قال عمرو فاروق، الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان أقامت علاقات متعددة وفقًا لمصالحها ومصالح القوى التي أسّستها ورعتها، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات لم تكن علنية في أغلب الأحيان، بل كانت تدار في الخفاء مع دوائر صنع القرار في الغرب، بهدف تفكيك المنطقة العربية.
أضاف فاروق، عبر مداخلة هاتفية مع "إكسترا نيوز" أن هناك مشروعات وأدلة خرجت في العقود الماضية من بعض الوثائق والرسائل، تؤكد دور الجماعة في إسقاط دول عربية، بتحالف مع قوى غربية تستهدف زعزعة استقرار الداخل العربي، مشيرًا إلى أن مصر كانت في المواجهة المباشرة مع هذا المخطط.
وتابع أن الجماعة تستخدم سلاح الشائعات بشكل ممنهج منذ عقود، وهو سلاح قديم يعود استخدامه إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويهدف إلى ضرب الدول من الداخل.
وأشار إلى أن الربيع العربي كان لحظة فارقة، حيث استُخدمت الشائعات كسلاح رئيسي ضد الدولة المصرية، لنقلها إلى حالة من "اللادولة"، كما حدث في دول أخرى مثل سوريا واليمن وليبيا والسودان.
وأكد أن الجماعة تعتمد على اللجان الإلكترونية التي تعمل وفق خُطط محددة لضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة عبر بث الإحباط وتكثيف المعلومات المضللة، ما يؤدي إلى تآكل الانتماء الوطني لصالح الانتماء الديني.
ونوه إلى أن هذا النهج الفكري يتعمد تغليب ما يسميه الانتماء الأممي الإسلامي على حساب مفهوم الدولة الوطنية، ما يؤدي إلى تفكيك المجتمعات من الداخل وتهيئتها لرفض الأنظمة السياسية القائمة.
أشار إلى أن الشائعات والإحباط النفسي ليست مجرد أدوات عشوائية، بل جزء من استراتيجية فكرية ممنهجة، حيث تحاول الجماعة فرض سرديات دينية تصف الأنظمة بأنها مغتصبة أو خارجة عن الشريعة، وبالتالي تبرر التحرك ضدها.
وفيما يخص المواجهة المصرية لهذه المخططات، قال إن مصر لعبت دورًا مهمًا على المستويين الأمني والفكري، باعتبارها كانت المقر الرئيسي للجماعة، فكانت المواجهة ضرورة، سواء بتجفيف منابع التمويل أو التنسيق مع الدول العربية أمنيًا.
