كشفت شبكة "فويس أوف أمريكا"، أن هناك مؤشرات بأن يهدئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لغة خطابه بشأن مقترحه الخاص بقطاع غزة، خصوصًا في ظل الجهود العربية الموحدة من أجل صياغة مقترح بديل، لأن في خطابه الأخير لم يذكر غزة سوى بإشارة عابرة إلى دوره في وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير، في اليوم الأخير من ولاية الرئيس السابق جو بايدن.
وقال ترامب في تصريحاته: "لقد أمنا وقفًا لإطلاق النار في غزة، ونعمل على إطلاق سراح المحتجزين وإعادتهم إلى عائلاتهم"، مضيفًا أن بعضهم "في حالة صحية سيئة للغاية".
وفي هذا السياق، كشف مصدر عربي مطلع إن الرئيس الأمريكي لديه قبول كبير لمقترح مصر بشأن مستقبل قطاع غزة، حيث كشف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن ملامح الخطة خلال اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض مطلع الشهر الحالي، وقد عبر ترامب عن انفتاحه على المخطط المصري.
ورغم أن الملك عبد الله لم يواجه ترامب علنًا بشأن اقتراحه المتعلق بغزة، إلا أنه، وفقًا للمصدر، فقد أوضح للرئيس الأمريكي في الاجتماعات المغلقة أن تنفيذ مثل هذه السياسة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي.
تفاصيل الخطة المصرية
وتتضمن الخطة المصرية إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة، مجهزة بمنازل متنقلة وملاجئ، لإيواء السكان مؤقتًا أثناء إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمشاركة شركات إنشائية مصرية ودولية.
كما تدعو الخطة إلى تشكيل لجنة فلسطينية وطنية تضم تكنوقراطًا وقادة مجتمعيين غير مرتبطين بحركة حماس، لتولي إدارة القطاع بعد الحرب.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية وكانت تدير غزة قبل فوز حماس في انتخابات 2006، ستدعم هذا الاقتراح.
وفي هذا الصدد، قال طارق كيني-شوا، الزميل في شبكة السياسات الفلسطينية "الشبكة"، إن "ما هو مطلوب الآن هو حل سياسي لغزة، يجعل إعادة الإعمار ممكنة من الناحية المادية ومستدامة على المدى الطويل"، مؤكدًا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع.
في خطوة لافتة، أعربت حركة حماس عن استعدادها للتنازل عن دورها في الحكم بعد الحرب، حيث قال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم: "ليس من الضروري أن تكون حماس جزءًا من الترتيبات السياسية والإدارية في المرحلة القادمة لغزة، خصوصًا إذا كان ذلك يخدم مصالح شعبنا".
وجاء هذا التصريح بالتزامن مع انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، التي تأخرت لأسابيع، ومع ذلك، فإن موقف حماس لا يلبي بالكامل مطلب إسرائيل والولايات المتحدة الأساسي، وهو إنهاء الدور السياسي والعسكري للحركة في غزة.