قال المحلل السياسي نزار نزال، إن التحول الجذري في هوية إسرائيل من دولة علمانية إلى دينية متطرفة هو السبب الرئيسي في تغير الموقف الأوروبي والدولي تجاهها، وليس فقط شلال الدماء المتواصل في قطاع غزة.
وأوضح نزال، خلال مداخلة للنيل الإخبارية، أن المجتمع الدولي ظل صامتًا طويلًا تجاه الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك استهداف المشافي وحرق المنشآت الطبية وقتل المدنيين، متسائلًا: "أين كانت بريطانيا وفرنسا وكندا وكل من يدعي الإنسانية حينها؟".
وأكد أن التبدل الأخير في المواقف الغربية ليس مدفوعًا بالتعاطف الإنساني، بل بسبب صدمة أوروبا من المشهد الجديد لإسرائيل كدولة دينية يقودها حاخامات ورجال دين متشددون مثل إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش.
وأشار إلى أن أوروبا تاريخيًا تعاني من إرث مؤلم مع حكم الكنيسة والتطرف الديني، لذلك بدأت تنظر بقلق متزايد إلى إسرائيل التي فقدت صفتها كدولة ليبرالية ديمقراطية، كما تم الاتفاق عليه في مؤتمر "كامبل بنرمان" في أوائل القرن العشرين.
وأضاف "نزال"، أن الحديث الحالي عن "حل الدولتين" ليس سوى وهم، مشيرًا إلى أن إسرائيل قتلت هذا الحل تمامًا بعد أن أقرت قوانين تمنع أي حكومة مناقشة قيام دولة فلسطينية دون موافقة 80 عضوًا من الكنيست.