بعد إعلان استشهاده.. من هو محمد الضيف؟ - خليج نيوز

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محمد الضيف.. في حادثة شكلت صدمة كبيرة للكثيرين، أعلنت حركة حماس رسميًا عن استشهاد القائد العسكري للحركة، محمد الضيف، خلال عملية طوفان الأقصى، فمن هو محمد الضيف؟

محمد الضيف، أحد أبرز القادة العسكريين الفلسطينيين وأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ النضال الفلسطيني.

يُعرف باسم «أبو خالد»، ويلقب بـ «الرجل ذو التسع أرواح» بسبب نجاته من العديد من محاولات الاغتيال التي استهدفته على مدار سنوات، مما جعله هدفًا رئيسيًا للاحتلال الإسرائيلي.

حياة محمد الضيف

وُلد محمد دياب إبراهيم المصري عام 1965، المعروف باسم محمد الضيف، في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة، حيث نشأ في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها «القبيبة» داخل فلسطين المحتلة عام 1948، ومرت حياته بتقلبات صعبة، حيث عايش الفقر والحروب والنزوح. هذه الظروف الصعبة التي واجهها في طفولته شكّلت جزءًا كبيرًا من شخصيته وقناعاته السياسية والفكرية وعززت لديه الرغبة في الدفاع عن قضيته الوطنية.

محمد الضيف

نشأة محمد الضيف

نشأ الضيف في أسرة فلسطينية لاجئة، ودرس في الجامعة الإسلامية بغزة. ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 1987، انضم إلى حركة حماس، ليصبح أحد القادة البارزين في صفوفها.

اعتقال محمد الضيف وبدايته مع حماس

في عام 1989، اعتقلته قوات الاحتلال بسبب نشاطاته العسكرية، وقضى 16 شهرًا في السجون. بعد خروجه، أصبح أحد القادة الميدانيين في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وشارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال.

القيادة العسكرية لمحمد الضيف

بعد سلسلة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، تولى محمد الضيف قيادة كتائب القسام بعد اغتيال صلاح شحادة، قائد المقاومة الفلسطينية، عبر تطوير استراتيجيات قتالية وتعزيز قدرات الحركة في صناعة القنابل، وتطوير الأنفاق في قطاع غزة، وخلال فترة قيادته، لعب دورًا محوريًا في تنظيم العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما جعله هدفًا دائمًا لمحاولات الاغتيال الإسرائيلية.

محاولات اغتيال محمد الضيف ونجاته

على مدى سنوات طويلة، كانت إسرائيل تحاول باستمرار اغتيال محمد الضيف. لم يكن الأمر مجرد محاولة واحدة أو اثنتين، بل تعددت المحاولات، لكنه استطاع دائمًا أن ينجو منها بفضل حنكته العسكرية وذكائه الاستراتيجي، ومنذ عام 2001، تعرض «الضيف» للعديد من محاولات الاغتيال التي كانت تستهدفه، منها الهجوم الصاروخي الإسرائيلي في 2014 الذي أسفر عن استشهاد زوجته وطفله الرضيع.

وظل الضيف بعيدًا عن الأضواء، حيث تجنب الظهور الإعلامي، واقتصر تواصله على البيانات المكتوبة أو المسجلة. ومع ذلك، وفي 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسميًا استشهاده، إلى جانب عدد من القيادات البارزة في الحركة.

محمد الضيف

العملية الأخيرة لمحمد الضيف

في الساعات التي تلت عملية طوفان الأقصى، ظهر الضيف في رسالة فيديو مسجلة، يعلن بداية عملية طوفان الأقصى، وقال في رسالته إن هجوم 7 أكتوبر جاء رداً على الحصار المفروض على غزة لمدة 16 عامًا، والمداهمات الإسرائيلية داخل مدن الضفة الغربية خلال العام الماضي، واحتلال الأقصى، والهجمات المتزايدة من قبل المستوطنين على الفلسطينيين ونمو المستوطنات.

وكان له رسالة يوم عملية طوفان الأقصى بثتها كتائب القسام جاء فيها «اليوم اليوم.. كل من عنده بندقية فليخرجها فهذا آوانها، ومن ليس عنده بندقية فليخرج بساطوره أو "بلطته" أو فأسه أو زجاجته الحارقة.. بشاحنته أو جرافته أو سيارته.. اليوم اليوم.. يفتح التاريخ أنصع وأبهى وأشرف الصفحات، فمن سيسجل اسمه واسم عائلته واسم بلدته، في صحائف النور والمجد».

تصنيف محمد الضيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي

تعتبر مخابرات الاحتلال محمد الضيف من أبرز المطلوبين، ووصفته بـ«رأس الأفعى» و«ابن الموت». ورغم محاولات اغتياله المتعددة، لم تنجح في تصفيته، ليبقى رمزًا للمقاومة الفلسطينية.

اغتيال محمد الضيف

وأمس أعلنت حركة حماس عن استشهاد محمد الضيف، بعد أكثر من 7 أشهر من تداول أنباء عن اغتياله.

في بيان رسمي من كتائب القسام، تم الإعلان عن مقتل الضيف مع ستة من قياديي الحركة، بينهم مروان عيسى، ورائد ثابت، ورافع سلامة، إضافة إلى أيمن نوفل، وغازي أبوطماع. وقد أكدت حماس أن هذا الحدث جاء ليُسجل نقطة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية.

جاء هذا الإعلان بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، في شهر أغسطس 2024، أنه قد قتل محمد الضيف في غارة جوية على غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: «يعلن الجيش الإسرائيلي أنه بعد تقييم استخباراتي، يمكن تأكيد اغتيال محمد الضيف في الغارة في خان يونس» ومع ذلك، شككت حركة حماس في البداية في صحة هذا الإعلان، ولكنها أقرت لاحقًا بوفاته واستشهدت به كرمز للنضال الفلسطيني.

محمد الضيف

الإرث الذي تركه محمد الضيف

لم يكن محمد الضيف مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للنضال الفلسطيني ونموذجًا يُحتذى به بين الشباب الفلسطينيين. لقد عمل على تطوير قدرات كتائب القسام العسكرية وساهم في العديد من العمليات التي أثرت بشكل مباشر على مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، كان له دور كبير في تعزيز الروح الوطنية لدى الشعب الفلسطيني، حيث كان يمثل مصدر إلهام لهم في مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهونها.

هذا ويمكن القول إن محمد الضيف كان واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ النضال الفلسطيني. على الرغم من وفاته، إلا أن إرثه سيظل حيًا في قلوب وعقول الفلسطينيين الذين يعتبرونه رمزًا للصمود والمقاومة. لقد كان قائداً لا يعرف المستحيل، وقدم حياته من أجل القضية التي آمن بها بشدة.

اقرأ أيضاً
بعد إعلان «حماس» استشهاده.. محمد الضيف من خشبة المسرح إلى قيادة أركان كتائب القسام

عاجل | «حركة حماس» تعلن استشهاد محمد الضيف وعدد من القيادات الفلسطينية البارزة

حماس تنفي ما تداولته وسائل إعلام بشأن اغتيال محمد الضيف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق