المياه النظيفة ليست مجرد خدمة أساسية، بل هي حق إنساني أصيل، وانطلاقًا من هذه الحقيقة، أولى التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أهمية كبرى لمشروعات توصيل المياه النقية إلى الأسر المحرومة في قرى مصر، خاصة في المناطق النائية والأكثر احتياجًا، حيث جاءت مبادرات التحالف كـ"شرايين حياة" تدب في شوارع وبيوت تلك القرى، لتحقق نقلة نوعية في صحة ومعيشة الآلاف من الأسر المصرية.
تحول مشروع توصيل المياه من مبادرة خدمية إلى مشروع حياة متكامل، يمس صحة الإنسان وكرامته ومعيشته، وما زال التحالف الوطني يواصل العمل بخطى ثابتة ليصل لكل أسرة لم تعرف بعد طعم المياه النظيفة، "شرايين حياة" ليست مجرد أنابيب مياه، بل هي نبض جديد لحياة كريمة.
استهداف المناطق الأكثر احتياجًا
بدأ التحالف الوطني بحصر دقيق للأسر التي تعاني من انقطاع أو ضعف خدمات المياه، خاصة في قرى الصعيد والدلتا. اعتمد التحالف على قاعدة بيانات موحدة لضمان دقة التوزيع، وتحديد أولويات التدخل في المناطق التي تُعد خدمات المياه فيها شبه منعدمة.
ونفّذ التحالف مئات حملات توصيل المياه خلال العامين الأخيرين. تم خلالها توصيل المياه النقية إلى آلاف المنازل التي كانت تعتمد على وسائل بدائية أو مكلفة للحصول على المياه. شملت هذه الحملات:
- مد خطوط مياه جديدة بطول مئات الكيلومترات.
- تركيب عدادات وأجهزة تنقية في المنازل.
- إصلاح شبكات قديمة غير صالحة للاستخدام.
وقد ساهمت هذه الجهود في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بتلوث المياه، مثل أمراض الكلى والجهاز الهضمي. وأكدت وحدات الرعاية الصحية في تلك المناطق تحسن مؤشرات الصحة العامة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، منذ إدخال المياه النظيفة.
واعتمد التحالف في تنفيذ هذه المشروعات على التنسيق الكامل مع الجمعيات الأهلية المحلية، لضمان الاستدامة والمتابعة. كما تم تدريب الأهالي على صيانة الشبكات المنزلية، لتقليل الأعطال وضمان الاستخدام الآمن للمياه.
وفّرت كذلك المياه داخل المنازل وقتًا وجهدًا كان يُهدر يوميًا في جلب المياه من أماكن بعيدة، وهو عبء كان يقع غالبًا على النساء والأطفال. الآن، يمكن للنساء تخصيص هذا الوقت لتعليم الأبناء أو المشاركة في مشروعات صغيرة، مما أسهم في رفع جودة الحياة والتمكين الاقتصادي للأسرة.