من أمام محكمة الأسرة، جلست رحاب، سيدة في منتصف الثلاثينات، تحكي قصتها مع زوجها الذي قرر حرمان بناتهما من استكمال تعليمهن، رغم أنه متعلم وينتمي إلى عائلة متعلمة، لكنها فوجئت بتفكيره المتحجر الذي يرى أن تعليم الفتيات لا يتجاوز تعلم القراءة والكتابة فقط.
بداية القصة
تقول رحاب، البالغة من العمر 35 عامًا: "اتجوزت وأنا عندي 24 سنة، وزوجي شغال في مجال الأدوية، بس بخيل جدًا حتى على بناته، ورافض فكرة تعليمهم، مش علشان المصاريف، لكن لأنه شايف إن تعليمهم مش مهم.. بيقول كفاية عليهم يعرفوا يقروا ويكتبوا، والبنت المفروض تفضل في البيت تاكل وتشرب وخلاص."
وتتابع: "كنت فاكرة إن المشكلة مادية، وإنه هيخرجهم من المدرسة علشان مش قادر على المصاريف، لكن طلع الموضوع عند وتعنت، وفعلاً أجبرهم على الخروج من المدرسة في سن صغيرة.. بنتي الكبيرة وصلت للصف الخامس الابتدائي، والصغيرة في الصف الثالث، وقرر إن ده كفاية عليهم."
اللجوء للمحكمة
تستكمل رحاب حديثها قائلة: "مشكلتي معاه إنه شايف تربية البنات حاجة تخصه لوحده، وأنا ملكيش حق تتدخلي.. مفيش بينا لغة حوار ولا تفاهم، ولما اعترضت، قال لي بكل برود: لو مش عاجبك، روحي المحكمة.. وفعلاً لجأت للمحاكم بعد ما رفض الطلاق ومنعني من رؤية البنات، وحتى لما رفعت قضية خلع ونفقة، زوّد عناده وقرر يحبسهم في البيت ومنعني من التواصل معاهم."
وتضيف: "رغم إنه ميسور الحال ومش محتاج، إلا إنه عنده هوس بالسيطرة والتحكم، حتى في حياتي الشخصية، كان بيمنعني أزور أمي وأخواتي بدون أي سبب مقنع، وكان دايمًا يقولي: ملكيش حق تقوليلي أعمل إيه في البنات.. أنا أبوهم وأنا اللي أقرر."
رسالة لكل فتاة
تختم رحاب قصتها برسالة إلى كل فتاة مقبلة على الزواج: "أرجوكي.. تعليمك وشغلك أهم حاجة في حياتك، حتى لو اتجوزتي شخص كويس، محدش عارف إيه اللي ممكن يحصل بعدين.. أنا دفعت تمن إني تركت تعليمي في السنة الثالثة من كلية التجارة علشان الجواز، وبعد الطلاق حاولت أشتغل، لكن ملقتش وظيفة مناسبة.. مفيش حاجة اسمها تنازلات في البداية، لإنك بعد فترة هتلاقي نفسك مجبرة على تنازلات أكبر.. متكرريش غلطتي."