"الدستور" ترصد مؤلفات تاريخ الإسلام السياسى: أساليب الجماعات الإرهابية فى تحريف الدين خليج نيوز

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشارك عدد من الكتاب بمؤلفات كثيرة تناقش تاريخ الإسلام السياسى ومخاطره، ضمن الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.

ويرصد المؤلفون فى كتبهم حيل قادة التنظيمات الجهادية لتحريف الدين لتحقيق مصالحهم السياسية، ومدى التشابهات بين الجماعات الإرهابية حول العالم، من حيث الفكر والتنظيم، وحتى طرق استقطاب الشباب وإقناعهم بالأفكار المتطرفة.

كما يربط المؤلفون بين توجهات التنظيمات الإرهابية وخططها، وبين مؤامرات دولية لتدمير الدول، وكيف تحاول هدم فكرة الوطن، لصالح فكرة الدين، وكيفية نشوء أفكار مثل «العزلة الشعورية» و«الحاكمية» و«جاهلية المجتمع» و«التوقف والتبيّن».

ومن بين الكتب المشاركة فى المعرض «كهنة التكفير من التنظيم إلى المشنقة»، للباحث فى حركات الإسلام السياسى عمرو فاروق، و«فى مواجهة الإسلام السياسى.. رحلة فى عقل الأصولية الإسلامية»، لنفس الكاتب، وكتاب «ثورة ٣٠ يونيو والاستجابة للقدر»، للكاتب الصحفى السيد الحرانى، وكتاب «عودة التنظيم الخاص.. القصة الكاملة لحسم وأخواتها»، من تأليف الباحث أحمد سلطان، وكتاب «القاعدة فى مرحلة ما بعد الظواهرى.. إلى أين؟»، للباحث د. حسنين توفيق إبراهيم، وكتابان للباحث د. محمد بشارى، هما «الفرقة الناجية وهم الاصطفاء.. مدخل إلى تفكيك أوهام تصارع المفاهيم»، و«من الدعوة إلى التمكين.. قراءة تحليلية من مسارات التنظيم الدولى للإخوان

«كهنة التكفير» كيف تحول الجهاديون لخنجر فى قلب المنطقة العربية؟

يرصد كتاب «كهنة التكفير من التنظيم إلى المشنقة»، الصادر عن دار «نفرتيتى»، للباحث فى حركات الإسلام السياسى عمرو فاروق- تاريخ القيادات والعناصر التى أسهمت فى تنامى تيارات الإرهاب الفكرى والعقائدى فى المنطقة العربية.

كما يرصد الكتاب الأدبيات التى نشأت عليها تلك العناصر، مثل «العزلة الشعورية» و«الحاكمية» و«جاهلية المجتمع» و«التوقف والتبيّن»، وترجموها عمليًا فى كياناتهم ومشاريعهم التنظيمية التى عملت على تفكيك المجتمعات العربية، وإسقاط أنظمتها السياسية وأجهزتها الأمنية، وتأصيلهم منهجية العنف والتكفير فى شرعنة العمليات الإرهابية.

 

ويرى الكاتب أن الأمة العربية والإسلامية ابتليت على مدار تاريخها المعاصر بعدد من الشخصيات التى انحرفت عن الإطار الفكرى القويم، ومبادئ الإسلام الوسطى المعتدل، وتبنت وأنتجت العشرات من الأطروحات الدينية التى عممت مفاهيم التكفير والجاهلية على المجتمعات وأنظمتها السياسية الحاكمة، وتوسعت فى بناء هياكل كياناتها الحركية عن طريق عمليات الاستقطاب الفكرى والتجنيد التنظيمى.

ويشير المؤلف إلى أن كهنة التكفير والعنف المسلح تصدروا زعامة الجماعات الأصولية وأسهموا فى تطوير أطروحاتها الفكرية والحركية والتنظيمية، التى منحتها فرصة وضع بصمتها فى عمق المنطقة العربية، وخلقت حواضنها الشعبية والسياسية والاجتماعية، وأشعلت من خلالها نيران الفتنة بين أتباع «الخلافة الدينية» وأنصار «الدولة المدنية»، ابتداءً من جماعة «الإخوان المسلمين»، وتنظيم «الجهاد»، و«الجماعة الإسلامية»، مرورًا بجماعة «الشوقيون» وتنظيم «الناجون من النار»، و«التكفير والهجرة»، انتهاءً بتنظيم «القاعدة»، وتنظيم «داعش».

