شهدت مدينة تلا بمحافظة المنوفية موقفًا إنسانيًا لافتًا، عقب اندلاع حريق هائل في أحد المطاعم المملوكة لمجموعة من الشباب، نتيجة ماس كهربائي، ما أسفر عن تدمير محتويات المطعم بالكامل وتكبيد أصحابه خسائر فادحة وضياع حلمهم ومستقبلهم الذين مكثوا في بناؤه عدة سنوات.
ورغم هول الحادث، لم يتأخر أبناء المدينة في تقديم يد العون والمساندة، في مشهد يعكس قوة الروابط المجتمعية وروح التكافل التي يتمتع بها أهالي المنوفية.
في البداية، رفض أصحاب المطعم تلقي أي دعم مادي، مفضلين الاعتماد على أنفسهم، غير أن إلحاح الأهالي والمقربين دفعهم إلى قبول المساعدة، إدراكًا منهم بأن الأزمات لا تستثني أحدًا، وأن الدعم المجتمعي حق لكل متضرر.
وانطلقت على موقع "فيسبوك" حملة دعم واسعة، قادها عدد من شباب تلا، من بينهم الشاب محسن إبراهيم، الذي أعلن عن تخصيص رقم لتحويل التبرعات المالية، مشيرًا إلى أن الحملة لاقت تفاعلًا كبيرًا وساهمت في تخفيف آثار الأزمة على أصحاب المشروع.
فتاة يتيمة تتبرع بـ50 جنيهًا رغم ظروفها الصعبة وقرب زفافها
ومن بين القصص المؤثرة التي ظهرت خلال الحملة، تبرعت فتاة يتيمة بمبلغ 50 جنيهًا رغم ظروفها الصعبة وقرب موعد زفافها، وهو ما أثار تعاطف المتابعين ودفع أحد المتبرعين إلى مكافأتها بمبلغ 1500 جنيه تقديرًا لموقفها النبيل.
وقد وجه أصحاب المطعم رسالة شكر عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعربوا فيها عن امتنانهم العميق لكل من ساهم وساندهم في هذه المحنة، مؤكدين أن "المعدن الأصيل يظهر وقت الشدة".

من جانبها، تلقت الجهات الأمنية في محافظة المنوفية بلاغًا بالحريق، وتم الدفع بقوات الحماية المدنية التي سيطرت على النيران، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتوثيق الواقعة.



