ما زال الرئيس عبدالفتاح السيسى يواصل إطلاق رسائله المهمة من أجل استقرار المنطقة والإقليم وعودة الهدوء، وجاءت رسائل الرئيس كلها لتؤكد على أهمية نشر السلام فى المنطقة بأسرها من أجل الحياة الآمنة والمطمئنة للأمة العربية والحفاظ على أمنها القومى.
وقد شملت رسائل الرئيس السيسى أمورًا بالغة الأهمية فى لقائه المهم مع العاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين، ومن خلال الاتصال التليفونى الذى تلقاه من العاهل حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين.
لقد جدد الرئيس رؤية مصر فى ضرورة عودة الاستقرار والهدوء إلى سوريا ولبنان، والحفاظ على استقرار وسلامة أراضيهما، كما تناولت رسائل الرئيس حث المجتمع الدولى على وقف الحرب الإسرائيلية وضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، وما زالت مصر تدعو إلى ضرورة تفعيل القوانين الدولية والإنسانية، وأهمية بدء مرحلة جديدة من السلام ليعود الاستقرار إلى المنطقة.
إن مصر بوزنها التاريخى والحضارى تتوسط حاليًا أكثر المناطق اضطرابًا فى العالم، فمنذ عقود تشهد المنطقة العربية تحولات عميقة وأزمات متتالية، كان لها بالغ الأثر على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
وفى خضم هذه الأحداث المتسارعة، برزت مصر كصوت للحكمة والاعتدال، داعية إلى الحوار والتفاهم، ومساهمة بفاعلية فى جهود تهدئة التوترات وإيجاد حلول سياسية للأزمات. وتعتبر مصر نفسها جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية، وأن أمنها واستقرارها مرتبطان بشكل وثيق بأمن واستقرار المنطقة.
ومن هذا المنطلق، سعت القاهرة إلى بناء علاقات متوازنة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، وترسيخ مبدأ حسن الجوار والتعاون المشترك. وقد تجسد هذا الدور فى العديد من المبادرات والمقترحات التى أطلقتها مصر لحل الأزمات القائمة، مثل الأزمة السورية والأزمة الليبية والقضية الفلسطينية.
ومؤخرًا ازدادت أهمية الدور المصرى فى المنطقة، خاصة فى ظل التحديات الأمنية المتزايدة التى تواجهها العديد من الدول العربية، مثل انتشار الإرهاب والتطرف، والنزاعات المسلحة، والأزمات الإنسانية. وقد أثبتت مصر قدرتها على إدارة ملفات صعبة ومعقدة، والمساهمة فى تحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة، كما لعبت دورًا محوريًا فى جهود مكافحة الإرهاب.
إن رسائل مصر بشأن الأوضاع المضطربة فى المنطقة واضحة ومعروفة، فهى تدعو إلى الحوار بدلًا من الصراع، والتفاهم بدلًا من التصادم، والتعاون بدلًا من التنافس. كما تؤكد مصر على أهمية احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، وحل النزاعات بالوسائل السلمية. وتعتبر مصر أن العنف والتطرف لا يجلبان سوى الدمار والخراب، وأن الحل الوحيد للمشاكل هو من خلال الحوار والتفاوض.
ومع ذلك، فإن تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة يتطلب جهودًا مشتركة من كل الأطراف المعنية، سواء كانت دولية أو إقليمية، فمصر وحدها لا تستطيع حل جميع المشاكل التى تواجه المنطقة، ولكنها تستطيع أن تلعب دورًا قياديًا فى هذا الصدد، وأن تشجع الآخرين على الانخراط فى عملية السلام.
ويجب أن يتحمل المجتمع الدولى مسئولية أخلاقية وقانونية لوقف العربدة الإسرائيلية المستمرة فى المنطقة، فصمت المجتمع الدولى وتقاعسه عن اتخاذ إجراءات حاسمة يشجعان إسرائيل على المزيد من الانتهاكات والتوسع الاستيطانى.
إن استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية وتنفيذ جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين يتطلب ردًا دوليًا قويًا، ويجب على مجلس الأمن الدولى تحمل مسئولياته وتنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى الدول الأعضاء فرض عقوبات فعالة على إسرائيل لردعها عن مواصلة عدوانها.
كما يتعين على المجتمع الدولى تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.