نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار فعالياته الثَّقافية والمعرفية بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ34، ندوة بعنوان "المرأة وبناء جيل قادر على نشر قيم التعايش والسلام"، بمشاركة سعادة الشيخة خلود القاسمي، الوكيل المساعد بوزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج سابقًا، وذلك بحضور عدد من المفكرين والباحثين وروَّاد معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
المرأة ركيزة أصيلة في غرس القيم
في مستهل الندوة، أكدت الشيخة خلود القاسمي، أنَّ المرأة لا تؤدي دورًا مكمِّلًا في المجتمع فحسب، بل تمثِّل ركيزةً أصيلةً في غرس القيم الإنسانيَّة النبيلة، وصناعة الأجيال القادرة على قيادة المستقبل، مشيرةً إلى أن التحديات الفكرية والقيمية التي تواجه المجتمعات اليوم تحتم جعل التسامح وقبول الآخر ضرورة وجودية، لا مجرد خيار فكري، موضحة أهمية دور الأم في تنشئة الأبناء على مفاهيم الرحمة والانفتاح،.
المرأة المؤسسة الاولى
لافتة إلى أن التربية على الحوار تبدأ من البيوت التي تديرها نساء حكيمات، فالمرأة هي المؤسسة الأولى في ترسيخ ثقافة الحوار، لا سيما من خلال الدور المحوري للأم في تعليم الإصغاء واحترام وجهات النظر.
المرأة ودعم القيادة الرشيدة
وأشادت الشيخة خلود القاسمي بما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات في مختلف المجالات، في ظل دعم القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، حتى اليوم، موضحة أن النساء يشكِّلن نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وأكثر من ثلثي العاملين في القطاع الحكومي، ونحو 80% من الكادر الصحي، إضافة إلى 69% من خريجي الجامعات.
أم الامارات
كما نوَّهت بالدور الرائد للشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات"، التي تبنَّت رؤية إستراتيجية لتمكين المرأة عبر مبادرات متكاملة في التربية والتأهيل والتمكين المجتمعي.
وأكدت القاسمي أن مجلس حكماء المسلمين حرص على دمج المرأة في برامجه العالمية، إيمانًا منه بأن بناء جسور الحوار يبدأ من الأسرة، وتحديدًا من النساء، وذكرت أن المجلس أطلق مؤخرًا برنامجًا لإيفاد مبعوثات دينيات إلى عددٍ من المجتمعات حول العالم؛ بهدف نشر خطاب ديني معتدل يعكس سماحة الإسلام ويعزز قيم التعايش، إلى جانب دعم مبادرات تعليمية تدمج مفاهيم التسامح في المناهج الدراسية.
المرأة وتعزيز ثقافة التعايش
فيما أعربت السفيرة نبيلة مكرم عبيد، وزيرة الدولة المصرية السابقة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، عن تقديرها لدور المرأة في تعزيز ثقافة التعايش، ووصفتها بـ"خوذة المجتمع" التي تحميه في معارك الحياة من خلال القيم التي تغرسها، مشيرةً إلى أن المرأة صانعة سلام، وناشرة للقيم، ووريثة للتقاليد المجتمعية.
صناع السلام
مشيدة بدور الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، في دعم المرأة الإماراتية، كما أشادت بمبادرة صنَّاع السلام، إحدى مبادرات مجلس حكماء المسلمين، معربةً عن فخرها بالمشاركة في وثيقة الأخوة الإنسانية، لافتةً إلى أهمية المادة العاشرة منها التي تؤكِّد حقوق المرأة في التعليم والعمل.
وقدمت الشكر لمجلس حكماء المسلمين بقيادة فضيلة الإمام الأكبر وللأمين العام للمجلس على هذا المنتدى الثقافي والموضوع المهم، وحذَّرت مكرم من تحديات الهوية في ظل الفضاءات الرقمية المفتوحة، داعية إلى تعزيز اللغة العربية بوصفها إحدى ركائز الهوية الثقافية، واستعرضت في هذا السياق تجربتها مع مبادرة "اتكلم عربي"، التي بدأت "اتكلم مصري" ثم تحوَّلت إلى "اتكلم عربي" بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لِمَ للُّغة من أهمية في الحفاظ على الانتماء، مشيدةً بدور سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر، سعادة مريم الكعبي، في المجالات المجتمعية، مشددةً على ضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية في غرس مفهوم قبول الآخر في نفوس الأبناء، خصوصًا في ظل تصاعد خطابات الكراهية.
التحالف الوطني
كما استعرضت السفيرة نبيلة مكرم تجربتها في التحالف الوطني للعمل التنموي في مصر، الذي يضم أكثر من 100 ألف متطوع، من بينهم نسبة كبيرة من النساء، وأكَّدت أن المرأة أثبتت قدرتها على الصمود والتماسك في أصعب التجارب والأزمات، مشيدةً بالدور الذي -يقوم به- مرصد الأزهر الشريف، في حماية الأطفال والشباب من المفاهيم المغلوطة، مشيرةً إلى أن التعايش السلمي لا يمكن أن يكتمل من دون مشاركة فاعلة للمرأة في كافة مناحي الحياة.
جدير بالذكر أنَّ جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يقدم أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض في جناح رقم 10C35 قاعة رقم 10.


