سيدتي،حياك الله وأكرمك بالقدر الذي تكرمين به كل تائه مشتّت، وجعلك الله ذخرا بمنبرك هذا الذي أدق اليوم أبوابه طالبا المشورة والرأي السديد.خاصة وأننا نستقبل سنة جديدة أريدها أن تكون مخالفة مغايرة لكل ما سبق لي، فصدقيني سيدتي ففي رصيدي الكثير من الإخفاقات وخيبات الأمل.
سيدتي، أنا رجل مكلوم تائه لا أعرف أي طريق أسلكه، رجل لم ينل من الدنيا شيئا سوى الخذلان المتكرر و المتلاحق. هذا ما رمى بي في غياهب الحيرة والحسرة. فبالرغم من أنني في ريعان الشباب إلا أنني أحسّ بأنني هرم بسبب ما يحدث معي، فكل باب طرقته لا أجد من ورائه من يجيبني ويبعث في قلبي الأمل والراحة.لكن قررت أن تكون السنة الماضية سنة الإنجازات والإحرازات بالنسبة لي. وقد أعلنت من التحديات وسطرت من الأهداف الكثير. وقلت في نفسي أن بلوغ القليل منها يكفنيي و يرضي غروري إلا أنه هيهات هيهااات. فما جنيته لم يكن سوى خسارات.
صحيح أنني اقتات من تجارة أمارسها، لكنّ جلّ ما أتوق إليه لا أبلغه من تقدم لخطبة فتاة أحببتها، ورغبة في توسيع تجارتي مع أناس معروفون بشطارتهم وحنكتهم في هذا المجال، وصولا إلى دائرة معارفي الذين أجدهم يتجهّمون في وجهي ويخيبون ظني إن أنا إستأمنتهم على أسرار أو طلبت منهم إسداء خدمة لي. لست بالإنسان المعقد سيدتي، كما أنني لست من النوع الذي يريد أن يحيا بفضل الناس أو شفقتهم، لكن على الأقل أريد أن أحسّ بأنني محاط بمن يمكنهم أن يكونوا عزوتي في هذه الدنيا، فكيف لي أن أ تعافى من خيبات أمل تلاحقني لأتخلص منها مطلع السنة الجديدة التي أتوق أن أحياها سعيدا؟
أخوكم ع.رياض من الغرب الجزائري.
الرد:
من الخطأ أن نعلق بعض تفاصيل فشلنا وسوء تقدير الغير لنا على مشجب أحاسيسنا الهشة والمتعبة، كما أنه ومن غير اللائق أن يظل الإنسان يحيا على وقع خيبات أمل ينتظر منها ان تنتهي أو أن تختفي صدفة ومن دون أي مقدمات.
عليك أخي أن تتجلّد بمناعة تجعلك في غنى عن الأشخاص المحيطين بك واللذين لم يزيدوا حياتك سوى سلبية وإسوداد. عليك أن تمرّن قلبك على التعافي من دون أن يكون لأي كان الفضل عليك. صحيح أننا جميعا محتاجون إلى أناس نحيا معهم على الحلوة والمرة، كما أننا في غاية التعطش لأن نجد من يشبهنا في تفاصيل حياتنا وميولنا وحتى أهدافنا، إلا أن ما هو متاح في زمننا هذا يجعل ظننا يخيب، كيف لا والعلاقات الإنسانية في تقهقر مستر.
تعلم أن تجعل من الخيبات سلّما ترتقي به وتصقل به شخصيتك، أنت في غنى عن طاقة سلبية مدمّرة يرمي بها المحيطون بك حتى يثبطوا من عزيمتك ويقتلوا الطموح فيك، ولتتأكّد انه ما من خبة وإنكسار إلا ويعقبها يوم جميل مشرق فيه من الخير الكثير.
كنت أنت المصيب في حياتك ولا تعط لمن يضمر لك شرا ثغرة يتسلل منها، وكن ممن يؤمنون بأن الإبتلاء أحيانا يكمن في أناس سامة، وأن الصبر والإعتزال راحة لا ندركها إلا بمرور الوقت.
ردت: س.بوزيدي.
0 تعليق