في مؤشر جديد على تحسّن العلاقات بين إيران ومصر، أعلن محمد حسين سلطاني فر، رئيس مكتب حماية مصالح إيران في القاهرة، أن البلدين يجريان حالياً "مشاورات مكثفة" بشأن القضايا الإقليمية، مضيفاً أن "أكثر من 80 في المئة من الموضوعات المطروحة بين الجانبين قد تم التوصل إلى تفاهم بشأنها".
تصريحات سلطاني فر جاءت في مقابلة مع وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا)، حيث استعرض خلالها نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير التراث الثقافي والسياحة الإيراني، سيد رضا صالحی إميري، إلى العاصمة المصرية القاهرة، بدعوة رسمية من وزير السياحة والآثار المصري.
القضايا الجوهرية
شارك الوزير الإيراني في أعمال الاجتماع الرابع لوزراء السياحة في مجموعة الدول الإسلامية الثماني النامية (D-8)، الذي انعقد يومي 15 و16 أبريل، بحضور وزراء من تركيا ونيجيريا وباكستان وأذربيجان وبنغلاديش، إلى جانب وفود من ماليزيا وإندونيسيا.
وأشار سلطاني فر إلى أن الاجتماع ناقش جملة من القضايا الجوهرية التي تهم القطاع السياحي في الدول الأعضاء، أبرزها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنشيط صناعة السياحة، وتسهيل حركة السياح بين الدول، بما في ذلك إلغاء التأشيرات، وتقديم الحوافز والتسهيلات اللازمة، إضافة إلى مقترح إنشاء بنك سياحي مشترك لدعم مشاريع التعاون.
وخلال زيارته، أجرى الوزير الإيراني لقاءات ثنائية على هامش الاجتماع مع عدد من نظرائه من مصر وتركيا ونيجيريا وباكستان، تركزت حول سبل تطوير التعاون السياحي، كما وجّه دعوات رسمية لهؤلاء الوزراء للمشاركة في مؤتمر وزراء السياحة الذي من المقرر انعقاده قريباً في العاصمة الإيرانية طهران.
العلاقات الإيرانية المصرية
وفيما يتعلق بمسار العلاقات الإيرانية المصرية، قال سلطاني فر إن العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة تحولات لافتة، بدأت في عهد حكومة "شهداء الخدمة"، وتواصلت في حكومة الدكتور مسعود پزشکیان، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس الإيراني إلى مصر العام الماضي ولقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت "نقطة تحوّل كبيرة ومفتاحاً لمرحلة جديدة" في مسار العلاقة بين طهران والقاهرة.
وأضاف أن المشاورات الثنائية الجارية حالياً تجري بوتيرة مكثفة من خلال الاتصالات الهاتفية وتبادل الرسائل بين المسؤولين في كلا البلدين، ما يعكس وجود "إرادة سياسية واضحة لدى القيادتين" لتعزيز أوجه التعاون وتجاوز العقبات المتبقية.
وفي سياق متصل، شدد سلطاني فر على أن زيارة الوزير صالحی إميري لم تكن مجرد حضور لمؤتمر دولي، بل جاءت في سياق استكمال خطوات عملية لإطلاق رحلات سياحية مباشرة بين البلدين، وذلك في ضوء القرار الرسمي الذي اتخذته الحكومة المصرية بالسماح بدخول السياح الإيرانيين إلى الأراضي المصرية.
مفاوضات تفصيلية
وكشف المسؤول الإيراني عن أن مفاوضات تفصيلية جرت خلال الزيارة مع الجهات المصرية المختصة من أجل تحديد آليات بدء هذه الرحلات، مؤكداً أن تنفيذ هذه التفاهمات بات وشيكاً، وسيلمسها المواطن الإيراني قريباً.
واختتم سلطاني فر تصريحاته بالتأكيد على أن التحولات الإقليمية الجارية حالياً تسهم في تعزيز التقارب بين البلدين، مشيراً إلى أن تطابق وجهات النظر في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ساعد في خلق بيئة مواتية للدفع بالعلاقات الثنائية نحو المزيد من الانفتاح والشراكة.