حكاية إبراهيم سعفان وفاروق فلوكس مع الردياتير.. آخر ظرفاء العصر في المنوفية خليج نيوز

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تناول الكاتب حسن الزوام، في كتابه "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، سيرة الفنان الكبير فاروق فلوكس وتحدث في أحد فصوله عن إبراهيم سعفان وقصة السيارة وحادث المنوفية.

يقول فاروق فلوكس:" كنت أعتبر إبراهيم سعفان وبهجت قمر هما آخر ظرفاء العصر، كان سعفان يمتاز بخفة الظل وشكلة يوحي بذلك، في أحد الأيام، أثناء عرض مسرحية "سنة مع الشغل اللذيذ"، اشترى إبراهيم سعفان سيارة "فيات 1100" من شركة النصر لصناعة السيارات، كانت هي المسيطرة على سوق السيارات وقتها، وكان ثمنها ألف ومائة جنيه بالتقسيط المريح.

فاروق فلوكس

ويواصل:" كان حسن كهربائي السيارات بحي المنيرة هو من يعلم إبراهيم سعفان قيادة السيارات، وذات يوم في إجازة العرض، قرر سعفان أن يزور والدته في مسقط رأسه بشبين الكوم بالمنوفية ويريها السيارة الجديدة، اصطحبني أنا ونبيل بديع خيري مدير الفرقة، ومعنا حسن الكهربائي ليقود السيارة طوال الرحلة، كان إبراهيم سعفان يتغنى بجمال المنوفية وزراعتها طوال الطريق ويقول لنا: "هذه هي المنوفية يا نبيل، تلك هي المنوفية يا فلوكس..." ويشير: "هذه أرض فلان وهناك أرض علان... ليتكم كنتم من المنوفية حتى تكونوا مثلهم".

ويكمل:" بعد رحلة العاشق لطبيعة المنوفية وصلنا شبين الكوم، ودخلنا المنطقة التي يقع فيها منزل عائلة سعفان، وجدنا أرضًا فضاء كبيرة، في آخرها منزل من دور واحد، فأشار إليه بفخر وحب وقال: "هو ده بيتنا".

ويستطرد:" ثم طلب إبراهيم سعفان من حسن الكهربائي أن ينزل ويترك له قيادة السيارة حتى تراه والدته وهو يقود السيارة الجديدة، نزل حسن وركب إبراهيم سعفان مكان قائد السيارة، بدأ في التحرك بالأرض الفضاء في اتجاه منزله وهو يقول: "يا سلام على المنوفية وجمالها ".

إبراهيم سعفان

ويتابع:" لما وصل إلى منزله، كان يخطط للوقوف أمام المنزل، لكنه غير رأيه ليقرر الوقوف في الجانب الآخر الذي تطل عليه شرفة المنزل لترى والدته السيارة عن قرب، لكنه بدلًا من أن يتوقف، وضع قدمه على البنزين بقوة ودخل بالسيارة في زاوية البيت وهو على أقصى سرعة، لم يستطع التوقف بينما حسن الكهربائي يصرخ فيه: "شيل رجلك من على البنزين يا أستاذ ابراهيم... شيل رجلك من على البنزين!".

يواصل:" في تلك اللحظة، خرجت والدته لترى المشهد من شرفة البيت وقالت له: "لما أنت في الأرض الفاضية بتعمل كده، أومال في مصر في الزحمة والترومايات بتعمل ايه؟".

سيارة المنوفية

ويكمل:" أسقِط في يدنا جميعًا وسط الصدمة، نزلنا من السيارة لنجدها مهشمة من مقدمتها، فتجمع الناس من صوت الاصطدام وعرض علينا أحدهم إحضار مسؤول الدفاع المدني في شبين الكوم ليحاول إصلاح السيارة، جاء رجل مرتديًا جلبابه الريفي وفوقه سترة صفراء وفي يده مطرقة ثقيلة، قام بإصلاح مؤقت للسيارة وأوصى بأن تؤخذ إلى محل إصلاح الريدياتيرات، في تلك اللحظة، كان إبراهيم سعفان يطلب من والدته أن تدخل ولا تراه في هذا الموقف المحرج، وطلب منها أن تشغل نفسها بإعداد الطعام للضيوف.

يقول:" قام حسن الكهربائي بإخراج الردياتير وأخذونا إلى محل إصلاح الريداتيرات، هناك قابلنا رجلًا تشعر من تعاملك معه أنه طبيب جراح يتعامل مع مجموعة من الجهلة بعلم إصلاح الردياتيرات، ثم أخرج من جيبه نظارة مكسورة لها ذراع واحد وارتداها، بدأ في معاينة أضرار الردياتير، ثم جلس يفكر بعمق شديد وينظر إلى السقف ونحن ننتظر ماذا سيفعل؟، بعد وقت من التفكير العميق، خلع نظارته ذات الذراع الواحد وقال لنا: "الردياتير ده عايز يتصلح وأنا مش فاضي النهاردة عندي شغل كتير، تعالوا بكرة أصلحه".

كتاب الزمن وأنا

ويواصل:" أسقط في يدنا وأخذنا الردياتير، اقترحت على حسن الكهربائي أن نعيد تركيبه، ونصطحب معنا عبوات مياه كبيرة لنعوض المياه التي تتسرب من الردياتير، ثم عدنا إلى منزل إبراهيم سعفان الذي أحضر لنا وجبة سندوتشات "عيش ولحمة"، أكلنا دون أن ندخل بيت العائلة، عدنا إلى القاهرة وطوال الطريق نضع المياه في الردياتير، بينما إبراهيم سعفان الذي كان يتغنى بالمنوفية في طريق الذهاب، كان ساخطًا عليها في طريق العودة لأن زيارتها تسببت له في هذا الموقف المحرج.

ويختتم:" وصلنا القاهرة وحسن الكهربائي يقود السيارة حتى أوصل إبراهيم سعفان إلى روض الفرج، ثم أوصلنا نبيل بديع خيري إلى باب اللوق، أخيرًا أوصلني إلى بيتي بشارع المبتديان وأخذ السيارة لإصلاحها، وظلت رحلة المنوفية قصة من النوادر التي نحكيها ونتذكرها أنا وهو كثيرًا ونضحك بلا توقف من المشهد العظيم لدكتور الردياتيرات، ولحظة اصطدام السيارة بزاوية البيت أمام والدته

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق