الوعود الصعبة للرئيس اللبناني.. هل يستطيع جوزيف عون نزع سلاح حزب الله؟ - خليج نيوز

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتصاعد التصريحات السياسية في لبنان، خاصة بعد تأكيد رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون على أن السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني فقط، هذه التصريحات فتحت باب التساؤلات حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ هذا الوعد في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني.  
حزب الله، الذي تأسس في الثمانينات كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، أصبح لاعبًا سياسيًا وعسكريًا قويًا في لبنان، ورغم انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني في عام 2000، إلا أن الحزب استمر في تعزيز ترسانته العسكرية بحجة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة. 

ومع الوقت، تحوّل سلاح حزب الله إلى قضية خلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يرى البعض أنه يُقوّض سيادة الدولة ويضعف مؤسساتها، بينما يعتبره الحزب وحلفاؤه "جزءًا من استراتيجية الدفاع الوطني".  

البيئة السياسية والأمنية

تصريحات الرئيس "عون" تأتي في وقت تعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة. فإن انعدام الثقة بين القوى السياسية والطائفية يجعل من الصعب اتخاذ قرارات مصيرية دون توافق داخلي واسع. علاوة على ذلك، يُعتبر حزب الله قوة عسكرية تتجاوز قدرات الجيش اللبناني، ما يجعل أي محاولة لنزع سلاحه أمرًا محفوفًا بالمخاطر.  

العوامل الدولية والإقليمية 

ويرى مراقبون على صلة بالمشهد، أن حزب الله ليس مجرد فاعل محلي، بل يتمتع بدعم إقليمي قوي، خاصة من إيران، وأي محاولة لنزع سلاحه دون تفاهم إقليمي قد تؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة العواقب في المقابل، هناك ضغوط دولية مستمرة، خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج، التي تعتبر الحزب تهديدًا للاستقرار الإقليمي.  
ويحظى الجيش اللبناني بوصفه المؤسسة الوطنية الوحيدة بإجماع شعبي واسع، لكنه يواجه تحديات كبرى، بدءًا من قلة التمويل وصولًا إلى افتقاره إلى القدرات التقنية واللوجستية التي تمكنه من السيطرة على كل الأراضي اللبنانية. حتى لو أُنيطت به مهمة نزع السلاح، فإن التنفيذ يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التفاهم السياسي الداخلي والدعم الدولي.  

السيناريوهات المحتملة 

التفاوض التدريجي: 

قد تلجأ الدولة إلى مفاوضات مع حزب الله لدمج سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تحت إشراف الجيش.  
ضغوط دولية:  

يمكن أن تُستخدم العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية لإضعاف الحزب تدريجيًا وتقليص نفوذه.  
الصدام العسكري: 

هذا الخيار يبدو مستبعدًا بسبب تداعياته الكارثية على السلم الأهلي.  

وبين التصريحات والواقع، يبقى نزع سلاح حزب الله تحديًا معقدًا يعتمد على توافق داخلي ودعم إقليمي ودولي. النجاح في تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التركيبة السياسية اللبنانية والهواجس الأمنية والإقليمية، في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الوصول إلى هذا الهدف سيظل بعيد المنال في المدى القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية على الساحة السياسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق