هددت إسرائيل مجددًا بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف القتال إذا لم تقم حركة حماس بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، خلال لقائه بسفراء دول الاتحاد الأوروبي، إن قرار حماس بعدم الإفراج عن الرهائن بمثابة "عودة إلى الحرب"، مؤكدًا أن إسرائيل "لم تفعل أي شيء من جانب واحد حتى الآن، لكنها مستعدة لحقيقة أن حماس قد تهاجمها".
وأضاف ساعر أن "ما شاهدناه السبت الماضي كان خطيرًا، حيث تعرض المختطفون الذين تم إطلاق سراحهم للتجويع والتعذيب"، مشيرًا إلى أن "هناك أدلة على ذلك"، في إشارة إلى الروايات التي تروجها إسرائيل حول الظروف التي احتُجز فيها المختطفون.
نتنياهو يُحدد مهلة حتى السبت لعودة القتال
تصريحات ساعر جاءت بعد تهديد واضح من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن الحكومة الإسرائيلية قررت بالإجماع أنه إذا لم تُفرج حماس عن المختطفين بحلول ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال في قطاع غزة.
وتؤكد تصريحات نتنياهو أن إسرائيل تستعد بالفعل لسيناريو استئناف العمليات العسكرية في غزة، في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة بشأن ملف الرهائن، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة للوسطاء الدوليين لاحتواء التصعيد.
حماس ترد: إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق
في المقابل، أعلنت حركة حماس، الإثنين، تأجيل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين حتى إشعار آخر، متهمة إسرائيل بعدم الالتزام ببنود الهدنة.
وقالت حماس إن الاحتلال الإسرائيلي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار بعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية بالشكل المتفق عليه، ومنع عودة النازحين إلى شمال غزة، إلى جانب استمرار الاستهداف العسكري في بعض المناطق.
وأكدت الحركة أن إسرائيل لم تنفذ التزاماتها، وبالتالي فإن تأجيل الإفراج عن الرهائن هو رسالة تحذيرية للضغط على الاحتلال للالتزام ببنود الاتفاق.
ترامب يلوّح بإلغاء وقف إطلاق النار
بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديدات مباشرة بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إذا لم تقم حماس بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بحلول يوم السبت.
وقال ترامب في تصريحات صحفية: "لن نسمح باستمرار هذا الوضع، وإذا لم يتم الإفراج عن الرهائن، فسيكون هناك تصعيد عسكري جديد".
ويُعد هذا التهديد دعمًا صريحًا للموقف الإسرائيلي، ويزيد من احتمالات انهيار الهدنة، مما يفتح الباب أمام تصعيد عسكري جديد قد يُعيد قطاع غزة إلى دائرة الحرب مجددًا.
الوسطاء الدوليون يحاولون احتواء الأزمة
في ظل هذه التهديدات المتزايدة، يسعى الوسطاء الدوليون، وعلى رأسهم مصر وقطر والولايات المتحدة، إلى إيجاد مخرج دبلوماسي يمنع انهيار الاتفاق.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الوسطاء يكثفون جهودهم لإقناع إسرائيل وحماس بالعودة إلى طاولة المفاوضات لحل أزمة الرهائن، وضمان استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت المصادر أن هناك مقترحات جديدة يتم مناقشتها لضمان تنفيذ جميع بنود الاتفاق، بما يشمل تبادل الرهائن والأسرى الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، وعودة النازحين إلى مناطقهم في غزة.