أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن الأوضاع في قطاع غزة بلغت درجة كارثية، مشددًا على أن القطاع يُعد حاليًا "المكان الأخطر" لتقديم الدعم الإنساني في العالم.
وأوضح فليتشر في بيان، أن حجم المساعدات الإنسانية المطلوبة لسكان غزة لا يصل حتى إلى الحد الأدنى، مشيرًا إلى أن إيصال المساعدات أصبح "شبه مستحيل" رغم الاحتياجات الملحة.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع وصول المساعدات
وأشار المسؤول الأممي إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع وصول المساعدات بشكل هادف إلى المحتاجين، كاشفًا أن الاحتلال رفض أكثر من 100 طلب لدخول المساعدات إلى شمال القطاع.
وأضاف فليتشر أن الحصار المفروض على شمال غزة أدى إلى تفاقم خطر المجاعة، بينما يشهد جنوب القطاع اكتظاظًا شديدًا يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية مع دخول فصل الشتاء.
وختم فليتشر بيانه بدعوة المجتمع الدولي للضغط من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لتجنب مزيد من الكوارث التي تهدد أرواح المدنيين.
إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات الجارية مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل المحتجزين في قطاع غزة، إلا أنه أكد عدم وجود جدول زمني لإنجاز الاتفاق.
وخلال جلسة في "الكنيست" الإسرائيلي، أوضح نتنياهو أن الخلافات حول القضايا الجوهرية ما زالت قائمة، مشددًا على أن فريق المفاوضات الإسرائيلي يعمل بسرية ولا يمكنه كشف تفاصيل ما يجري.
وأشار نتنياهو إلى استمرار السعي لإعادة جميع المحتجزين، قائلاً: "نفكر فيكم ولن نتخلى عن أحبائكم، فهم أحباؤنا أيضًا."
وساطة مصرية وقطرية لتقريب وجهات النظر
تجري المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية، حيث تعمل الأطراف على وضع آليات تنفيذ صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصدر إسرائيلي تأكيده عدم وجود تقدم ملموس، مشيرًا إلى أن حركة حماس لم تقدم قائمة بالمحتجزين الأحياء أو ردًا إيجابيًا على الصفقة المقترحة.
وصرح المصدر بأن من المستبعد موافقة حماس على أي صفقة جزئية دون وقف الحرب، فيما كشفت صحيفة "هآرتس" عن حاجة المفاوضات لمزيد من الوقت، وأن سد الفجوات مرتبط بقرارات القيادة السياسية الإسرائيلية.
وأفادت "هآرتس" بأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير، وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، غير مؤكدة.
شروط حماس وإسرائيل
تطالب حركة حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب، بالإضافة إلى الإفراج عن شخصيات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي. بالمقابل، أكد مصدر إسرائيلي أن إسرائيل لن توافق على الانسحاب من كامل القطاع.
خلفية التصعيد
في 7 أكتوبر 2023، شنت حماس هجومًا مفاجئًا على المستوطنات الإسرائيلية، أسفر عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين واختطاف عدد من المحتجزين.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية واسعة استهدفت قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 45,317 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,713 آخرين. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار القصف ووجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض.