
في إطار فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، وتحديدًا خلال ندوة منتدى نوت لقضايا المرأة، أبدى المخرج الكبير يسري نصر الله استياءه من التراجع الواضح في أدوار البطولة النسائية في السينما المصرية مقارنةً بما كان سائدًا في عصور سابقة.
وقال نصر الله في تصريحاته خلال الندوة التي تُقام ضمن مشروع "نجوم من أجل التغيير": "كنا نشاهد نجمات مثل ماجدة، وسعاد حسني، وفاتن حمامة يقمن بأدوار البطولة المطلقة، ولكن في السنوات الأخيرة تراجع هذا الحضور بشكل ملحوظ، وكأن السينما بدأت تعود للوراء فيما يخص تمكين النساء من مواقع الصدارة".
وأرجع نصر الله هذا التراجع إلى تغيّرات في الصناعة والذوق العام، لكنه لم يُخفِ قلقه من النماذج النسائية التي تُقدم حاليًا في بعض الأفلام، مؤكدًا أن كثيرًا من مشاهد العنف ضد المرأة في السينما لا تعبّر عن الواقع بل تنبع من "خيال مريض لدى بعض الكُتاب"، على حد تعبيره.
وأضاف: "المشكلة ليست فقط في العنف الجسدي، بل في فكرة تصوير المرأة كمواطن من الدرجة الثانية، كأنها بلا صوت أو قدرة على المقاومة، وهذا يتعارض تمامًا مع دور السينما في التنوير وتقديم نماذج واقعية تعكس التعدد والتعقيد في شخصية المرأة".
كما شدد المخرج على ضرورة محاربة الصور النمطية التي تُرسّخ دونية المرأة في الأعمال الفنية، مؤكدًا أن السينما يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتغيير الإيجابي إذا أُحسن استخدامها، وأن مواجهة هذه الظواهر تتطلب وعيًا من صناع السينما ودعمًا من المؤسسات الثقافية والمجتمع المدني.
واختتم يسري نصر الله حديثه بالدعوة إلى مزيد من الأعمال التي تُبرز قوة المرأة من خلال سرد صادق وغير دعائي، متمنيًا أن يكون لمهرجان أسوان ومبادراته المستمرة تأثير ملموس في تغيير نظرة الصناعة لقضايا المرأة.