ولفت إلى أنه واقعيًا بات «كهنة التكفير» خنجرًا فى قلب المنطقة العربية؛ لما يمثلونه من خطر على أمن واستقرار المحيطين العربى والإقليمى، فى إطار تمرير سيناريوهات «خرائط الدم» التى وضعها مفكرو الإدارات الغربية والأمريكية؛ نظرًا لتمكنهم من تطوير وسائلهم وآلياتهم تماهيًا مع التكنولوجيا الحديثة، إذ لم تعد فصول نهاية هذه الجماعات بالقريب العاجل، فى ظل قدرتها على التمدد والبقاء والتأثير لسنوات طويلة، مع ضعف الدور الرقابى والمجتمعى، وإجادتها استغلال حالة «العزلة» التى فرضتها «التطبيقات التكنولوجية» حول الأفراد المستهدفين، وانفصالهم عن واقعهم الاجتماعى. ويقول المؤلف فى كتابه، إن قادة و«كهنة التكفير» قدموا فى تنظيراتهم الفقهية والحركية «الانتماء الدينى» على «الانتماء الوطنى»، معتبرين أن الولاء للعقيدة أوْلى من الانتماء للتراب والأرض، وأن الدين يمثل فى ذاته الوطن. وأشار إلى أن «كهنة التكفير» اعتمدوا على أبجديات «الفقه السياسى»، فى صناعتهم للعقول المتطرفة، وبناء تنظيماتهم المسلحة، وتأصيل انحرافاتها الفكرية متلاعبين بالآيات القرآنية، التى وضعوها فى سياقات مذهبية وحزبية، للتأكيد كذبًا على «تغريب العقيدة»، وتهميشها فى الأزمنة الراهنة، من خلال صياغة مفاهيم «الحاكمية» و«الجاهلية»، و«العزلة الشعورية»، و«العصبة المؤمنة»، و«دفع الصائل»، و«دولة الخلافة»، ومشروعية «العمل المسلح» والانتماء التنظيمى، واستنطاق آيات القتال والجهاد.

 

«رحلة فى عقل الأصولية الإسلامية» بيعة الموت وتوسع التيارات السلفية

 

كما يشارك المؤلف عمرو فاروق، بكتاب ثانٍ، بعنوان «فى مواجهة الإسلام السياسى.. رحلة فى عقل الأصولية الإسلامية»، الصادر عن دار «كنوز» للنشر.

ويتناول الكتاب الأطر والمكونات الفكرية والحركية التى تعزز من تركة العنف المسلّح للجماعات الأصولية، وتسهم فى إحكام قبضتها على تنظيماتها من خلال «بيعة الموت»، ويبرز النشاط التوسعى للتيارات السلفية داخل المجتمع المصرى، وصراعها مع المدرسة السلفية العلمية، وأدوار حركات «الإسلام السياسى» من واقع الأجندة الأمريكية، ومستقبلها بين السّيولة الفكريّة و«الفوضى العبثيّة».

كما يرصد العلاقة المعقدة والغامضة بين تنظيم «القاعدة» وجماعة «الإخوان المسلمين»، ومشروع «دولة الفقيه»، وجهود الأجهزة الأمنية فى تجفيف منابع الاستقطاب والتجنيد للجماعات التكفيرية، ووقف تمددها فى البقاع المصرية.

ويركز المؤلف فى كتابه على الغوص فى عقلية الأطراف الفاعلة فى مشروع الأصولية الإسلامية، والبواطن المحركة لهذه المجموعات، واستبيان دوافعها المعلنة وغير المعلنة فى ظل تمتعها بألوان خطابية متعددة على المستوى الفكرى والتنظيمى والحركى، وخداع أتباعها وحواضنها المجتمعية التى دارت فى فلك مراد مشروعها الفكرى، وكشف اللثام عن تمويلاتها ومصادرها المالية التى تمنحها استمرارية البقاء، وتمثل صمام الأمان فى معركتها مع الأنظمة السياسية العربية.

