يصدر قريبا بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 عن دار العين للنشر رواية "أبو حريبة.. مأساة إيزيس الثانية" للكاتب والصحفي يوسف الشريف.
وقال يوسف الشريف، تصريحات خاصة للدستور: “تدور أحداث الرواية حول كاتب يعيش تجربة حب فاشلة تترك أثرًا عميقًا في حياته، يدفعه الألم العاطفي إلى كتابة قصته الحقيقية، مستخدمًا الأسماء الحقيقية للشخصيات، ولكن سرعان ما تصطدم محاولته برفض المؤسسة التي ينشر من خلالها بسبب حساسية الموضوع”.
وتابع: “يلجأ الكاتب إلى حيلة ذكية، حيث يقرر استخدام أسماء مستعارة، لكنها تكون في الواقع الأسماء الحقيقية نفسها، وذلك باستخدام حيلة سردية”.
وأشار إلى أن فصول الرواية مقسمة إلى سبعة فصول كل فصل يتناول فكرة بعينها تلقي بظلالها على الحب كفكرة مجردة، بداية من الحب بين الرجل والمرأة وصولا لفكرة الحب التي تأسس عليها ميلاد أفكار عظمى.. وربما فكرة الوجود نفسه.تجمع الرواية بين عالمين مختلفين: أسطورة إسلامية متمثلة في شخصية الولي الصوفي “أبو حريبة”، المدفون بمسجد قجماس الإسحاقي الشهير، والذي ظهرت صورته على العملة المصرية فئة الخمسين جنيهًا، والأسطورة الفرعونية الخالدة عن الحب والتضحية بين إيزيس وأوزوريس.
واختتم: “بالتالي تستعرض الرواية تطور مفهوم الحب عبر الزمن، من الحب الأسطوري النقي الذي جسدته إيزيس في وفائها لأوزوريس، إلى الحب المعاصر المليء بالتعقيدات والصراعات.فهي رحلة لصراع الإنسان ليس فقط مع نفسه ومشاعره بل مع وجوده أيضا”.
رواية "أبو حريبة.. مأساة إيزيس الثانية"
وجاء على ظهر الغلاف في روايته الجديدة، يخوضُ يوسف الشريف مغامرةً مختلفة، لتكون رحلةً فريدة، مُقدِّمًا قصةَ حُبٍّ غير عادية، ورواية تُضفِّر الواقع بالخيال، والنثر بالشعر؛ ليقدم لنا في النهاية هذا النصَّ المختلف، الذي يمثل تعقيدَ المدينة داخلَ تشابكاتِ أفرادٍ أرادوا أن يصبحوا أبطالًا لكنَّهم اكتفوا بالهامشِ والضوءِ الخافت في الكواليس.
قصةُ حبٍّ يقررُ بطلُها أن يحوِّل أحداثَها إلى نَصٍّ روائيّ؛ ليسرد ما حدث، بأسماء شخصيَّاتها الحقيقيِّين. غيرَ أن شروطَ المؤسسة المسؤولة عن نشر الرواية، والتي يعمل هو نفسه مُحرِّرًا أدبيًّا فيها، لا تسمح بهذه الدرجة من الاقتراب من تعرية المستور وتقشير "الحقيقة"؛ ما يُجبره على التحايُل، لا على سُلطة المؤسسة وحسب، بل على سلطة الوجود المُقيِّد له بأكمله.
فلجأ لحكاياتٍ موازية؛ ليبتعد عمَّا مُنع من حكايته. وبذلك يتطرَّق إلى الأسطورة مرتين، في أبعادٍ زمنيَّةٍ مختلفة؛ مرةً بحكاية الوَليّ "أبو حريبة"، ومرةً باكتشاف جثمان إيزيس الماضي في جسد إيزيس الحاضر.. لتصبح الرواية مثل عنقاءَ أدبيَّةً تنهضُ من رماد الأجداد رافعةً رأسها في سماء هذه اللحظة.
إنها روايةٌ مُتفرِّدة، تضيفُ مساحةً جديدةً في المشروع الطَّمُوح لصاحب رواية "الصَّنَادقِيَّة"؛ حيث الروايةُ نفسُها جزءٌ من حكايةٍ أكبر، ليخطوَ يوسف نحو التجديد والتجريب؛ بحثًا عن كتابةٍ مختلفة، وكتابةٍ لا تشبه سوَى صاحبِها.
0 تعليق