بعد تَعَرُّض العالم لكارثة نووية مدمرة، تبدأ "سارة"، عالمة الكيمياء القادمة من الشرق، مسيرتها مع فريق البحث العلمي في مكان منعزل، حيث تسعى لإيجاد حلول لهذه الكارثة، في هذه الرحلة.
هذا هو محور رواية “فرصة مع العالم” للكاتبة وعالم البيئية شادن دياب، والصادرة مؤخراً عن دار “المرايا” بالقاهرة.
عبر الرواية، تتكشف لنا جوانب من حياتها، وطموحاتها الكبيرة لإنقاذ العالم من هذا الدمار الشامل. لكن سرعان ما تصطدم بسلسلة من العراقيل التي تعترض طريقها، مما يجعلها تدرك أن الواقع الذي تواجهه يختلف تمامًا عن أحلامها.
بينما تواصل سارة محاولاتها، تجد نفسها في مواجهة عالم يستخدم العلم كأداة للسلطة والتحكم بمصائر الآخرين، تدرك سارة أنه لا بد لها من أن تتعامل مع هذا الواقع المظلم بحذر وذكاء، لتتمكن من الحفاظ على حياتها وتحقيق رسالتها. لكن هذه الصراعات على المستوى الفردي تتقاطع مع قضايا أكبر، حيث تواجه الأخطار التي تهدد العالم، و المترتبة على الكوارث النووية التي تضع مستقبل البشرية بأسره على المحك.
ومع مرور الوقت، تبدأ سارة في اكتشاف ذاتها الحقيقية، إذ ترى في معركتها من أجل الإنقاذ أكثر من مجرد محاولة لحل أزمة علمية أو سياسية، بل هي رحلة للبحث عن المعنى الأعمق للحياة في ظل هذه الكوارث.
وفي هذه اللحظات الحاسمة، تتكشف لها أسرار الكون والحياة، ويبدأ الوعي الذي يحركها في التغير.
في أعماق روحها، تدرك سارة أنها ليست مجرد باحثة علمية، بل هي حافظة لجمال الأرض وأسرارها.
كانت الأحجار والآثار الطبيعية التي حولها دعوة للعودة إلى الجذور، كما لو أن الكون كان يناديها لتتمسك بالأمل، لإحياء المعاني التي ضاعت، حتى لا تُفقد أسرار الحياة إلى الأبد.
وفي الوقت الذي تسعى فيه سارة لإنقاذ العالم من الكوارث، تجد أن العالم نفسه مليء بالعوائق التي تكاد تقضي على آمالها.
ومع كل خطوة تخطوها، تكشف أن المسألة لا تتعلق فقط بالتحديات العلمية أو التقنية، بل أيضًا بالاختيارات الإنسانية العميقة، هل يمكنها تجاوز محنتها و اختياراتها، لتنجح في تقديم رسالة للعالم، تعيد له توازنه وتعيد للأمل مكانه؟
في النهاية، تعترف سارة بالجمال الذي يسري في الوجود، رغم كل الألم والمآسي، وهذا الاعتراف قد يكون هو الفرصة التي يحتاجها العالم ليتعلم كيف يمكن للعلم أن يكون أداة للبناء والحياة، لا الهدم والدمار.
المؤلفة شادن دياب هي مهندسة كيميائية حاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم البيئية من جامعة بيير وماري كوري في فرنسا.
عملت على العديد من القضايا البيئية والتكنولوجية بين أوروبا والشرق الأوسط، ولها إسهامات بارزة في نشر الوعي البيئي عبر الأبحاث والكتب. من بين مؤلفاتها عدد من الكتب الشعرية، أصدرت كتابًا بعنوان "عازف الروح" عام 2022 و"وجوه لا مرئية" 2023، كما ألفت كتابًا في أدب الأطفال بعنوان "رحلة باريس في الفضاء"، الذي يتضمن ستة كتيّبات أنشطة تركز على التعليم البيئي للأطفال، وهي أيضًا كاتبة سيناريو فيلم "HOPE " الذي تناول قضية الأطفال اللاجئين السوريين.
0 تعليق