"نزار قباني في مصر".. هاجمه موسى صبري وأنيس منصور وانتصر له هيكل خليج نيوز

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يصدر قريبا  عن مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والفنون كتاب " نزار قباني في مصر" للكاتب الصحفي والناقد على النويشي، بالتزامن مع قرب انطلاق النسخة 56 من  معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.

وقال الكاتب الصحفي على النويشي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": كتاب "نزار قباني في مصر" يوثق لسيرة ومسيرة  شاعر الحب والغضب، والذي يعتبر واحدًا من أعظم شعراء القرن العشرين بالقاهرة، لافتا إلى أنه رغم ارتباط جذوره بدمشق، إلا أن ولادته الشعرية الحقيقية كانت في القاهرة.. هنا على ضفاف النيل، صاغ نزار ملامح شعريته الفريدة، التي جمعت بين الحب والثورة، بين الرقة والقوة، وبين الحلم والغضب.

ويشير “النويشي” إلى أن نزار قباني وصل القاهرة في 1945 شابًا يبلغ من العمر 22 عامًا.. كانت تلك المرحلة هي الذروة الثقافية والفنية لمصر، حيث ازدهرت الصحافة، الأدب، والموسيقى. هنا، أصدر نزار ديوانه "طفولة نهد" الذي مثل انطلاقته الكبرى في عالم الشهرة، حيث أصبحت كلماته تتردد على ألسنة الناس، وتحولت قصائده إلى أنشودة تغنيها الجماهير.

وكما يقول "نزار قباني " بعد عام 1948 غادر نزار القاهرة بجسده فقط، وبقيت القاهرة معه يحملها في حقائبه أينما رحل وأينما حل، فهو لا ينقطع عن زيارتها، وأصدقائه على تواصل دائم معه، وفيها عاش وعشق واقترن، وإليها يعود كما يعود الطائر المسافر .

غلاف رواية نزار قباني في مصر

هوامش على دفتر النكسة

 في عام 1962 يستقيل من الدبلوماسية ويتفرغ للشعر فقط، وكان يعيش بين القاهرة وبيروت، حتى جاء 5 يونيو القاصم للظهر، ولا يتحمل نزار الكارثة فيقع مريضا ويدخل المستشفى، وبين الصحو واليقظة ينتبه ليكتب قصيدته الباكية المنتحبة " هوامش على دفتر النكسة ".

 

 ويؤكد “النويشي” أن نزار لم يكتفِ بكتابة الشعر فحسب، بل خاض تجارب أخرى مثل التمثيل، كما نسج علاقات وثيقة مع كبار المثقفين والفنانين المصريين. أصبحت القاهرة له بمثابة المدرسة الكبرى، حيث تعلم فنون الحياة والحب، وصقل موهبته الشعرية ليصبح رمزًا عالميًا.

 

من رثاء عبد المنعم رياض الى طه حسين 

ويستشهد الفريق عبد المنعم رياض فيرثيه بقصيدة حزينة، ويبقى نزار متفاعلا مع هذه الأحداث بقصائده، حتى يصدمه كما تصدم الأمة العربية كلها بالوفاة المفاجئة للرئيس عبدالناصر، وينتحب نزار من جديد على هذا الرجل الذي كان يعشقه ويحبه كما كان يحب والده توفيق قباني، وتتوالى قصائد الرثاء على عبدالناصر من قتلناك يا آخر الأنبياء لغيرها من القصائد.

ويعيش نزار لحظة عبور قواتنا لقناة السويس، وفي ظل هذا الانفعال يفاجأ  العالم برحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وهنا ينفعل وهو يخاطب العميد قائلا : “إرم نظارتك، ما أنت أعمى”.

تأثير الأحداث السياسية

ويؤكد “النويشي” أن نزر شهد في القاهرة أبرز الأحداث التي هزت الوطن العربي، مثل تأميم قناة السويس وثورة 1952، واستلهم منها العديد من قصائده الوطنية.. كانت القاهرة منصة لإبداعاته الشعرية الملتزمة، حيث كتب قصائد مؤثرة مثل "رسالة إلى جندي بورسعيد" و"هوامش على دفتر النكسة"، التي تعبر عن ألمه وحزنه تجاه النكبات العربية.

هاجمة موسى صبري وأنيس منصور وانتصر له هيكل وأحمد بهاء الدين 

لكن تتعقد الأمور باشتعال الحرب الأهلية في لبنان، وتقتل زوجته بلقيس الراوي بحادث نسف السفارة العراقية في بيروت ديسمبر 1981، ويلملم نزار أحزانه ويقرر الانتقال إلى القاهرة عام 1983، ولكن لم يتركه الصحفيون والكتاب، وهاجمه البعض بسبب قصيدته ضد السادات، واستمرت الحملة لعدة شهور شارك فيها موسى صبري وأنيس منصور وعدد آخر من الصحفيين المصريين.

على الجانب الآخر لم يعدم “نزار” من المدافعين عنه، ومنهم محمد حسنين هيكل والكاتب أحمد بهاء الدين، ويوسف إدريس، والموسيقار عبد الوهاب، وفي مثل هذا المناخ، فغادر نزار القاهرة وانتقل للإقامة في سويسرا عام 1984، ثم لندن، ولكن القاهرة حتى رحيله لم تغادره لحظة، ولم ينسها يوما. 

غادر نزار القاهرة بجسده فقط، وبقيت القاهرة معه يحملها في حقائبه أينما رحل وأينما حل، فهو لا ينقطع عن زيارتها، وأصدقائه على تواصل دائم معه، وفيها عاش وعشق واقترن، وإليها يعود كما يعود الطائر المسافر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق