كان أول من تعاملت معه من المصورين في جريدة «الأهالي»، هو سبقني بسنوات.. وجدته عند التحاقي بالجريدة بداية التسعينيات من القرن الماضى مصور الجريدة الوحيد، وكان محترفًا حق الاحتراف يقتني كاميرا ذات إمكانات متكاملة، وتفرغ كل التفرغ لحرفته التي بدا أنه يعشقها عشقا.
كل «أوردرات» التصوير في الجريدة كانت عليه، لذلك كان صديقًا لكل الزملاء.. أهم ميزة عرفتها عنه بحكم تعاملنا المهني أنه كان صاحب وجهة نظر؛ بمعنى أنني عندما أشير إليه بالتقاط صورة معينة أثناء إجراء تحقيق صحفي ميداني كان يقترح زاوية معينة للتصوير أو يلفت نظري إلى مشهد آخر يراه أكثر أهمية، وأحيانًا كان يبدو كأنه مخرج وليس مجرد مصور.
صاحبني في كثير من التحقيقات والحوارات الصحفية، غير أن الصورة الأهم التي كانت علامة فارقة في مسيرته التصويرية كانت في منتصف التسعينيات، أثناء تحقيق كنت أجريه عن سكان العشش والعشوائيات، وكان بمنطقة رملة بولاق بوسط القاهرة.. الصورة تبدو صورة عادية لو التقطت لحارة ضيقة والبيوت البدائية المتقابلة فيها لا يفصلها إلا مسافة صغيرة جدًا.. فاقترح أن يقف ساكنان من بيتين متقابلين داخل بلكونة كلٍ منهما، ويتصافحان وكلٌ فى بلكونة بيته حتى يظهر بالصورة مدى ضيق الحارة.. وقد كان، ونالت هذه الصورة الجائزة الأولى في مسابقة دولية من أكبر المسابقات العالمية في التصوير الصحفي.
ولعل من حسن حظي أني هاتفته منذ أقل من أسبوع أطمئن عليه بعد نشره بوست على صفحته عن معاناته مع مستشفى ذهب إليه، هذه المكالمة كانت بعد سنوات طويلة لم تتح الظروف التواصل بيننا، وكان في غاية السعادة وتبادلنا الذكريات.
رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وأهله والأصدقاء الصبر والسلوان.
0 تعليق