الجمعة 07/فبراير/2025 - 08:05 م 2/7/2025 8:05:43 PM
تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكرى الطوباوي أنطونيو فيتشي من سترونكون الفرنسيسكاني
ونستعرض أبرز المعلومات عنه وفقًا للأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
- تعتبر سترونكوني بحق مدينة فرنسيسكانية بامتياز، فهي تحتضن العديد من المعالم والأماكن التي تشهد على هذا الإرث العريق.
- فبالإضافة إلى دير سان فرانسيسكو، توجد في المدينة العديد من الكنائس والأديرة الأخرى التي تأسست على أيدي الرهبان الفرنسيسكان، والتي لا تزال تحتفظ بأهميتها الروحية والثقافية حتى يومنا هذا.
- ومن أبرز الشخصيات الفرنسيسكانية التي ولدت في سترونكوني، نذكر على وجه الخصوص:
القديس أوتوني والقديس أكورسيو: شهيدان فرنسيسكانيان من القرن الثالث عشر، تم إرسالهما إلى المغرب لنشر المسيحية، حيث استشهدا دفاعًا عن إيمانهما.
- في عام 1381، أبصر أنطونيو النور في بلدة سترونكون في مقاطعة أومبريا، لم يكن يعلم أن القدر يخبئ له مستقبلًا مشرقًا. كان والده، لودوفيكو، من عائلة فيتشي النبيلة، بينما كانت والدته، إيزابيلا، امرأةً فاضلةً.
- عاش أنطونيو طفولته في كنف عائلته، حيث تربى على القيم الدينية والإنسانية الرفيعة. حتى في سنوات شبابه، بدت على أنطونيو علاماتُ النُّبْلِ والتقوى.
- كان يمارس الصومَ والصلاةَ وأعمالَ الرحمةِ في قريته، مُظهِرًا بذلك إيمانًا عميقًا وحبًا للخير. وعندما بلغ الثانيةَ عشرةَ من عمره، ألهمه الله ليصبح راهبًا من الإخوة الأصاغر المحافظين في زوكولانتي، فلبَّى تلك الدعوةَ بكلِّ سرورٍ وإخلاص.
- بعد أن بلغ أنطونيو سن الثانية عشرة، واستشعر تلك الدعوةَ الملحةَ من الله، لم يتردد لحظةً واحدةً في تنفيذها. فتوجه على الفور إلى رئيس دير زوكولانتي في موطنه، وتوسل إليه أن يقبله في الرهبانية.
- لكن رئيس الدير، عندما رأى صغر سنه، لم يرغب في رفض دعوته، بل قرر أن يختبره ويتأكد من صدق نيته. فقام بفحصه واختباره عدة مرات بحذر شديد، ليطمئن قلبه إلى أن دعوته صحيحة وثابتة.
- وعندما تأكد رئيس الدير من ذلك، لم يتردد في تلبية طلبه، وألبسه الثوب الرهباني المقدس، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في حياته، حيث سيكرس نفسه لخدمة الله والآخرين.
- بعد أن أكمل أنطونيو فترة الابتداء في الدير، حان وقتُ النذور الرهبانية. كان أنطونيو يتمتع بتواضعٍ جمٍّ، فعلى الرغم من انتمائه إلى عائلة نبيلة، وإجادته القراءة والكتابة، فقد طلب من رؤسائه أن يصبح راهبًا علمانيًا فقط، على مثال القديس فرنسيس الأسيزي.
- وقد كان هذا الطلب نابعًا من تواضعه الشديد، حيث كان يعتبر الراهبَ أكثرَ حقارةً وعديمَ فائدةٍ في الرهبنة، مفضلًا أن يعيش حياةً بسيطةً ومتواضعةً، بعيدًا عن الأضواء والشهرة.
وقد تجلى تواضعه في حرصه الدائم على القيام بأكثر الأعمال تواضعًا في الدير، مثل كنسه وتنظيفه، وكان يقوم بذلك بكل اجتهاد وسرية. وبعد أن ينتهي من عمله، ينطلق إلى حياة العزلة والصلاة، حيث يجد راحته وسكينته في مناجاة الله.
- ومن هناك، أُرسل ليعيش في دير كارشيري، حيث قضى ما يقرب من ثلاثين عامًا من حياته، متعبدًا لله، ومكرسًا نفسه لخدمة الآخرين. وقد عاش في كهفٍ داخل غابة الدير لمدة أربعة وعشرين عامًا، متنعمًا بصفاء الروح، ومنقطعًا عن الدنيا وملذاتها.
- لقد كان أنطونيو صوفيًا عظيمًا، ورجلًا عظيم الإحسان، يقضي ساعاتٍ طويلةً في الصلاة والتأمل، ويكرس نفسه بعطفٍ كبيرٍ للفقراء والمحتاجين. وقد عاش حياةَ تقشفٍ كبير، حيث كان يأكل الخبز والماء فقط، ويمشي حافي القدمين، ولا ينام إلا قليلًا. كما مارس العديد من الكفارات، بما في ذلك ألف ركعة في اليوم، تعبيرًا عن توبته وتقواه.
- في السابع من شهر فبراير من عام 1471، فاضت روح أنطونيو الطاهرة إلى بارئها، عن عمرٍ يناهز الثمانين عامًا، بعد حياةٍ حافلةٍ بالتقوى والعبادة. وبعد فترةٍ من وفاته، تبيّن أن جسده لم يتحلل، فكان ذلك بمثابة علامةٍ على قداسته.
وبعد ذلك، تم نقل جثمانه الطاهر إلى كنيسة صغيرة في كنيسة القديس داميانو في أسيزي، ليصبح مزارًا يقصده المؤمنون للتبرك والتضرع
0 تعليق