في مشهد يعكس مزاج الطبيعة المتقلب، عادت السماء لتفاجئ المصريين بسيناريو غير مستقر من الأجواء الجوية، امتزجت فيه الرياح المحملة بالرمال مع زخات المطر، وسط تحذيرات متواصلة من هيئة الأرصاد الجوية بعدم الانخداع بسطوع الشمس نهارًا أو دفء الطقس المؤقت، خاصة خلال ساعات الليل والصباح الأولى، إذ قد تتحول النسمات اللطيفة إلى رياح باردة تعصف بالصحة إذا لم تُراع الاحتياطات.
مصر في مرمى موجة ربيعية متقلبة
طبقاً لـ تحيا مصر ، تشهد البلاد، وفقًا للهيئة العامة للأرصاد الجوية، حالة من التباين الحاد في الطقس بين ساعات النهار والليل.
فبينما تسود أجواء دافئة نسبيًا على القاهرة الكبرى وشمال الصعيد نهارًا، تشتد الحرارة جنوبًا في محافظات الصعيد وجنوب سيناء، إلا أن درجات الحرارة سرعان ما تهبط مع غروب الشمس، لتفرض أجواء تميل إلى البرودة في مختلف الأنحاء.
هذا التغير السريع دفع الهيئة لإطلاق تحذيرات عاجلة للمواطنين، مطالبة بعدم التسرع في تخفيف الملابس، تفاديًا للإصابة بنزلات البرد، لا سيما خلال هذه المرحلة الانتقالية من فصل الربيع التي كثيرًا ما تكون مفاجئة في تقلباتها.
سحب ممطرة ورياح مُحملة بالرمال.. خريطة المناطق المتأثرة
أما عن المناطق المتأثرة، فتبدأ من السواحل الشمالية الغربية كمرسى مطروح والعلمين، وتمر بشمال الوجه البحري في محافظات مثل البحيرة وكفر الشيخ، ولا تُستثنى مدن القناة من التأثر، حيث تتوقع الهيئة نشاطًا ملحوظًا للرياح في بورسعيد والإسماعيلية والسويس، إلى جانب ظهور أمطار متفرقة تتراوح شدتها بين الخفيفة والمتوسطة.
وتشير بيانات الأرصاد إلى أن بعض هذه الرياح ستكون مثيرة للأتربة، ما قد يُضعف الرؤية الأفقية في المناطق المكشوفة، ويزيد من الإحساس بانخفاض درجات الحرارة، فضلًا عن تأثيرها المحتمل على أنشطة الملاحة والصيد، وهو ما استدعى دعوة الصيادين لتوخي الحذر وعدم المجازفة بالخروج في ذروة نشاط الرياح.
درجات حرارة متفاوتة من الشمال إلى الجنوب
وبالنسبة لدرجات الحرارة المتوقعة، تسجل القاهرة الكبرى نحو 25 درجة مئوية للعظمى، مع صغرى تصل إلى 16، في حين تنخفض الحرارة في الإسكندرية لتسجل 21 للعظمى و13 للصغرى.
وعلى الجانب الآخر، تتجه الأرقام للارتفاع في جنوب البلاد، حيث تصل الحرارة إلى 33 درجة في أسوان، وتلامس 35 في مرسى علم، بينما تستقبل شرم الشيخ الزوار بأجواء حارة نسبيًا عند 29 درجة للعظمى.
توصيات وتحذيرات مستمرة من الأرصاد
مع استمرار هذه الأجواء المتقلبة، تنصح الهيئة العامة للأرصاد الجوية بمتابعة النشرات أولاً بأول، وعدم الاعتماد على الأحوال الظاهرة فقط، إذ قد تتغير الظروف بسرعة، لا سيما مع احتمالية امتداد الأمطار إلى مناطق إضافية أو تصاعد نشاط الرياح في الجنوب وسيناء.
وختامًا، تذكّر الأرصاد بأن فصل الربيع ليس دائمًا موسم الزهور والنسيم، بل يحمل في طياته كثيرًا من المفاجآت الجوية التي تتطلب وعيًا واستعدادًا، فلا تتخلوا عن المعاطف بعد، فالمناخ لا يزال يحمل أوراقًا مبعثرة من الشتاء!.