كما يلقى المؤلف الضوء على خريطة الجماعات الأصولية من «الإخوان المسلمين»، وتنظيمى «داعش» و«القاعدة»، و«هيئة تحرير الشام»، وتشابهات بنائها الحركى والتنظيمى، وفق القواسم المشتركة إلى حد التطابق الواقعى والعملى، مثل فرضية «البيعة» سواءً الروحية أو التنظيمية، وضرورة تبنى مفاهيم «الولاء والبراء»، و«السمع والطاعة»، والاعتماد على «الطابع السرى» فى التغلغل بين طبقات المجتمع، لا سيما الفئات «المهمشة»، والتوسع فى تمدد «الهيكل التنظيمى»، وتكريس فكرة «المؤامرة على الإسلام»، وتزكية «الانتماء الدينى»، والتنصل من الارتباط القومى والوطنى، فضلًا عن تلاعبها بالآيات القرآنية، ووضعها فى سياقات انحرافية للتأكيد على «تغريب العقيدة»، وتهميشها فى الأزمنة الراهنة.

«ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» يرصد المؤامرة على مصر

صدر كتاب «ثورة ٣٠ يونيو والاستجابة للقدر»، عن دار «كنوز» للنشر، للكاتب الصحفى السيد الحرانى، ويضم مجموعة كبيرة من الموضوعات، منها: سوسيولوجيا «الصفقة والتوريث والفساد والفوضى والإخوان والإرهاب والثورة والأمريكان» وجرائم تنظيم الإخوان وتحالفاتهم مع تيارات إسلامية معادية، وأخرى تنتمى لصفوف «من يصفون الآن أنفسهم» بالمعارضة الوطنية. كما يرصد الكتاب تآمر أجهزة مخابرات أجنبية، وتنظيمات مسلحة تابعة لجهات دولية على مقدرات الشعب المصرى، وضغوط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فى كل المراحل المختلفة التى مرت بها مصر بداية من اشتعال أحداث يناير عام ٢٠١١، وتحمل أجهزة الدولة، وعلى رأسها الجيش والشرطة والقضاء، أعباء مرحلة مفصلية فى تاريخ مصر المعاصر. وحسب «الحرانى»، فإن كتابه الذى استغرق عدة أعوام من أجل الانتهاء منه، مقسم لثمانية أبواب فى تسعة عشر فصلًا، ويروى بالتفاصيل والأسرار والمستندات ما يقرب من ثلاثمائة موضوع وحدث وواقعة ترصد جزءًا مهمًا من تاريخ مصر.

«عودة التنظيم الخاص»كيف تحول العمل الدعوى إلى عسكرى؟

صدر كتاب «عودة التنظيم الخاص.. القصة الكاملة لحسم وأخواتها»، من تأليف الباحث أحمد سلطان، عن دار «العربى» للنشر، ويتناول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وتحولاتها الفكرية والتنظيمية منذ نشأتها فى الثلاثينيات على يد حسن البنا، مرورًا بتأسيس النظام الخاص ثم توالى التحولات الجذرية التى مر بها هذا التنظيم حتى يومنا هذا. 

ويرصد الكتاب أهمية التنظيم الخاص كجهاز سرى مسلح أسهم بشكل كبير فى صياغة مسار الحركة الإخوانية وتكوين أيديولوجيتها المزدوجة بين العمل الدعوى والسياسى والعسكرى.

 

ويُسلط الكتاب الضوء على تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الذى يعكس عملية تحوّل من العمل الدعوى والاجتماعى إلى العمل السياسى والعسكرى، مع التركيز على «التنظيم الخاص» الذى أسس فى أربعينيات القرن الماضى وتوسع ليصبح جيشًا مدربًا على أعلى مستوى، وفقًا لرؤية مؤسس الجماعة حسن البنا. على الرغم من محاولات الإخوان فى مختلف الفترات التخلى عن العنف، إلا أن الكتاب يكشف كيف أن هذا العنف ظل جزءًا أساسيًا من فكر الجماعة، إذ استمر النظام الخاص فى إعادة تشكيل نفسه مع تغير الظروف السياسية، ليظهر مجددًا بعد الإطاحة بحكم محمد مرسى فى ٢٠١٣.

يوثق المؤلف تطور التنظيم الخاص، مُركزًا على فترات حاسمة فى تاريخ الجماعة مثل ١٩٥٤ و١٩٦٥، ويبيّن كيف أن التنظيم سرعان ما عاد للظهور فى فترات سياسية أخرى بعد أن كان قد جرى حله، وذلك بدعم من القيادات البارزة التى أسهمت فى صياغة الفكر الاستراتيجى الإخوانى، مثل سيد قطب وحلمى عبدالمجيد. الكتاب يتناول كذلك الفترة التى تلت حكم الرئيس أنور السادات، وكيف أن الجماعة تبنت استراتيجية براجماتية بالظهور على السطح برفضها العنف، بينما ظلت تشجع على العنف المؤجل داخليًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق