نهاية أسطورة خط الصعيد محمد محسوب.. معركة حاسمة أنهت سنوات الرعب في أسيوط - خليج نيوز

لم يكن أحد في أسيوط يعتقد أن اللحظة الحاسمة لـ خط الصعيد “محمد محسوب إبراهيم أحمد” ستأتي بهذه السرعة، لكن رجال الشرطة كانوا على موعد مع إنهاء أسطورة أرعبت الأهالي لسنوات طويلة. 

تصفية خط الصعيد

في عملية أمنية أقل مال يقال عناه أنها واحدة من أعنف المواجهات مع الخارجين عن القانون، نجحت قوات الأمن في تصفية خط الصعيد محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد الجديد"، ومعه 7 من أخطر عناصر الإجرام، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار في قرية العفادرة بمركز ساحل سليم.

cace9fdee8.jpg
خط الصعيد محمد محسوب إبراهيم أحمد

كانت هذه النهاية الحتمية لرجل وصفه البعض بأنه "الظل الأسود" للصعيد، بعدما زرع الخوف في قلوب الأهالي، وأصبح اسمه مرتبطا بالعنف والدماء والجرائم التي لا تنتهي. 

اليوم، وبعد سنوات من الملاحقة الأمنية، انتهت الحكاية، واستعادت أسيوط أنفاسها بعد سقوط أحد أخطر المجرمين في تاريخها الحديث.

 من هو خط الصعيد.. رحلة الدم والخوف

عرف محمد محسوب إبراهيم أحمد، أو كما أطلق على نفسه "خط الصعيد الجديد"، كواحد من أخطر العناصر الإجرامية في صعيد مصر. 

بدأ خط الصعيد نشاطه بعمليات صغيرة لسرقة الماشية وتجارة المخدرات، لكنه سرعان ما تحول إلى زعيم عصابة اتسعت رقعة نفوذه حتى أصبح مطلوبًا في 44 قضية متنوعة، شملت القتل، الشروع في القتل، السلاح، المخدرات، والسرقة بالإكراه، وصدر بحقه أحكام بالسجن المؤبد بلغ مجموعها 191 عامًا.

كان خط الصعيد محمد محسوب يعلم أن سقوطه مجرد مسألة وقت، لذا لجأ إلى المناطق الجبلية، حيث أقام منزلاً محصنًا بالخنادق والدشم، ليصبح حصنه الأخير، ومن هناك، استمر في تنفيذ عملياته الإجرامية، فارضًا سطوته على الأهالي ومستخدماً ترسانته الضخمة من الأسلحة لمواجهة أي محاولة لملاحقته.

معلومات سرية

وصلت إلى قطاع الأمن العام معلومات مؤكدة حول تحركات محسوب ومجموعته المسلحة، وهو ما دفع أجهزة الأمن إلى وضع خطة لاستهدافه.

 كانت المعلومة الأهم أن محسوب ورجاله يترددون على مبنى محصن في قرية العفادرة، وهو مبنى تم بناؤه خصيصًا ليكون ملاذًا آمنًا للعصابة، تحيط به خنادق ودشم مُعدة لصد أي هجوم أمني.

وبعد استكمال التحريات، تم وضع خطة اقتحام تشارك فيها فرق متخصصة من قطاع الأمن المركزي، مدعومة بفرق القناصة وقوات الاقتحام السريع.

وفي إطار الحرص على سلامة المواطنين تم الاستعانة بمجموعة وزارة الداخلية “ البلاك كوبرا ” وهي قوات  من صفوة قوات الامن تم إعدادها بالشكل الكافي للدخول لتلك البؤرة مع الحفاظ على حياة البشر  مع  تدريبهم التدريب الاحترافي الكافي  ليمكنهم من أداء مهاهم باحترافية شديدة وتتم محاسبتهم بعد المأموريات  إيجابيات وسلبيات وتعرض المجهودات يومياً على وزير الداخلية.

89bafb96c2.jpg
خط الصعيد محمد محسوب إبراهيم أحمد

ترسانة حربية 

كانت المهمة خطيرة، فمحسوب لم يكن مجرد مجرم عادي، بل كان مسلحًا بترسانة حربية تضمنت بنادق آلية، قنابل يدوية من طراز F1، ومدافع "جرينوف"، بالإضافة إلى قاذف "أر بي جي"، مما جعل المواجهة المحتملة أشبه بحرب مفتوحة.

