عُقدت في قاعة "فكر وإبداع" ببلازا 1، ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، جلسة حوارية بعنوان "مشروع رؤية" للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، بمشاركة أساتذة الفقه الدكتور عبد الستار الجبالي والدكتور محمود عثمان، وأدار الجلسة أحمد عصام.

مشروع رؤية

في بداية الجلسة، أثنى أحمد عصام على مشروع "رؤية"، الذي صدر بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الأوقاف، مشيرًا إلى أنه يعد سلسلة فكرية متميزة تشمل العديد من الإصدارات، وآخرها كان بعنوان "النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له".

ومن جانبه، عبّر الدكتور محمد مختار جمعة عن سعادته بالحضور في هذه الجلسة بين أساتذة كبار مثل الدكتور محمود عثمان والدكتور عبد الستار الجبالي، كما شكر الهيئة المصرية العامة للكتاب على الإقبال الكبير من مختلف فئات المجتمع على المعرض ومشروع "رؤية"، معتبرًا ذلك دليلًا على أهمية القراءة في حياة الناس.

وأشار جمعة إلى أن مشروع "رؤية" يهدف إلى إنتاج سلسلة ثقافية تعكس الفكر الديني الوسطي من جوانب متعددة، مؤكدًا أن السلسلة تعد من أهم عوامل التثقيف وبناء الشخصية بجانب المدارس والمساجد. وأضاف أن المشروع قد أنتج أكثر من 200 إصدار باللغة العربية، وكان له شرف الإشراف على 26 إصدارًا منها.

واستعرض جمعة بعض الإصدارات البارزة في السلسلة، مثل "المختصر الشافي في الإيمان الكافي"، و"الكمال والجمال في القرآن الكريم"، وغيرها من الكتب التي تناولت قيم الإسلام وأخلاقياته وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن إصدارات السلسلة متاحة بأسعار مدعمة وغير هادفة للربح، وأن بعض الكتب حققت مبيعات وصلت إلى 70 ألف نسخة، كما أشار إلى أن السلسلة متوفرة باللغتين العربية والمترجمة.

أما الدكتور عبد الستار الجبالي، أكد أن تعاليم الإسلام منذ بدايتها حثت على القراءة والتعلم، مشيرًا إلى أن أول أمر نزل في القرآن هو "اقرأ باسم ربك".

وأضاف أن القلم والعلم يشكلان أساس الأمة الإسلامية، وأن القرآن يمتدح العلماء ويمثلهم بالسلطان، مثنيا على سلسلة "رؤية"، واعتبرها مبادرة طيبة ورائدة من وزارة الأوقاف تحت إشراف الدكتور مختار جمعة.

كما تحدث الجبالي عن كتاب "القواعد الفقهية" ضمن السلسلة، موضحًا أنه يعد أساسًا مهمًا في العلم الفقهي، ويقدم فوائد متعددة للجميع. وأشار إلى أن القواعد الفقهية مرت بمراحل تطور متعددة، بدءًا من الوحي، مرورًا بتأسيس النبي لها، وصولًا إلى الفقهاء الذين طوروها، ولفت إلى أهمية هذه القواعد في فهم الوقائع المستجدة وتقديم حلول عملية بعيدًا عن التعقيدات.

وأعرب الدكتور محمود عثمان عن شكره للدكتور مختار جمعة على الدعوة الكريمة، كما شكر الدكتور عبد الستار الجبالي ووزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب، وأشاد بالنقلة النوعية التي أحدثها جمعة في مساجد مصر من خلال خبرته في فن الإدارة.

وأشار عثمان إلى أن سلسلة "رؤية" غطت جوانب متعددة من الأحكام في القرآن الكريم، سواء العقائدية أو العملية، بطريقة سهلة ومبسطة حتى للأميين. ودعا المسلمين للاطلاع على السلسلة لفهم أحكام الله بشكل مبسط، حيث تتضمن كتيبات صغيرة يمكن اقتناؤها بسهولة وقراءتها بشكل يسير.

كما أضاف أن السلسلة تطرقت إلى جوانب المعاملات الفقهية والمقاصد الشرعية، مشيرًا إلى أن الوزير السابق قد ركز على أهمية الحفاظ على الوطن كجزء من مقاصد الشريعة، وهو ما يعكس اجتهادًا شجاعًا وملهمًا.

وختم عثمان حديثه بالإشارة إلى أهمية بعض الكتب التي تناولت الأخلاق والسلوك في السلسلة، مثل كتاب "الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم"، الذي يجذب القراء، وأكد أيضًا على أهمية كتابة "صلى الله عليه وسلم" كاملة بعد ذكر اسم النبي، مشيرًا إلى أن هذه الأدبيات تساهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي وقع فيها البعض، خاصة من الشباب المتأثرين بالتيارات الشاذة.

وفي ختام الجلسة، قام الدكتور مختار جمعة بتوقيع عدد من الكتب من سلسلة "رؤية" لجمهور الندوة.