ماذا قال نجيب محفوظ عن أحمد عدوية؟ خليج نيوز

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عن عمر ناهز التاسعة والسبعبن، رحل عن دنيانا قبل قليل، فنان الأغنية الشعبية، أحمد عدوية، والذي أثار اللغط والجدل من حوله منذ ظهوره في سبعينيات القرن العشرين. 

فبين من اعتبر “عدوية” إفرازا لعصره أو ما سمي بعصر الانفتاح بكل ما شاع فيه من ظواهر اقتصادية ومجتمعية، وبين من اعتبره صوتا معبرا عن طبقات لا يمكن إغفال وجودها في الشعب المصري، ومنها الطبقة الشعبية، بل واعتبر صوت هذه الصبقة ومعبرا عنها.

نجيب محفوظ: أحمد عدوية أعطى فوضى العصر قالبا غنائيا

ورغم التحفظ الذي وصل لرفض المثقفين للفنان أحمد عدوية، إلا أنه وفي برنامجه الإذاعي “شاهد على العصر”، استضاف الإذاعي عمر بطيشة، أديب نوبل العالمي، نجيب محفوظ، ومن بين ما دار الحديث حوله، أزمة الفن والمسرح والسينما والغناء، وإذا ما كانت هذه الأزمات تعد ظاهرة، قال "محفوظ": “نعم، هي ظاهرة ولها أسبابها، ومما لا شك فيه أن الثقافة تعاني من أزمة، جزء من هذه الأزمة لها أسباب عالمية، وهناك أيضا أسباب محلية”.

ويوضح “محفوظ”: “ومن الأسباب العالمية، أن الثقافة في العالم تتغير، فبعدما كانت قاصرة على الكلمة المكتوبة وهي الأساس، ظهرت وسائل جديدة مثل الإذاعة والتليفزيون، فتحول الكثيرين من قراء الكلمة إلي مشاهدين، وهو في حد ذاته أزمة”. 

سر مشادة بين مفيد فوزي ونجيب محفوظ بسبب أحمد عدوية
نجيب محفوظ وأحمد عدوية 

وتطرق “محفوظ” في حديثه إلى الغناء، مشيرا إلى: “أنت بتكلم واحد له قدرة كبيرة جدا على تذوق كل أنواع الأغنية، وأكون سعيد جدا يوم ما أسمع التواشيح العربية أو أسطوانة لأم كلثوم، أو محمد عبد الوهاب، كذلك عبد الحليم حافظ، بعد اختفاء عمالقة الغناء لاحظت أن الذين ينتمون لمدرستهم في الحنجرة وفي المذهب، لم أعد أتابعهم بنفس الحماس، إنما عندما تكون حاجة جديدة يمكن أن تسمعها حتى ولو لم تعتبرها جوهرية، مثلا الغناء الذي لا يلجأ للتخت أحيانا أسمعه، هناك أيضا أغاني حديثة أنتم في الإذاعة تقاطعونهم مثل أحمد عدوية، والذي أجد فيه كلمات وألحان تتماشى معي، وأطرب لها وأجد فيها صلة بينها وبين فوضي العصر، أعطت فوضي العصر قالبا غنائيا جميلا”.

ويشدد “محفوظ” على: “لم تظهر هذه الأغنيات التي يستمع إليها الملايين من فراغ، وطالما هناك من يسمعها تصبح غناءً، هو الغناء اللي يعجني ولا يعجبك هو وحده اللي غنا، وأليس الغناء الذي يعجب به الملايين يصبح أيضا غناء؟”.

ويعلق المؤرخ دكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، في مقال له بعنوان “نجيب محفوظ وأحمد عدوية”: “ومن وجهة نظر اجتماعية مع رؤية فلسفية ساخرة، يحلل محفوظ ظاهرة أحمد عدوية دون تعالٍ، وفى الوقت نفسه منصفًا إياها: هى ترجمت فوضى العصر فى قالب غنائى جميل، أُطرَب لها وأجد صلة بينها وبين فوضى العصر”.

أحمد عدوية أحد واهبي السعادة

وفي لقائه مع مفيد فوزي، يسأله الأخير مندهشا من تشجيعه للفنان أحمد عدوية، عن مقال قصير نشره بعنوان “واهبو السعادة”، ذكر فيه نجيب محفوظ، أن أحمد عدوية أحد واهبي السعادة، وهو ما يوضحه لافتا إللا: واهب السعادة إن كان لا يفيد فهو لا يضر، ويسر مجموعة من البشر، وهو أمر ليس بقليل في هذه الحياة، في وقت من الأوقات كان أحمد عدوية هو “المسموع” الأول فهل ينافقه الشعب؟ لا، أحمد عدوية رجل من الشعب يستعمل أساليب وألفاظ شعبية، وصوت خشن شعبي لا يخلو من حلاوة. 

ويتابع “محفوظ”: سمعت أغنيات عدوية، زحمة يا دنيا زحمة، وسيب وأنا أسيب والتي تقصد إذا ما أردنا أن نتفق سويا خفف شوية وأنا أخفف شوية وتصح تقولها للفلسطينيين والإسرائيليين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق