حال، لدى النظام الإيراني فرصة للسماح ليس فقط للبنان بالازدهار، بل أيضًا لبلده والمنطقة. أيضًا ينبغي أن يكون نزع سلاح حزب الله نقطة مهمة في الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني، فهو أداة مماثلة".
*3:احتكار السلاح.
"بغض النظر عن أي اتفاق إقليمي،بحسب التقرير، فإن إرادة الشعب هي أن الدولة اللبنانية هي التي يجب أن تحتكر السلاح. مع هذا، يبقى عون حذرًا في نهجه، إذ يدرك جيدًا أن حزب الله لا يزال قوة عسكرية قد تُشكل خطرًا على مستقبل لبنان. ولذلك، لا بد من وجود دعم شعبي لهذا التحول التاريخي".
.. وأنه:"قد يكون نزع سلاح حزب الله نقطة انطلاق للبنان جديد، نقطة انطلاق لإعادة إعمار حقيقية ومستدامة، نقطة انطلاق لنهضة لبنانية. إنه يوفر فرصة تاريخية لا ينبغي تفويتها. ولذلك، يحتاج اللبنانيون إلى الحشد والدفع من أجل هذا التحول، بغض النظر عن نتائج الحوارات الإقليمية الأوسع".
* 4:انضمام حزب الله إلى الجيش اللبناني.
أن "الحل المقترح لأعضاء حزب الله هو الانضمام إلى الجيش اللبناني، ولكن ليس كوحدة مستقلة"، "لن يتم ذلك إلا بعد اتفاق سلمي على نزع السلاح، وهو أمر غير مضمون حتى الآن. ولكن في حال حدوث ذلك، يجب إجراء عملية تدقيق جدية، ويجب استبعاد الموالين أيديولوجيًا لنظام طهران أو مرتكبي جرائم إرهابية من الانضمام إلى الجيش اللبناني. بعد كل أفعاله، يجب منع حزب الله أيضًا من المشاركة في أي انتخابات. كذلك، يجب أن يكون الولاء حصريًا للبنان والقوات المسلحة اللبنانية. أعتقد أن لبنان يمكن أن يتعلم من الدول الأخرى التي مرت بنفس التجربة".
*5:تعامل طهران مع لبنان.
تغيير طريقة تعامل طهران مع لبنان وجيرانه أمرًا بالغ الأهمية.
التقرير يحدد:
إن احترام تعهد عدم التدخل، والتخلي عن أي تدخل عسكري أجنبي، والاكتفاء بالتعاون بين الدول، سيكون الحل الأمثل. هذا ما ينبغي أن تسعى إليه الإدارة الأميركية في حوارها. إن وضع حدٍّ للأنشطة الهجومية للنظام الإيراني لا يقل أهمية عن القضية النووية، إن لم يكن أكثر، وهذا من شأنه أن يتماشى مع تطلعات المنطقة والشعب اللبناني، ويجمع ولو لمرة واحدة بين الأهداف الإقليمية والأهداف المحلية".
.. في الخلفية، سياسيا وأمنيا، كانت
قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، يوم التاسع من نيسان إبريل الجاري، إن "الجيش اللبناني قادر على تنفيذ مهمة نزع سلاح حزب الله".
وفي مقابلة خاصة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، ذكرت أورتاغوس أن "لبنان ملتزم هذه الخطوة وفق بنود القرار الأممي 1701، الذي ينص على نزع سلاح حزب الله على كل الأراضي اللبنانية".
.. وهي صرحت، وفق تعليمات من الإدارة الأميركية ام:"نزع سلاح حزب الله هو جزء من سياسة الضغط الأقصى التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على إيران".
تابعت: "أملنا أن يلتزم كل الأطراف وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. كما أننا نتوقع إصلاحات في لبنان، لكن لصبر إدارة ترامب حدود".
وقالت: "هناك فرصة ذهبية للبنان للخروج من أزمته. والطريقة الوحيدة لذلك هي رفض أي دور لإيران وحلفائها".
وأشارت الى أنه "يجب أن يستمع الحكام في لبنان للشعب اللبناني"، وقالت: "لدى الولايات المتحدة توقعات متفائلة في دور بري في المرحلة المقبلة".
وبشأن إيران، اعتبرت أن "حصول إيران على سلاح نووي سيسبب أزمة كبيرة في المنطقة"، لافتة الى أن "المفاوضات مع إيران هدفها الوصول إلى صفقة تريح المنطقة"، مشيرة الى أن "من مصلحة الولايات المتحدة ألا تعود إيران وداعش إلى سوريا".
*حزب القوات اللبنانية.. موقف وبيان.
*
في مؤشرات الحدث اللبناني، وما تلا ضرب الضاحيه الجنوبية لبيروت، أصدر حزب القوات اللبنانية عدة مواقف واردها بيان مثير للجدل، وصل" الدستور"، نسخة من البيان الذي أعلن ٢٨/٤/٢٠٢٥:
تحت عنوان صادن:سلاح "الحزب" دفع بلبنان إلى هاوية يُصعب الخروج منها
أوضحت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" في بيان "بعض النقاط التي أثارها النائب علي فياض"، كالآتي:
*أولا:
قال النائب فياض "لا يستهيننّ أحد بقوّة حزب الله، حزب الله ما زال هو الحزب الأكبر على المستوى الشعبي في هذا البلد".
