بالمصري.. مصر حتشد حيلها بأولادها المخلصين مسيحيين ومسلمين - خليج نيوز

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أنا اتربيت في بيت كانت أقرب صديقة وأخت لجدتي طنط ماري،  وصديقة وأخت أمي طنط كيتي.. أبويا كان في مكتبته الإنجيل جنب القرآن.. عمري ما أخدت بالي ولا سألت حد عن ديانته.. كان وما زال عندي سلسلة فيها آية الكرسي وصليب.. في عيد الغطاس بنطبخ قلقاس.. في رمضان الكل بيجيب فانوس، وفي المولد الكل بياكل حلاوة المولد.

اتربيت إن قبطي يعني مصري.. البابا شنودة كان صديق أبويا زي أصدقاؤه الشيوخ.. كنت بروح مع صديقاتي الكنيسة نولع شمع ونروح بعد كده الحسين والسيدة نفيسة ندعي ربنا.. هدية صديقتي المسيحية كان تمثال العدرا اللي بتبارك بيها وأنا كنت بهديها آية الكرسي.. بابا أخرج رحلة العائلة المقدسة وحضرت العرض المبهر اللي عمله في نيل مصر.. الكنيسة والجامع بالنسبالي هما بيوت الله وأماكن فيها الطيبة والبركة وهدوء النفس.. كل أساتذتي وأصحاب الفضل عليا كانوا مسيحيين.. لما حد بيتعب لا قدر الله وبيحتاج نقل دم مابتسألش هو دم مسيحي وألا مسلم.. الطبيب اللي بنروحله علشان يعالجنا مابنعرفش  هو مسيحي أو مسلم.. التاجر اللي بنشتري منه أو العامل اللي بيصلحلنا حاجة مابنسألوش ديانتك إيه. 

 أنا اتربيت في بيت قابل المختلف بكل الحب والود وإن علاقتك بربك ده شىء يخصك لكن إنسانيتك تخصنا كلنا.. مصر طول عمرها كده بلد بتقبل المختلف.. زمان كان فيه كمان اليهود عايشين بينا (حسن ومرقص وكوهين) فيه ناس مابتعرفش الفرق بين الديانة اليهودية "اللي من شروط الإسلام الإيمان بسيدنا موسى النبى اللى أرسله الله لليهود" وبين الفكر الصهيوني وده للأسف جهل وعدم وعي ولازم نفهم إن الديانات السماوية كلها بتدعو للحب والخير والسلام. 

الإسلام بيدعو للتسامح والتعايش، وأهمية احترام أهل  الكتاب. قال الله تعالى: "وَلَا تَجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (العنكبوت: 46).. والمسيحية بتدعو للمحبة والتسامح "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم".. حتي  اليهودية بتأكد على العدالة والسلام واحترام الإنسان كونه مخلوقًا على صورة الله.

يبقي إحنا اللي مفاهيمنا محتاجة إعادة نظر ووعي وثقافة وده محتاج إننا في مناهج التعليم لازم نغرس ثقافة قبول الآخر واحترامه والأمثلة تكون مشتركة من المصحف والإنجيل.

وفي الإعلام سواء المرئي أو المقروء أو المسموع لازم نعرض مواضيع بتأكد المفاهيم دي ويبقي القانون السائد هو تجريم أي نوع من أنواع التفريق والتمييز بين البشر، والتعامل مع المخالف بمنتهي الشدة والحزم ومحاربة أي نوع من أنواع التطرف الديني فعلاً أو قولاً وعدم السماح لأي أفكار ممكن تغير نسيج وتميز مصرنا اللي من آلاف السنين قابلة وحابة المختلف ولازم نفهم إن شعار "عاش الهلال مع الصليب" أو الوحدة الوطنية مش مجرد شعار بنردده وقت الأزمات اللي بتحصل من بعض المرضي بسواد القلوب وكفاف العقول.

لكنها أسس عمرها مابتعني  طمس الهوية والمعتقد الديني أو الثقافي لكنها بتحترم الآخر بتنوعه واختلافه وبيتساوى الجميع أمام القانون وبيحترم فيها الجميع معتقدات الآخر بدون تهكم أو إساءه أو استنكار  وإن الجميع بينهم وطن مشترك عليه نفس الواجبات له نفس الحقوق. 

ودي حقيقة وواقع بنعيشه وهانعيشه وتراب مصر منذ الأزل وإلى الأبد حاضن ولاده بكل اختلافاتهم.. ومصر هاتفضل دايماً شادة حيلها بأولادها المخلصين سواء مسيحيين أو مسلمين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق