نظّمت جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، فعالية احتفالية بمناسبة مرور 200 عام على معركة أياكوتشو، الملحمة التاريخية التي حسمت استقلال أمريكا اللاتينية عن الاستعمار الإسباني.

جاء هذا الاحتفال بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية، حيث أعرب السفير ويلمر بارينتوس، سفير فنزويلا بمصر،  بالنيابة عن الرئيس الدستوري نيكولاس مادورو والحكومة البوليفارية والشعب الفنزويلي، عن خالص الامتنان لحضور الضيوف الذين شاركوا في إحياء هذه المناسبة الوطنية الخالدة.
شهد الاحتفال استعراضًا لمحطات بارزة من تاريخ أمريكا الجنوبية، مع تسليط الضوء على معركة أياكوتشو التي وقعت في التاسع من ديسمبر عام 1824، عندما قاد المارشال العظيم أنطونيو خوسيه دي سوكري جيش التحرير لتحقيق النصر الحاسم وإنهاء الاستعمار الإسباني في القارة.

وأكد السفير بارينتوس أن هذا الانتصار شكل علامة فارقة في مسيرة الحرية والتحرر، مجددًا الإشادة بتضحيات الوطنيين الأوائل الذين صاغوا مستقبل دول أمريكا اللاتينية.

وفي كلمته، استعرض السفير الإرث العظيم للمحرر سيمون بوليفار، الذي يُعد الأب المؤسس لست دول مستقلة هي فنزويلا، كولومبيا، الإكوادور، بوليفيا، بيرو، وبنما.

كما أشار إلى المسار البطولي الذي سلكه بوليفار من أجل تحقيق الحرية والسيادة، رغم التحديات والمؤامرات التي واجهها خلال حياته.

تطرق الحفل إلى خطاب سيمون بوليفار الأخير الذي ألقاه في 10 ديسمبر 1830 قبل وفاته بأيام في مزرعة سان بيدرو أليخاندرينو. وجاءت كلماته مؤثرة ومعبرة عن قيم الوحدة والسلام والاستقرار، إذ قال:“لقد عملت بإيثار، وتخليت عن ثروتي وراحتي… إذا كان موتي سيساهم في إيقاف الفرقة وترسيخ الاتحاد، فسأنزل إلى القبر في هدوء.”

وأكد السفير على أهمية هذه الكلمات التي لا تزال تمثل نبراسًا ودعوة للاتحاد بين شعوب أمريكا اللاتينية لمواجهة التحديات الراهنة.

نقل السفير بارينتوس رسالة من الرئيس نيكولاس مادورو، الذي أكد على ضرورة الوحدة والمقاومة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مشددًا على أهمية التمسك بالمبادئ البوليفارية التي تدعو للحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.

كما دعا الرئيس الشعب الفنزويلي إلى الحفاظ على الانسجام بين مؤسسات الدولة والشعب والجيش، مؤكدًا أن دستور البلاد سيظل ركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار.

وفي ختام الفعالية، وجه السفير الشكر للحضور، داعيًا إلى مواصلة استلهام روح معركة أياكوتشو والمضي قدمًا على خطى المحرر سيمون بوليفار نحو بناء مستقبل مشرق يسوده السلام والازدهار لكافة شعوب القارة الأمريكية.