لا مشكلة لدينا على الإطلاق بهذا الكلام، ولكن المشكلة هي في عدم انتقال الحزب إلى الحياة السياسية حصرًا من انتخابات وما يتبعها من قواعد اللعبة السياسية، وليأخذ عندذاك التأثير الذي تمنحه إياه الناس، وهذا أمر يدخل في صلب نظامنا اللبناني، إلا أنّ "حزب الله" ما زال، بخلاف رأي الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، مصرًّا على الاحتفاظ بسلاحه الذي أثبت عدم جدواه على الإطلاق، ولا بل دفع هذا السلاح لبنان إلى هاوية يصعب الخروج منها، وقد دمّر في السنتين الأخيرتين فقط 30 قرية حدودية فضلا عن دمار طال عشرات البلدات، وأودى بحياة آلاف اللبنانيين، وأدى إلى إصابة عشرات الآلاف، وخسائر اقتصادية تقدّر ما بين 10 و15 مليار دولار، ناهيك عن دوره المنهك للبنان والمستجر للحروب أقله منذ خروج جيش الأسد من لبنان في العام 2005. من جهة ثانية، فإن الدولة اللبنانية الممثلة الفعلية للشعب اللبناني هي التي تعرف وتحدد مصادر وعوامل قوة لبنان، ومصادر وعوامل ضعفه، وليس حزبا بعينه.
*- ثانيًا:
، رأى فياض أنّ ما يسمى "المقاومة قامت بما عليها في ما يتعلق بجنوب النهر، وأمّا ما يتعلق بشمال النهر هو مسألة سيادية لا شأن للأميركي ولا للإسرائيلي ولا لأي طرف عربي فيها". إن هذه المسألة السيادية بالذات كانت في جوهر اتفاق الطائف وصلبه، وقد نص بوضوح شديد على ضرورة احتكار الدولة وحدها للسلاح في لبنان كله، كما نصّ على التمسُّك باتفاقية الهدنة، وذلك بخلاف كلّ ما قام به "حزب الله" من انقلاب موصوف على هذا الاتفاق. إنّ احتكار الدولة للسلاح هو أمر سيادي للدولة اللبنانية ولا علاقة لأي دولة به، ويتوقّف عليه قيام دولة فعلية في لبنان من عدمه، والأكثرية الساحقة من اللبنانيين باتت تواقة لقيام دولة فعلية، وهذا يقتضي احتكار الدولة للسلاح، وإمساكها وحدها بالقرار العسكري والأمني. ومن جهة ثانية لا دولة في لبنان تستطيع أن تعيش من دون علاقات خارجيّة وحتى أميركا نفسها لا تستطيع ذلك، وبالتالي من الطبيعي أن يسعى لبنان إلى تمتين علاقاته الغربية والعربية ولاسيّما أنّ هذه العلاقات ستسمح له بإعادة إعمار كل ما تهدّم في لبنان، وإعادة إطلاق الاقتصاد اللبناني، ماذا وإلا سنبقى في دوامة الخطابات والخطابات على شاكلة أنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.
*ثالثًا:
، قال النائب فياض إنّ "البعض على المستوى الداخلي يريد أن يؤجِّج الانقسامات الداخلية، وأن يدفع لانقسام بين الجيش اللبناني و(ما يسمى) المقاومة". إن من يسعى لتأجيج الانقسامات، ويدفع، لا سمح الله، لانقسام مع الجيش هو من ينكر على الدولة أبسط حقوقها المتمثِّل في احتكار السلاح والقرار الأمني والعسكري. إن من يسعى لتأجيج الانقسامات هو من يرفض تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار التي أقرها مجلس الوزراء في 27 تشرين الثاني والذي كان للحزب الأكثرية الوزارية داخله. إن من يؤجِّج الانقسامات الداخلية هو من يّطلق القذائف من خلف الجيش اللبناني على الحدود الشرقية ويُحرج رئيس البلاد ورئيس الحكومة ووزير الدفاع والحكومة والجيش، وبخاصّةٍ بعد الترتيبات التي كان قد اتفق لبنان مع سوريا عليها لضبط الوضع على الحدود الشرقية. إن من يسعى لتأجيج الانقسامات هو من يرفض تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية(...)".
ختم البيان:
:"في النهاية، وكأن بعضهم هذا يعيش في القمر أو على كوكب آخر ولا يأخذ في حساباته آلام ومعاناة الشعب اللبناني، بدءا من شعب الجنوب، ولا يأخذ في حساباته الوقائع على الأرض وضرورة أن تقوم دولة فعلية في لبنان تبدأ مسيرة إنقاذ الشعب اللبناني".
.. لبنان، الدولة والشعب، كل المكونات تبحث عن الاستقرار وإعادة الإعمار، إلا أن المنطقة والمجتمع الدولي، كما الأمم المتحدة، وكل دول جوار لبنان، تراقب حالات التصعيد، التي قد تذهب إلى مسارات تعيد الحرب، بشكل، ربما يكون مختلفا، فالحوار اللبناني /اللبناني مشتت وحساس، لكن دون أي استقرار.. وهنا الكارثة.