وبدأ الجيش العراقي منذ أيام عملية أمنية جديدة تستهدف الإرهابيين بمحافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وصولا إلى الحدود الدولية مع سوريا، وذلك بهدف تعزيز الأمن والاستقرار والقبض على المطلوبين أمنيا.
خلايا في العراق وسوريامن ناحيته قال الخبير الأمني اللبناني شارل أبي نادر، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إن الأوضاع لم تسمح بتطهير كل المناطق في سوريا والعراق من داعش، وأنه رغم تبني التحالف الدولي بقيادة واشنطن إعلان هزيمة التنظيم، إلا أن بعض بؤر التنظيم ظلت متواجدة في مناطق مختلفة.
وأضاف "أن تلك البؤر لم تطهر، وكانت نقطة ارتكاز يستعملها التنظيم اليوم للانطلاق والظهور من جديد، كما يتحمل التحالف الأمركي المسؤولية الأكبر في ذلك، في كل من سوريا والعراق".
© Photo / خلية الإعلام الأمني
وحمل أبي نادر الوحدات الأمريكية في العراق مسؤولية عدم الدفع نحو انهاء داعش في تلك المنطقة، بعد أن سهلت للخلاف العراقي الداخلي مع الأكراد، وتقاعست وحدات المراقبة والاستطلاع لديها في قواعدها المنتشرة في تلك المنطقة من ضبط حركة داعش.
واستطرد بقوله: "في سوريا، أفشلت الوحدات الأمريكية وعرقلت دخول الدولة السورية شرق الفرات، وتحديدا في شرق دير الزور، حتى الحدود مع العراق، ومن خلال تكليف قوات سوريا الديمقراطية، الضعيفة نسبيا بمواجهة داعش، بالأمن والانتشار العسكري في تلك المنطقة، كان ذلك بمثابة فرصة لداعش لكي يثبت ويتحضر، ومن ضمن انتشار مشبوه بحماية أمريكية، هو الأن يقوم بعمليات خطرة وينشط في تلك المنطقة.
وأشار إلى أنه من المرجح أن تكون منطقة شمال بغداد بين صلاح الدين حتى كركوك، منطقة تمدد ونفوذ جديدة لداعش، بالإضافة لإمكانية عودة نفوذه في غرب الأنبار، حيث ما زال هناك تواجد لداعش تحت أعين الوحدات الأمركية المنتشرة في مطار سنجار .
داعش في سورياوعاد للحديث بشأن سوريا قائلا: "انتشار التنظيم في سوريا غير بسيط شرق الفرات بين دير الزور والحدود مع الأنبار العراقية، حيث استفاد من التواجد الأمريكي في قاعدة التنف، ويتحرك في عمق البادية جنوب السخنة وغرب ديرالزور".
ظهور داعش في دول أخرى
© Sputnik . سبوتنيك. الدفاع العراقية
ومضى بقوله إن أزمة الكورونا تسبب اقفالا أوسع وأكثر تشددا للمعابر بين الدول، حيث كان داعش يستغل تلك المعابر للانتشار، ولتنفيذ عملياته الإرهابية العابرة للحدود، فإنه اليوم مع كورونا وإقفال الحدود البرية وغير البرية بين دول المنطقة، هو مقيد في حركته أكثر، ولا يتمتع بهامش واسع من المناورة وخاصة في التنقل بين الدول المتجاورة .
التوجه نحو أفريقيامن ناحيته قال الدكتور أحمد الشريفي الخبير الأمني العراقي، إن هناك متغيرا كبيرا في إدارة المعركة بالنسبة لتنظيم داعش بعد انحساره في الميدانين العراقي والسوري.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه يتجه حاليا لشمال وغرب أفريقيا، حيث يركز بشكل كبير على ليبيا لتهديد الأمن القومي لمصر، خاصة أن مصر لديها قدرة كبيرة في معادلة المواجهة والاشتباك.
وأوضح، أن جماعة بوكو حرام في غرب أفريقيا تشكل حاضنة للتنظيم في الوقت الراهن، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الانتشار والعمليات في الصحراء الكبرى، نظرا لطبيعة جغرافية الأرض، والجغرافية العسكرية أيضا، ووجود حقول النفط والغاز الذي يرتبط بمناطق وجود التنظيم.
© AP Photo / Farah Abdi Warsameh-FILE
وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق قد أعلنت، 4 أيار/مايو الجاري، مقتل "أبو قسورة" القائد العسكري في تنظيم "داعش" غرب محافظة الأنبار و4 من التنظيم الإرهابي بانفجار بناية مفخخة غربي البلاد.
ظهور خلايا التنظيم في بعض المناطق العراقية من جديد وبشكل يهدد الأمن العراقي، أرجع خبراء أسبابه إلى القوات الأمريكية والتحالف الدولي في سوريا والعراق، وأن التنظيم في طريقه للإعلان عن وجوده بقوة في مناطق أخرى.