شهدت ألمانيا أحد أسوأ الحوادث في السنوات الأخيرة، بعد أن نفذ طبيب سعودي عملية دهس أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات خلال احتفالات أعياد في مدينة ماجديبورج الألمانية، ولكن بعد عدة أيام من الحادث، ظهرت مفاجأت مثيرة للجدل بشأن الطبيب السعودي طالب العبد المحسن الذي نفذ العملية والذي يبلغ من العمر 50 عامًا بحسب ما نشرته مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وصية مثيرة للجدل
وتابعت المجلة، أن فور وقوع الحادث انتشرت موجة من التساؤلات حول دوافع المنفذ، خاصة مع الكشف عن تفاصيل مثيرة تتعلق بسلوكه وخلفياته.
وقعت الحادثة مساء الجمعة الماضي في سوق مزدحم بأعياد الميلاد في ماجديبورج، شرقي ألمانيا، عندما قام العبد المحسن بدهس مجموعة من الأشخاص بسيارة استأجرها مسبقًا.
وأكدت السلطات الألمانية أن الهجوم لم يكن مدفوعًا بدوافع دينية أو سياسية مباشرة، بل تم بدوافع شخصية وغامضة تثير جدلًا واسعًا.
وبحسب المجلة الألمانية، فقد عثر المحققون على وصية تركها المنفذ داخل السيارة التي استخدمها في الهجوم، والتي أعلن فيها عن تبرعه بجميع ممتلكاته للصليب الأحمر الألماني بعد وفاته، ما أضاف مزيدًا من الغموض حول نواياه، ولم تتضمن الوصية أي إشارات سياسية واضحة.
وأشارت التحقيقات إلى أن طالب العبد المحسن كان يتوقع وفاته خلال عام 2024، وسبق أن أعرب عن هذا الاعتقاد مرارًا، سواء في منشورات عامة أو رسائل خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مايو 2024، كتب العبد المحسن في منشور على منصة "X": "أعلم أنني سأموت هذا العام، وأسعى لتحقيق العدالة مهما كان الثمن، هذه الرسالة وغيرها من تصريحاته أثارت التساؤلات حول حالته النفسية وتأثير الأفكار اليمينية المتطرفة عليه.
وقبل تنفيذ الهجوم بأيام، أجرى العبد المحسن مقابلة عبر الفيديو مع مدونة أمريكية معروفة بعدائها للإسلام. تمت المقابلة من فندق "ماريتيم" في ماجديبورج، حيث أعرب عن إعجابه برجل الأعمال الأمريكي والملياردير أليكس جونز، الذي يروج لنظريات المؤامرة.
وأوضحت التحقيقات أن المنفذ استأجر السيارة التي استخدمها في الهجوم يوم 11 ديسمبر، قبل أكثر من أسبوع من الحادث، وتشير هذه الخطوة إلى أن العملية كانت مخططة مسبقًا وليست عشوائية.
وأشارت المجلة إلى أن الحادثة تزامنت مع أعياد الميلاد، ما زاد من وقعها المأساوي وأعاد تسليط الضوء على قضايا التطرف بجميع أشكاله.
وأكدت السلطات الألمانية أن العبد المحسن كان "مناهضًا للإسلام وداعمًا لليمين المتطرف والصهيونية"، وهى مواقف مثيرة للجدل بالنظر إلى جنسيته وخلفيته كطبيب.
من جهته، أدان المجتمع الدولي الحادثة، ودعت العديد من المنظمات إلى التحقيق في جذور التطرف الذي قد يكون ناتجًا عن اضطرابات نفسية أو تأثيرات أيديولوجية متطرفة.
0 تعليق