شاركت باكستان في الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة الدول الثماني النامية حول التعاون السياحي بالقاهرة، وألقي رئيس الوفد المشارك بكلمة جاء نصها كالتالي:
السيد الرئيس، أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
يشرفني أن أمثل جمهورية باكستان الإسلامية في هذا الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة الدول الثماني النامية (D-8) المعني بالتعاون السياحي، ويسرني أن أكون بين زملائي الكرام لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال السياحة بين دولنا الأعضاء.
أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى حكومة جمهورية مصر العربية وإلى أمانة مجموعة الدول الثماني النامية على حسن الضيافة والتنظيم المتميز لهذا الاجتماع الهام ومما لا شك فيه أن انعقاده في القاهرة وهي من أبرز الوجهات السياحية العالمية يمثل اختيارًا موفقًا يعكس مكانة مصر السياحية. كما أن قادتنا – رئيس الوزراء ونائبه – عبروا عن إعجابهم الكبير بحسن الاستقبال المصري خلال مشاركتهم في القمة الحادية عشرة للمجموعة التي استضافتها العاصمة الإدارية الجديدة مؤخرًا.
موارد سياحية غنية ومتنوعة
تتمتع دول مجموعة الـD-8 بموارد سياحية غنية ومتنوعة تشمل الطبيعة الخلابة، والتراث الثقافي العريق، والمواقع التاريخية الفريدة. ومع وجود هذه المقومات، فإن أمامنا فرصًا واعدة لتعزيز السياحة كأداة فاعلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من خلال تطوير استراتيجيات سياحية تعاونية ومتكاملة، يمكننا تمكين شعوبنا من الاستفادة من هذه الفرص، وتعزيز الروابط بين مواطنينا، وتحويل دولنا إلى وجهات سياحية إقليمية وعالمية.
وأثق بأن مداولات هذا الاجتماع ستسهم في دفع عجلة السياحة نحو آفاق جديدة، وتسهم في جعلها رافدًا رئيسيًا للتنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي بين بلداننا.
الرؤية المشتركة لمجموعة الدول
تلتزم باكستان التزامًا راسخًا بتحقيق الرؤية المشتركة لمجموعة الدول الثماني النامية الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال التعاون في القطاعات الحيوية.
وقد كان لنا شرف استضافة الاجتماع الوزاري الثالث حول السياحة في مدينة بوربان السياحية، بالقرب من العاصمة إسلام آباد.
وانطلاقًا من مخرجات ذلك الاجتماع وخارطة الطريق التي تم تبنيها، نؤمن بأن السياحة قادرة على تقوية الروابط الاقتصادية وتعزيز التفاهم والتبادل الثقافي بين شعوبنا.
تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة التي يقودها دولة رئيس الوزراء محمد شهباز شريف، تنفذ باكستان حزمة من المبادرات لجعل السياحة محركًا للنمو، منها: تطوير البنية التحتية، وتوسيع نطاق الترويج الرقمي، وتدريب الكوادر العاملة في قطاع الضيافة، وتحسين معايير الجودة، والحفاظ على التراث الثقافي.
وقد أطلقنا في هذا السياق مبادرة “سلام باكستان” التي تهدف إلى تسليط الضوء على الإمكانات السياحية لبلادنا، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين. ونحن نركّز على أنواع متعددة من السياحة، منها: سياحة المغامرات، والسياحة الدينية والثقافية، والبيئية، والعلاجية، والترفيهية، بما يتناسب مع خصوصيات كل منطقة.
وندعو من هذا المنبر الدول الأعضاء إلى تشجيع المستثمرين في قطاعات الضيافة على استكشاف الفرص الواعدة في السوق الباكستانية، لاسيما في قطاعات الفنادق والمنتجعات، حيث نعتقد أن العائد على الاستثمار سيكون مجزيًا نظرًا لنمو السوق وحجم الطلب المتزايد.
تطبيق نظام التأشيرات الإلكترونية
من أجل تيسير حركة السياح بين دول المجموعة، نرى أن تبني سياسات تأشيرات مرنة وصديقة للسياحة هو أمر بالغ الأهمية. وقد بادرت باكستان بالفعل بتطبيق نظام التأشيرات الإلكترونية المجانية لأكثر من 125 دولة، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجموعة D-8. ونأمل أن تحذو بقية الدول الأعضاء حذونا، بما يسهم في تسهيل التنقل السياحي وتعزيز التبادل الثقافي بين شعوبنا.
كما أن تعزيز الربط الجوي بين مدننا الرئيسية يعد ضرورة ملحة لزيادة حركة السياحة والأعمال. ونؤكد أهمية تحسين خدمات الهجرة في المطارات والمنافذ الحدودية لتوفير تجربة سفر سلسة وميسرة.
كذلك نوصي بتفعيل آليات تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في مجال السياحة، وتنظيم المعارض والجولات التعريفية، إلى جانب إنشاء منصة مشتركة تتيح التواصل والتعاون بين منظمي الرحلات المعتمدين في الدول الأعضاء، ما سيُسهم في تطوير منتجات سياحية مشتركة ومبتكرة.
تحويل التحديات إلى فرص
إنني على يقين تام بأن التعاون الوثيق بين دولنا، والالتزام الجاد من جميع الأطراف، قادر على تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق أهدافنا المشتركة في التنمية المستدامة والازدهار المشترك.
أتطلع إلى نتائج مثمرة لهذا الاجتماع، وأؤكد مجددًا التزام باكستان الكامل بدعم كافة الجهود المشتركة لتعزيز قطاع السياحة في إطار مجموعة الدول الثماني النامية.
