داعش يهدد الحياة البرية في موزمبيق.. هجمات دامية تعرقل جهود الحماية في محمية نياسا - خليج نيوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن تنظيم داعش شن سلسلة من الهجمات الوحشية في محمية نياسا شمال موزمبيق، إحدى أكبر المحميات الطبيعية في أفريقيا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص.

ووفقًا للتقرير، استهدفت الهجمات كشافين متخصصين في مكافحة الصيد الجائر، كما تضمنت عمليات قطع رؤوس لمدنيين، ما أدى إلى نزوح جماعي وتعطيل شامل لبرامج حماية البيئة. 

لم تقتصر آثار العنف على الأرواح فحسب، بل طالت جهودًا استمرت لعقود في سبيل حماية أنواع مهددة مثل الأسود والفيلة والكلاب البرية الأفريقية.

وفي 29 أبريل، هاجم مسلحون قاعدة داخل المحمية، ما أسفر عن مقتل عدد من الكشافين وإصابة آخر، بينما لا يزال اثنان في عداد المفقودين.

وجاء هذا الهجوم بعد عشرة أيام من غارة مشابهة على مخيم سفاري قريب، حيث قُتل ستة جنود وقُطع رأسا اثنين من العاملين هناك، مما يبرز تنامي انعدام الأمن في المنطقة.

وأدى تصاعد العنف إلى فرار آلاف السكان، بما في ذلك سكان قرية يبلغ عددهم حوالي 2000 نسمة، كما توقفت بالكامل جميع أنشطة الحفظ البيئي في المحمية.

نياسا: كنز طبيعي تحت التهديد

تغطي محمية نياسا مساحة تبلغ 4.2 مليون هكتار، وتُعد موطنًا لعدد كبير من الأنواع البرية المهددة. 

لطالما شكلت المحمية نموذجًا ناجحًا في استعادة الحياة البرية، إلا أن الهجمات الأخيرة تهدد بإجهاض ما تحقق من تقدم خلال العشرين عامًا الماضية.

وقالت كولين بيج، المديرة العامة لمشروع "نياسا كارنيفور"، إن هذه الهجمات ألقت بظلال الخوف على المجتمعات المحلية، وأضافت: "الوحشية التي شهدناها، مثل قطع رؤوس النجارين، خلفت حالة من الرعب وشلت تمامًا أنشطة حماية البيئة".

كما أن تعليق السياحة البيئية التي تُعد مصدرًا أساسيًا لتمويل جهود الحماية  قد يؤدي إلى أزمة مالية تهدد مستقبل المحمية والحياة البرية فيها، إلى جانب تأثيره على سبل عيش السكان المحليين الذين يعتمدون على هذا القطاع.

تصاعد الخطر: داعش في موزمبيق

ينشط تنظيم داعش في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق منذ عام 2017، وقد تسبب في تشريد أكثر من مليون شخص. 

ورغم التدخلات الدولية بعد هجوم كبير على مدينة بالما عام 2021، لا تزال الجماعة تنفذ هجمات متفرقة، تتجه الآن بشكل متزايد نحو المناطق البيئية الحساسة مثل نياسا.

وقد أدى العنف إلى إغلاق تسعة مخيمات بيئية وسياحية، أحدها دُمر بالكامل، مما زاد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والبيئية في المنطقة، وأبرز هشاشة هذه المحميات في مواجهة الصراعات المسلحة.

دعوة عاجلة للتحرك

تشكل الهجمات الأخيرة في نياسا مثالًا صارخًا على التحديات التي تواجه جهود الحفاظ على البيئة في مناطق النزاع. 

وتؤكد بيج أن السلام هو الشرط الأول والأساسي لاستئناف أي نشاط: "بدون أمن، لا يمكن للناس جمع العسل، أو زراعة أراضيهم، أو حتى العيش بسلام، لا يمكن لحماية البيئة أن تستمر وسط الرعب، ولن يأتي السياح، وستستمر الخسائر".

وإلى جانب الحاجات الإنسانية الملحة، وجهت بيج نداءً إلى المجتمع الدولي للتدخل العاجل ودعم استعادة الاستقرار وحماية النظام البيئي الفريد للمحمية.

أثر يتجاوز الحدود

تتجاوز تداعيات الوضع في نياسا حدود موزمبيق، إذ تمس الاستقرار الإقليمي والتنوع البيولوجي العالمي.

واستمرار الهجمات قد يؤدي إلى أضرار لا يمكن تعويضها في واحدة من أغنى البيئات الطبيعية في القارة.

وفي الوقت الذي يواصل فيه الجيش الموزمبيقي جهوده لتفكيك التمرد، يبقى مستقبل محمية نياسا معلقًا بين التهديدات الأمنية وآمال إعادة البناء، ما يتطلب تضافر الجهود العسكرية البيئية، والمجتمعية على حد سواء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعاون إستراتيجي بين القومي للاتصالات وبنك أبو ظبي الأول مصر لتأهيل كوادر مصرفية رقمية - خليج نيوز
التالى والد الطفل ياسين: شوفت العذاب.. وفضلت آخد حق ابنى بالقانون خليج نيوز