تباشر محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء الجزائر غدا الثلاثاء، محاكمة المتهم الموقوف المدعو “ف.محمد” موظف بشركة ميترو الجزائر. لمتابعته بجناية إضرام النار عمدا في غابات مملوكة للدولة. وإلحاق أضرارا 4 آلاف هكتار من الغطاء النباتي بغابات “بورباش” بالأخضرية أعالي البويرة صائفة 2023. بالإضافة كذلك إلى تسجيل “وفاتين”، وعشرات الجرحى.
كما تسببت الحرائق في انقطاع تام للكهرباء والغاز، على كافة القرى والمدن المجاورة بالمنطقة العسكرية. مما كبد مؤسسة سونلغاز خسارة قدرت ب6 ملايير سنتيم.
وتأتي برمجة القضية أمام ذات الهيئة القضائية استئنافا للحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء. بإدانة المتهم بـ20 سنة سجنا، بعدما التمست النيابة العامة بالجلسة تسليط الإعدام كأقصى عقوبة في حق المتهم عن نفس التهم.
وكشفت مجريات محاكمة المتهم الموقوف “ف.محمد”، أن الوقائع إنطلقت بتاريخ 23 جويلية 2023. أين لفت انتباه عسكري ” ب.ياسين” خلال تأدية مهامه بمفرزة تابعة للجيش الوطني الشعبي التي تبعد عن غابات ” بورباش” بأعالي البويرة، نزول أحد الأشخاص من سيارة ” شوفرولي” رمادية اللون. وشرع في اضرام النار عمدا بالغابة، وخلالها قام بالمناداة عليه، ونصحه بالابتعاد من الأماكن. غير أن المتهم حسب أقوال الشاهد، لم يكتف بهذه الأفعال بل قام بالتقاط صور بواسطة هاتفه النقال، ثم انصرف.
ولدى وصول رجال الحماية المدنية، قامت باخماد الحرائق التي امتدت ألسنتها ملتهمة حوالي 4 آلاف هكتار من الغطاء الغابي. مخلفة أضرارا جسيمة بأشجار الزيتون على وجه الخصوص، و ممتلكات السكان، ووفاة زوجين متأثرين بالدخان الذي قطع انفاسهما قبل أن يتفحما كليا.
واسفرت مجريات التحقيق مع المتهم عن حجز صور الحريق منذ انطلاقها، ارسلها المتهم لصهره ” ب.مرزاق”.
وفي الجلسة أنكر المتهم علاقته بالحرائق التي وقعت بمسقط رأسه، مصرحا بأنه ولدى نزوله بالغابة وجد النيران مشتعلة. فقام بالاتصال برجال الحماية المدنية، الذين اخبروه بأنهم على مقربة من الغابة، بسبب تبليغ السكان عن الحريق قبله.
وأكد المتهم لقضاة الجلسة بأنه رب أسرة ويسكن بالمنطقة. وله أقارب وجيران، فمن غير المعقول إشعال النيران بالغابة لالحاق الضرر بأهله وعائلته.