في السنوات الأخيرة، أصبح العديد من الناس يتجهون إلى العلاجات الطبيعية والبديلة في مكافحة الأمراض، خاصة السرطان، من بين هذه العلاجات، يظهر نبات الشيح (Artemisia) كأحد الأعشاب التي يعتقد البعض أن لها تأثيرًا إيجابيًا على الخلايا السرطانية، لكن، هل هناك دليل علمي يدعم هذا الاعتقاد؟ وهل يمكن للشيح أن يكون علاجًا فعالًا للسرطان؟

الشيح هو نبات ذو خصائص طبية واعدة، لكن الأدلة العلمية حول قدرته في مكافحة السرطان لا تزال غير كافية، ما زال البحث مستمرًا، وعلى الرغم من بعض النتائج الواعدة، ينبغي توخي الحذر من الاعتماد عليه كعلاج أساسي، من المهم أن يستند علاج السرطان إلى الأساليب الطبية المثبتة علميًا، مع دعم من العلاجات التكاملية التي يحددها الأطباء والمتخصصون حسب ما رصد موقع تحيا مصر.

 يتميز بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، واستخدم منذ القدم في علاج العديد من الأمراض، مثل مشاكل الهضم والالتهابات. 

ويعود اسم "الشيح" إلى تصنيف نباتات من عائلة (Asteraceae)، وهو يتواجد في عدة أنواع، من بينها الشيح الحولي (Artemisia annua) الذي اشتهر في السنوات الأخيرة.

هل يمكن أن يقضي الشيح على الخلايا السرطانية؟

أظهرت بعض الدراسات المخبرية أن مستخلصات الشيح، وخاصة تلك المستخلصة من نبات *Artemisia annua*، تحتوي على مركب يسمى "أرتيميسينين"، والذي يتميز بخصائص مضادة للطفيليات، ويمتلك تأثيرات محتملة ضد الخلايا السرطانية. في عام 2011، نشر فريق من العلماء دراسة تشير إلى أن الأرتيميسينين قد يساهم في قتل الخلايا السرطانية، وخاصة في حالات سرطان الدم والسرطانات الأخرى، من خلال تفاعل الأرتيميسينين مع الحديد في الخلايا السرطانية.

ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن هذه الدراسات كانت في المراحل الأولى، واختبرت في بيئات مخبرية أو على الحيوانات، وليست هناك أدلة كافية لدعم فعالية الشيح في علاج السرطان لدى البشر.

رغم النتائج الأولية المثيرة، لا تزال هناك العديد من الأسئلة العلمية التي لم تجد إجابات واضحة، على سبيل المثال، لا توجد دراسات واسعة النطاق على البشر تؤكد فعالية الشيح في علاج السرطان. علاوة على ذلك، يختلف تأثير الشيح من شخص لآخر حسب حالة المريض ومرحلة المرض، ما يجعل من الصعب تحديد دور هذا النبات في العلاج الشامل.

هل يمكن استخدام الشيح كعلاج تكميلي؟

لا يمكن النظر إلى الشيح كعلاج رئيسي للسرطان في الوقت الحالي. لكن، قد يُنظر إليه كعلاج تكميلي في بعض الحالات، جنبًا إلى جنب مع العلاجات الطبية التقليدية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. يوصي الأطباء دائمًا بمناقشة أي علاج بديل أو تكميلي مع الأطباء المعالجين قبل اتخاذ أي خطوة.