لأمِّى مَاكينةُ خياطةِ سِنجر
هَذى التى كانتْ فى شِوارِهَا منذُ أربعينَ عامًا
تنامُ بعزِّة نفسٍ فى خزانتى الخاصةِ
بعدمَا قطعتْ شَوطًا فى الزمنِ الأوَّل،
ودوختهَا مساميرُ دِككِ الفصولِ المُرَمَّمة
ماذَا لَو..
تَصلح هَذهِ المَاكينةُ لرتقِ الأحلام وقتهَا؟
فاتتنَا المدارسُ بأسلحةٍ باردةٍ
ولا نعرف إذَا كنَّا ضحايا
أمْ أننَا..
ظلمنَا الطبيعةَ بوجودِنا.
أخطأتْ أكتافنَا حُقنُ التطعيماتِ..
حينمَا سَخّنَ _حلَّاقُ الصحة_ الإبرةَ مراتٍ، ومرات
لينغز كتفَ أصدقائي.
هذهِ الحقنُ..
مثلَ صَفقةِ الأَسلحةِ الفَاسِدة
هؤلاء خدعونَا فى التاريخ،
وهؤلاء استكثروا علينَا حياةً خالصة!
هَل تَقدر المَاكينةُ على رَتقِ المَواقفِ التى أخجلتني،
وإتمام الصورةِ الناقصةِ
فى مخيلتي..
إذ أحببت بنتًا،
ولم تَسِرْ العجلةُ أبعدَ مِن اسمهَا
فى كراسةِ الإملاء
حينما تركَ المُدرِّسُ حريةَ اختيارنا للأسماء،
ولمَّا اخترتُ..
حَدَّقنى بنظرةٍ لامعة
كأنمَا يَقولُ: لماذَا هي..؟
هل تصلحُ لاستعادةِ الذكرياتِ الممزقةِ
مِن الكراكيبِ القديمةِ؛
ذكرياتى الجميلة..؟
تقولُ اللغةُ: تُستَعمَل الماكينةُ لِلخياطةِ.
أمَّا المجازُ فصنعَ منها إلهًا لترتيبِ الحياةِ
وفقَ مُعطيات الكاتِب.
وأنا أصدِّقُ حاجتى حينما تَعملُ بطَاقتى المحدودةِ
رائحةُ يَدى تُخبرُني،
قدمى عندمَا تَضغطُ عَلى دَوَّاسَتِهَا..
حاكتْ بها أمى أقمشةَ الكنبة،
والملاءاتِ،
ونوباتِ الغفلةِ لأكرةِ الباب،
وهى تدخلُ معقوفةً فى كُمِّ القميص.
أنتظرُ منها المزيد
ريثمَا تَصحُو سَأخبرُها..
هَل تصلح لاتصال الحياة فيمَن أحببناهمْ؟
