أطلق الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، النار على وفد دبلوماسي أجنبي لدى وصوله إلى مدخل مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، في مشهد أثار انتقادات دولية واسعة لمواصلة الدولة العبرية في انتهاكاتها وعربدتها في الأراضي الفلسطينية.
الجيش الإسرائيلي يطلق النار على وفد دبلوماسي في الضفة الغربية
وحول تفاصيل هذا الحادث المتعمد، صرح أحمد الديك مساعد وزير الخارجية الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي، في خرق للأعراف الدبلوماسية، أطلق النار عندما اقترب وفد مكون من 35 سفيرا وقنصلا ودبلوماسيا من المخيم المحاصر منذ 21 يناير الماضي
وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني الذي كان يرافق الوفد إن إطلاق النار كان يهدف إلى تخويف الوفد ومنع دخوله إلى المخيم.
الوفد ضم دبلوماسيين من مصر
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، ضم الوفد دبلوماسيين من مصر والأردن والمغرب والاتحاد الأوروبي والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا وإسبانيا وليتوانيا وبولندا وروسيا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا وكندا والهند وتشيلي وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب ممثلين من عدة دول أخرى.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية، نظمت زيارة للدبلوماسيين للاطلاع على الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل، وذلك بعد زيارة مماثلة إلى طولكرم شمال الضفة الغربية الأسبوع الماضي.
وفي مقاطع فيديو نشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية جنود على طريق مغلق ببوابة صفراء كبيرة وهم يوجهون بنادقهم، ويُسمع دوي إطلاق نار بينما شوهد العشرات من الأشخاص يغادرون المنطقة.
إدانات دولية ضد استهداف إسرائيل وفد دبلوماسي في الضفة الغربية
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "الجريمة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلي، والتي استهدفت عمداً بنيران حية وفداً دبلوماسياً معتمداً لدى دولة فلسطين خلال زيارة ميدانية لمحافظة جنين".
وبدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني أن الطلقات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه الدبلوماسيين تهديدات "غير مقبولة".
وفي السياق ذاته، أدانت إسبانيا الهجوم وقالت الخارجية الإسبانية في بيان: "الوزارة تحقق في كل ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم رد مشترك على ما حصل، وهو أمر نندد به بشدة".
فيما أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول" وطالبت إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها.
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم وقع عندما غادر الوفد المسار المتفق عليه بالتنسيق مع الجيش "بسبب كون المنطقة منطقة قتال نشطة".
وقال الجيش إن المجموعة "انحرفت عن الطريق ودخلت منطقة غير مصرح لها بالتواجد فيها"، مؤكدا أن القوات المتمركزة هناك أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء، دون أن تتسبب في أضرار أو إصابات.
الجيش الإسرائيلي: لم نكون على علم بهوية الوفد الدبلوماسي
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجنود الذين أطلقوا النار في الهواء لم يكونوا على علم بهوية المجموعة التي اقتربت من البوابة، وسعوا إلى تحذيرهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد فرقة الضفة الغربية، العميد ياكي دولف، بدأ على الفور تحقيقا في الحادث بعد أن اتضح أن المجموعة التي اقتربت من البوابة كانت الدبلوماسيين الأجانب.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "سيجري قريبا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين لإطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي".
وتأتي هذه الحادثة بعد إصدار المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بيانا مشتركا شديد اللهجة وصفت فيه كمية المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة بأنها "غير كافية على الإطلاق"، وهددت باتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات، بسبب أنشطتها في غزة والضفة الغربية المحتلة.
كما أعلنت بريطانيا يوم أمس، فرض عقوبات على مستوطنيين في الضفة الغربية، وتعليق المفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاقية التجارة الحرة، فيما تدرس الدول الأوروبية اتخاذ إجراءات ضد الدولة العبرية لإجبارها على وقف الحرب على غزة.