تلعب الشرطة دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار المجتمعي، فهي الخط الأول للدفاع عن الوطن والمواطنين، ويتجلى دورها البارز في مكافحة الجريمة والإرهاب من خلال مراقبة الأنشطة المشبوهة، والتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى، وتطبيق القانون بحزم على الخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية، وتسهم الشرطة في حفظ النظام العام، والحد من الجريمة، وتقديم المساعدة للمواطنين في حالات الطوارئ، إنها العمود الفقري للأمن الداخلي، وتعمل بلا كلل لضمان سلامة المجتمع ورخائه.
وتُبرز التضحيات اليومية لرجال الشرطة وأبطالها وبواسلها ما يتحلون به من شجاعة وإيمان عميق برسالتهم، فهم حاضرون في كل ميادين وربوع الوطن، ساهرون على أمنه وسلامته، مستعدون دائمًا لبذل أرواحهم في سبيله، وعيد الشرطة المصرية في ٢٥ يناير من كل عام ليس مجرد احتفال بمؤسسة وطنية فقط، بل احتفاء بعلاقة متجذرة بين الشعب ورجال الأمن، وتتسم هذه العلاقة بالتكامل والإحترام المتبادل، حيث يدرك الشعب المصري أن استقراره ونهضته يعتمدان على جهود هؤلاء الأبطال الذين يواجهون الأخطار بصمود وإرادة لا تلين.
سجل التاريخ يشهد بوضوح على بطولات رجال الشرطة وتضحياتهم المتوالية، التي لا تنتهي، وتحمل في طياتها معاني الشرف والبطولة، كما إن إقبالهم على التضحية لنيل الشهادة يعكس عمق ولائهم وإخلاصهم لوطنهم، وتستمر هذه المؤسسة في كتابة فصول جديدة من المجد، لتكون مثالًا يحتذى به في الوطنية والتفاني مما يزرع في نفوس أبناء الشعب الإلهام والفخر.
نهاية الأسبوع الماضي جاء استشهاد العقيد «فتحي سويلم» في أثناء أداء واجبه في فض مشاجرة ببنك مصر بالفيوم متزامنًا مع احتفالات عيد الشرطة ليؤكد عظمة الشرطة المصرية، وما يبذله رجال الشرطة من تضحيات للحفاظ على أمن وسلامة المجتمع ودليلًا متجددًا على تضحيات رجال الشرطة في مختلف المواقف لتحقيق الاستقرار والأمن في ربوع الوطن.
تمالك الشهيد نفسه إلى أقصى درجة من درجات ضبط النفس، وحافظ على أرواح العملاء في البنك، ولم يستخدم سلاحه، وتدخل لفض المشاجرة، والسيطرة على العميل المنفلت الذي طعنه «بخسة وغدر» ليلفظ أنفاسه مضحيًا بنفسه من أجل الآخرين.
دار في عقلي شريط المشاجرة والضابط الشهيد في أثناء متابعتي لاحتفالات عيد الشرطة الـ 73 أول أمس، وتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على الوفاء لشهداء الوطن من الشرطة والقوات المسلحة مؤكدًا عدم القدرة على تعويض تضحيات الشهداء مهما فعلت، لكن لن تنسى الدولة شهداء الوطن وأسرهم أبداً.
طوال 73 عامًا سالت وتسيل دماء ضباط وجنود الشرطة إلى جانب أشقائهم ضباط وجنود القوات المسلحة دفاعًا عن الوطن ضد كل المخاطر الداخلية والخارجية، مضحين بأرواحهم من أجل أمن مصر وأمانها واستقرارها.
بفضل هؤلاء الشهداء ظلت مصر واحة للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة خاصة في ظل الظروف والتحديات الحالية غير المسبوقة التي تجتاح المنطقة والعالم، وبالذات في منطقتنا العربية وعلى الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة للدولة المصرية.
رسالة الرئيس في خطابه في الإحتفال بعيد الشرطة لطمأنة الشعب المصري كانت قوية وواضحة لأن مصر تسير في الطريق الصحيح لتخطي كل العقبات والصعاب من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن وإنهاء كل متاعبه الإقتصادية.
بسالة رجال الشرطة على مر التاريخ ودورهم الحيوي والمهم في حفظ الجبهة الداخلية خلدها التاريخ ولن ينكرها أحد، ومازال يعملون بجد من أجل استقرار الوطن وتقدمه، بدون مزايدة أو مقايضة حول هذا الهدف السامي، وتضحيات رجال الشرطة وصمودهم يمثلان نموذجًا ملهمًا للعطاء الوطني، ويقويان من إرادة الشعب المصري في مواجهة التحديات على مر التاريخ.
وبما لا يدع مجالًا للشك، فقد وحدت الممارسات الشرطية المتميزة صف المجتمع المصري، الذي حاول أصحاب المآرب والأجندات النيل منه عبر بث الفرقة والتشكيك، وإحداث الفجوة بين المواطن ومؤسساته الوطنية، ولكن كانت اليقظة والجهد الأمني المتواصل على مدار الساعة من قبل العيون الساهرة المصرية لها الأثر الفاعل؛ إذ استطاعت هذه الجهود التصدي للمحاولات الفاشلة واليائسة، التي تستهدف دائمًا زعزعة الأمن والاستقرار المصري، لكن بفضل جهود الشرطة المصرية وأجهزتها المتخصصة، تم دحر تلك المحاولات، حيث تقف المؤسسة الشرطية بالمرصاد لكل من يسعى لتهديد أمن الوطن واستقراره، ويعكس هذا الالتزام المبذول من قبل رجال الشرطة تفانيهم وإخلاصهم في خدمة الوطن، ويُؤكد من ثقة الشعب في مؤسساته الأمنية.
ولأن الشرطة المصرية تعمل في كل الاتجاهات فقد نجحت جهود وزارة الداخلية، كما أوضح اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، في الإحتفالية، في خفض معدلات الجرائم الجنائية في العام الماضي بنسبة 14.2% عن العام الذي سبقه.
يحدث هذا في ظل التطور الهائل للوسائل التكنولوجية الحديثة وتطويعها لإرتكاب الجرائم بأنماط جديدة مما يوضح حجم الجهد الهائل الذي يبذله رجال الشرطة المصرية لتظل مصر دائمًا واحة للأمن والأمان يدخلها الناس آمنين مطمئنين دائمًا وأبداً إن شاء الله.
0 تعليق