صدرت حديثًا عن دار شهريار للنشر والترجمة، النسخة العربية لكتاب "الجندر والثقافة الشعبية"، تأليف مشترك بين الباحثتين، كاتي مايلستون وآنيك ماير، وترجمه للغة العربية، محمود أحمد عبدالله.
وفي تقديمها للكتاب، تذهب الباحثة د. رائدة نيروخ، إلى: “تجذبني الكتب التي تؤسس لتحديد وتأطير عنوانها حتى يكون الحديث لاحقًا على بينة من الأمر. قد تكون مشكلتنا في هذه الحياة أننا نخوض خلافات وجدالات ومناقشات قد تودي بنا إلى القطيعة حول موضوع ما، لكننا سرعان ما نكتشف أن كل طرف كان لديه مفهوم آخر يختلف جذريًا عن مفهوم الآخر، وهما يظنان أنهما يتحدثان عن الشيء نفسه! وكما في المثل العربي “أريها القمر وتريني السها”، لذا، فالأبحاث العلمية تحدد منذ البداية المصطلحات المستخدمة في البحث وتعرفها.
محتويات كتاب الجندر والثقافة الشعبية
في الفصل الأول من كتاب “الجندر والثقافة الشعبية”، يعرف المؤلفان الجندر، والثقافة الشعبية، والخطاب والسلطة عند فوكو بشكل خاص، ويعرجان لمعناهما عند الماركسيين.
وتوضح: الثقافة الشعبية، هي مجموعة من النصوص الثقافية الدالة على المعاني من خلال الكلمات أو الصور أو الممارسات. ودراسات الحالة كلها التي نفيد منها وتعكس دور وسائل الإعلام في نقل الثقافة المعاصرة، بداية من الصحف، والألعاب الرقمية وموسيقى البوب.
وكلمة “نص” لها معنى أوسع في الدراسات الثقافية مما لديها في الحياة اليومية، فهي لا تشير فقط إلى الكلمات المكتوبة أو المنطوقة، ولكن إلى أي جانب من جوانب الثقافة التي تهدف إلى إنتاج المعاني، من خلال اللغة والصور. تعد وسائل الإعلام ذات دور محوري في الثقافة الشعبية، التي تتهم بأنها سطحية وبسيطة ومدفوعة بالأرباح، فهي ذات بعد كمي محبوبة من قبل عدد كبير من الأشخاص، على خلاف الثقافة الرفيعة الجاد مثل الآداب والفنون والموسيقى الكلاسيكية.
بينما الجندر، فيشير إلى فئات المذكر والمؤنث المنشأة إجتماعيًا، والسمات والسلوكيات المفروضة إجتماعيًا والمخصصة لهاتين الفئتين، إنّ بعض هذه السمات والسلوكيات المرتبطة بالرجال والنساء ليست طبيعية ولكنها مسألة عرفية.
بينما تشير كلمة جنس إلى الفروق البيولوجية والجسدية بين الرجال والنساء، إذن الجندر مفهوم يحدده المجتمع، بينما الجنس مفهوم تحدده البيولوجيا. ويشير المؤلفان إلى سيطرة الفكر الغربي أيضا في تحديد هذه المفاهيم، فصفات المرأة الأنثوية، تنطلق من الرؤية الغربية السينمائية للمرأة البيضاء، نحيفة، هشة، رقيقة، مثيرة، بينما تصور المرأة السوداء في السينما عنيفة، غاضبة، شهوانية، سمينة.. تذكروا معي شخصية المرأة السوداء في توم وجيري.
أما عن الخطاب، فهي طرق للإشارة إلى المعرفة أو بنائها حول موضوع معين من موضوعات الممارسة، مجموعة من الأفكار والصور والممارسات أو تشكيلة منها، التي توفر طرقًا للحديث، وأشكال من المعرفة والسلوك المرابطة بموضوع معين، أو نشاط اجتماعي.
0 تعليق