«الزمالك أكثر من مجرد نادٍ، الزمالك عائلة كبيرة، شغف جمهور الزمالك وولاؤه أظهر لى معنى الانتماء الحقيقى، وأنا موجود فى نادى الزمالك من أجل البقاء، جمهور الزمالك يجعل كل يوم مباراة يومًا مميزًا لى، فى أى لحظة صعبة يزداد حبى وولائى لنادى الزمالك، لنكمل هذه الرحلة معًا يدًا بيد شكرًا لكم على ثقتكم بى» هكذا غرد أحمد مصطفى زيزو نجم الزمالك باللغة الإنجليزية، أغسطس الماضى، عبر حسابه الرسمى على «إنستجرام».
بهذه العبارات أكد «زيزو» لمحبيه رفضه الرحيل عن القلعة البيضاء، ورغبته فى الاستمرار مع الفريق حتى نهاية مشواره الكروى، ولكن يبدو أن ما قاله اللاعب ما هو إلا محاولة، لكسب الوقت حتى يستطيع إملاء شروطه على ناديه لتجديد عقده، الذى ينتهى بنهاية الموسم الجارى، ويحق له التوقيع لأى فريق آخر الأسبوع المقبل، عند بداية فترة الانتقالات الشتوية، دون الانتظار للحصول على موافقة مجلس إدارة الزمالك، أو حتى حصول النادى الذى كان السبب فى شهرته على أى مقابل مادى، وذلك طبقًا لقوانين الاتحاد الدولى، التى تجيز للاعب الذى ينتهى عقده، أن يتفاوض ويوقع لفريق آخر قبل نهاية عقده بستة أشهر.
من حق كل لاعب أن يحدد مطالبه وشروطه عند تجديد عقده، ولكن أن تكون مطالبه فى حدود المنطق، وليس على سبيل التعجيز، لأن ما يطلبه «زيزو» لتجديد عقده، يفوق المنطق والواقع، حيث يطلب اللاعب أو بالأدق والده، الحصول على ١٠٠ مليون جنيه فى الموسم، بخلاف بعض الامتيازات الأخرى، وهذا إن حدث، فسيعد هذا الراتب هو الأعلى فى تاريخ نادى الزمالك لأى لاعب محلى أو أجنبى، حيث لم يسبق لأى أحد أن تقاضى أكثر من مليونى دولار راتبًا سنويًا.
«زيزو» يتشدق بحبه للزمالك وجماهير النادى أمام شاشات التليفزيون، ولكن فى الغرف المغلقة، يتجرد والده من كل مشاعر الحب والعشق للنادى، ويكون همه الشاغل راتب نجله فى العقد الجديد، وهو الراتب الذى يتضاعف عند كل تجديد.
وبلغت القيمة التسويقية لأحمد مصطفى زيزو فى الموسم الماضى ٥ ملايين يورو، حسب «ترانسفير ماركت» المهتمة بانتقالات اللاعبين والقيم التسويقية، ولكن تراجعت قيمة اللاعب التسويقية هذا الموسم لتستقر عند أربعة ملايين يورو، ما يعنى تراجع قيمة اللاعب، ولكن هذا التراجع لم يكن له صدى لدى إدارة الزمالك عند الجلوس مع والد زيزو لتجديد عقده، حيث تمسك الأخير بمطالب نجله المالية، وهدد تارة بالرحيل لأحد الدوريات الخليجية، وأخرى بالرحيل للغريم التقليدى الأهلى، لإجبار الإدارة على الاستجابة لمطالبه.
محمد صلاح أسطورة الدورى الإنجليزى ونادى ليفربول، الذى ينتهى عقده مع فريقه نهاية هذا الموسم، لم يجدد عقده حتى الآن، لأن إدارة النادى لها معايير معينة عند التجديد لأى لاعب يتخطى عمره الثلاثين عامًا، وهذه المعايير خاصة بمدة العقد والمقابل المادى.
وعند الحديث عن محمد صلاح لا يمكن مقارنته بأى لاعب آخر فى العالم، فصلاح يقود ليفربول هذا الموسم للتربع على قمة جدول ترتيب البريميرليج وقمة دور المجموعات ببطولة دورى أبطال أوروبا، كما يحتل قمة ترتيب هدافى الدورى الإنجليزى، وكل طلباته أن يتم التجديد له لمدة موسمين وليس موسمًا واحدًا، مع زيادة طفيفة على راتبه الأسبوعى الذى يحصل عليه.
ولم يطلب أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى فى السنوات الأخيرة، الحصول على ثلاثة أضعاف راتبه، كما يطلب أحمد زيزو من الزمالك، ولم يجلس وكيله رامى عباس مع إدارة ليفربول لإملاء الشروط، رغم الضغوط الكبيرة على إدارة الريدز من قبل الجماهير ووسائل الإعلام الأوروبية لمنح صلاح العقد الذى يريده.
أحمد مصطفى زيزو أفضل لاعب فى الزمالك خلال المواسم الأخيرة، ولكن هذه الأفضلية لا تعطيه شيكًا على بياض لفرض مطالبه المالية على النادى الذى كان السبب الأول فى شهرته ونجوميته التى وصل إليها، فكيف تخرج فى كل وسائل الإعلام للحديث عن حبك للزمالك والعزف على وتر الجماهير، وعلى أرض الواقع ترفض التنازل عن جزء من مطالبك المالية، رغم علمك بالأزمات المالية المتتالية التى يمر بها النادى الذى تعترف بفضله عند كل لقاء تليفزيونى.
«زيزو» يطلب من إدارة الزمالك عند كل تجديد لعقده، تعويضًا على العروض الاحترافية التى يرفضها النادى فى كل فترة انتقالات، ويطلب أن يكون راتبه مع الزمالك قريبًا من الراتب الذى يعرض عليه من الدوريات الخليجية.