محدث..استشهاد شقيقين خلال الاقتحام المتواصل للبلدة القديمة في نابلس

رام الله - دنيا الوطن
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، استشهاد الشابين نضال مهدي أحمد أبو عميرة (40 عامًا) وخالد مهدي أحمد أبو عميرة (35 عامًا)، متأثرين بإصابتيهما خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للبلدة القديمة في مدينة نابلس.
وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز جثماني الشهيدين.

من جهتها، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها في نابلس تعاملت مع إصابة سيدة مسنة تعاني من نزيف حاد في الفخذ جراء عضة كلب هاجمها خلال اقتحام قوات الاحتلال للمدينة، كما تعاملت مع إصابة شاب بعد دهسه من قبل مركبة عسكرية إسرائيلية، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأضافت الجمعية أن قوات الاحتلال استهدفت طواقم الإسعاف بالرصاص الحي بشكل مباشر عند دوار الشهداء وسط مدينة نابلس، ومنعت الطواقم الصحفية من تغطية الأحداث وتعمّدت استهدافهم، في انتهاك صارخ لقواعد حماية العمل الصحفي.

وأوضحت أن طواقمها تعاملت مع ثلاث إصابات بشظايا الرصاص الحي، وأربع إصابات نتيجة اعتداءات جسدية من قبل جنود الاحتلال، إضافة إلى إصابة ناتجة عن السقوط من علو، وأخرى بحجر في الرأس، فضلًا عن 55 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينها طفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف، نُقلت على وجه السرعة إلى المستشفى. كما تواصلت الجهود الطبية في التعامل مع عدة حالات مرضية وتنفيذ عمليات إخلاء من داخل البلدة القديمة، بعد أن حول الاحتلال عددًا من منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية مغلقة.

وفي السياق ذاته، أوضحت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية ، أن طواقمها واجهت تحديات بالغة خلال العملية العسكرية التي بدأت عند منتصف الليل واستمرت حتى مساء اليوم، وشملت البلدة القديمة والأحياء الجنوبية الشرقية من المدينة، مثل رأس العين وكروم عاشور وحي فطاير.

وأكدت الجمعية أنها نفذت عمليات إخلاء طارئة لـ 19 عائلة بعد أن احتلت قوات الاحتلال منازلهم وحولتها إلى مواقع عسكرية، كما أخلت 26 حالة مرضية إلى أماكن أكثر أمنًا أو إلى مراكز علاجية، شملت أطفالًا مرضى وكبار سن ونساء حوامل. كذلك، تعاملت طواقم الإغاثة مع أربع إصابات بالرصاص الحي والشظايا، من بينها حالتان ناتجتان عن شظايا رصاص، بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق بالغاز.

وأشارت الجمعية إلى أنها وزعت نحو 200 كيلوغرام من الخبز على العائلات المحاصرة داخل منازلها في البلدة القديمة، في ظل تعذر وصول الإمدادات. كما تعرضت مركبات الإسعاف التابعة لها للتفتيش الاستفزازي المتكرر من قبل جنود الاحتلال ، حيث جرى توجيه السلاح إلى المرضى داخل المركبات، ما تسبب في تأخير الاستجابة الطبية وتهديد مباشر لحياة المرضى والمسعفين.

كما تعرض مدير الإغاثة الطبية الدكتور غسان حمدان وعدد من أفراد الطواقم لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال أثناء توجههم لإخلاء عائلات في محيط دوار الشهداء، ما أسفر عن إصابة أحد المسعفين وصحفي بشظايا رصاص حي. كما منعت القوات الطواقم من العودة لانتشال الشهيدين وإنقاذهما، ما أدى إلى استشهادهما ميدانيًا بعد نزيف حاد دون تدخل طبي.

وأكدت جمعية الإغاثة الطبية أن هذه الاعتداءات تمثل تهديدًا خطيرًا ومباشرًا للطواقم الطبية، مطالبة بتوفير حماية دولية فورية للمدنيين والطواقم العاملة في الميدان.