في قلب صعيد مصر، وتحديدًا داخل محافظة أسيوط، تواصل مستشفى مبرة أسيوط للتأمين الصحي تحقيق خطوات ثابتة نحو تقديم خدمات طبية متميزة تليق بالمواطن المصري. وفي إنجاز جديد يُضاف إلى رصيدها المتصاعد، نجح فريق المستشفى مؤخرًا في إجراء أول عملية من نوع "ERCP" باستخدام منظار القنوات المرارية وجهاز الأشعة المتطور "C-Arm"، وذلك لمريض يبلغ من العمر 68 عامًا كان يعاني من انسداد حاد في القنوات المرارية بسبب وجود حصوة. وقد أُجريت العملية تحت تأثير التخدير الكلي، وخرج المريض من غرفة العمليات في حالة مستقرة، وسط إشادة من الطاقم الطبي والمرافقين.
استجابة لتوجيهات وزير الصحة وحق المواطن في الرعاية المتقدمة
هذا الإنجاز لم يكن ليحدث لولا التوجيهات المستمرة من الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بضرورة التوسع في إدخال التخصصات الطبية الدقيقة إلى مختلف المحافظات، وبخاصة محافظات الصعيد، وتوفير الخدمات المتقدمة بجودة تضاهي المستشفيات المركزية في القاهرة الكبرى.
كما يندرج هذا التطوير ضمن خطة الهيئة العامة للتأمين الصحي، برئاسة الدكتور أحمد مصطفى، التي تضع تحسين جودة الخدمة الصحية في صميم أولوياتها، وتعمل على تجهيز المستشفيات التابعة لها بأحدث التقنيات وتوفير الكوادر المؤهلة لتشغيلها بكفاءة واحترافية.
المستشفى تتحول إلى مركز طبي متكامل لخدمة جنوب مصر
لم تتوقف خطوات التطوير عند هذه العملية، بل شهدت مستشفى مبرة أسيوط نقلة نوعية في بنيتها التحتية خلال الأشهر الماضية. فقد تم تطوير قسم قسطرة القلب بشكل كامل وتزويده بأجهزة حديثة، إلى جانب تحديث أقسام الأشعة المقطعية والأشعة السينية، وهو ما ساهم في رفع دقة التشخيص وتقليل زمن الانتظار للمرضى.
كما أُدخلت تقنيات جديدة في قسم المناظير والجراحات الدقيقة، بما يسمح بإجراء تدخلات جراحية متقدمة بأقل قدر من المضاعفات وبمعدلات أمان عالية.
كل هذه التحديثات تتم تحت إشراف مباشر من الدكتور محمد رسلان، مدير عام فرع وسط الصعيد للتأمين الصحي، الذي يؤكد أن المستشفى تسير بخطة مدروسة لتكون واحدة من أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في صعيد مصر.
خدمة إنسانية شاملة تمتد لملايين المنتفعين
على مستوى الطاقة الاستيعابية، توفر المستشفى منظومة رعاية صحية متكاملة تستوعب أعدادًا ضخمة من المنتفعين، حيث تخدم ما لا يقل عن 2.5 مليون مواطن داخل محافظة أسيوط والمحافظات المجاورة. وتضم المستشفى 168 سريرًا موزعة على أقسامها المختلفة، منها 130 سريرًا داخليًا، و38 سريرًا للرعايات المركزة والمبتسرين، فضلًا عن 20 سريرًا لقسم الطوارئ والاستقبال، و18 سريرًا مخصصًا لمرضى الكلى، بالإضافة إلى 19 كرسيًا لعلاج مرضى الأورام. ويعمل هذا الكيان الطبي على مدار الساعة لتلبية احتياجات المواطنين الصحية، دون تحميلهم أعباءً مالية تفوق طاقتهم، بما يعكس جوهر فلسفة التأمين الصحي الشامل.
نحو مستقبل صحي أكثر كفاءة واستدامة
ورغم ما تحقق من إنجازات، إلا أن إدارة المستشفى لا تكتفي بما تم الوصول إليه، بل تسعى بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر تطورًا واستدامة. فالخطط القادمة تشمل إدخال خدمات أكثر تخصصًا مثل جراحات القلب المفتوح والقسطرة التداخلية، بالإضافة إلى تحديث منظومة الطوارئ بالكامل لتكون قادرة على الاستجابة السريعة للحالات الحرجة. كما تعمل المستشفى على التحول الرقمي الكامل، من خلال إنشاء نظام إلكتروني موحد للملفات الطبية، بما يضمن سهولة الوصول إلى بيانات المريض وتحقيق أعلى مستويات التنسيق بين الأقسام المختلفة. كذلك، هناك توجه لعقد شراكات مع الجامعات والمراكز البحثية لتبادل الخبرات ورفع كفاءة الطواقم الطبية والتمريضية باستمرار.