ليلة الرصاص والنار

مع بزوغ فجر يوم العملية، تحركت القوات بهدوء نحو قرية العفادرة، وتم فرض حصار محكم على المبنى المستهدف، لكن المفاجأة كانت في انتظارهم، إذ ما إن اقتربت القوات حتى بادر أفراد العصابة بإطلاق نار كثيف مستخدمين الأسلحة الثقيلة.

أطلق رجال محسوب قذيفة "أر بي جي" في محاولة لتدمير إحدى عربات الشرطة، فيما قاموا بإشعال أسطوانات الغاز لتشكيل حائط ناري يعوق تقدم القوات، إلا أن رجال الأمن كانوا مستعدين لمثل هذا السيناريو، فردوا بإطلاق نار دقيق، بينما تقدم فريق الاقتحام بسرعة محاولًا الوصول إلى داخل المبنى.

استمرت الاشتباكات لساعات، حاول خلالها محسوب ورجاله الصمود خلف التحصينات، لكن الكثافة النارية للقوات الأمنية أجبرتهم على التراجع.،ومع تضييق الخناق، أيقن "خط الصعيد الجديد" أن النهاية باتت وشيكة.

سقوط إمبراطورية الإجرام

مع اشتداد المواجهات، أصيب محسوب بطلقات نارية أثناء محاولته الفرار من أحد المخارج السرية للمبنى، لكنه سقط أرضًا وسط أتباعه، لم تمضِ دقائق حتى تمكنت القوات من تصفية جميع العناصر الإجرامية، معلنةً نهاية المعركة التي أرعبت سكان المنطقة.

أسفرت العملية عن مصرع خط الصعيد محمد محسوب وسبعة من مساعديه، فيما اصيب ضابط من قوات الأمن المركزي، بينما تمت مصادرة ترسانة ضخمة من الأسلحة، شملت 73 بندقية آلية، رشاشات ثقيلة، قاذفات قنابل، وكمية كبيرة من الذخيرة والمواد المخدرة.

عودة الأمن

مع إعلان وزارة الداخلية عن نجاح العملية، سادت حالة من الارتياح بين أهالي أسيوط، الذين عانوا طويلًا من سطوة العصابة. 

من جانبه، أشاد اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام، بالعملية، مؤكدًا أن "هذه المواجهة أثبتت أن الدولة لن تتهاون مع أي بؤرة إجرامية، وأنه لن يكون هناك مكان للمجرمين بعد اليوم".

وأشار إلى أن القضاء على محسوب يمثل ضربة قاصمة للجريمة المنظمة في الصعيد، مشددًا على أن قوات الأمن مستمرة في ملاحقة أي عناصر إجرامية تحاول إعادة إحياء نشاط العصابات المسلحة.

0dda47eac8.jpg
خط الصعيد محمد محسوب إبراهيم أحمد

هل يعود "خط الصعيد" مرة أخرى؟

مع سقوط محسوب، يتساءل البعض: هل يمكن أن يظهر مجرم آخر يسير على خطاه؟ الإجابة من خبراء الأمن واضحة: الأجهزة الأمنية لن تسمح بعودة هذا النموذج مرة أخرى.

يتم الآن تنفيذ حملات أمنية موسعة لضبط أي عناصر متبقية من الشبكات الإجرامية، كما تم وضع خطة أمنية لتأمين المناطق التي كانت تخضع لنفوذ العصابة، لضمان عدم ظهور أي تهديد جديد.

وهكذا، طوت أجهزة الامن صفحة محسوب إلى الأبد، ومعها انتهت أسطورة "خط الصعيد الجديد". قد يستمر الحديث عنه لفترة، لكن الحقيقة الأهم هي أن الصعيد لم يعد كما كان، وأن الدولة المصرية أثبتت أن لا أحد فوق القانون.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بعد إخلاء سبيله.. ماذا ينتظر اليوتيوبر أحمد أبو زيد
التالى بتعريفات جديدة .. ترامب يهدد بتأجيج التوترات بين واشنطن وبروكسل | تقرير - خليج نيوز