كشف تقرير بريطاني، عن تعرض أطفال في السودان لا تتجاوز أعمارهم أربع سنوات لعمليات اغتصاب جماعي وتطهير عرقي بسبب انتهاكات ميلشيا الدعم السريع منذ تمردها ضد الحكومة والجيش السوداني في أبريل 2023.
وأفاد شهود عيان لصحيفة التلجراف البريطانية أن 19 شخصًا على الأقل تعرضوا للاغتصاب في جريمة حرب لم يتم توثيقها من قبل، مشيرة إلى أن طفل معاق يبلغ من العمر أربع سنوات كان من بين 19 شخصًا على الأقل تعرضوا للاغتصاب تحت تهديد السلاح من قبل أفراد من قوات الدعم السريع.
الدعم السريع يغتصب الأطفال والنساء
ووقع الهجوم، الذي يشكل على الأرجح جريمة حرب، في بلدة صغيرة في ولاية جنوب كردفان، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب الأهلية في البلاد في أبريل 2023 بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أنه تم توثيق هذا الحادث من قبل مراسلي التلجراف من خلال مقابلات مسجلة مع الضحايا وشهود العيان في وقت سابق من هذا الشهر.
بالإضافة إلى الصبي المعوق، تعرض ثلاثة أطفال آخرين و15 امرأة للاغتصاب في شوار كردفان، فيما قُتل آخرون وتعرضوا للضرب على يد عناصر الدعم السريع.
ووفق التقرير وقعت هذه الحادثة عندما بدأ حدث هجوم على كردفان في حوالي الساعة الرابعة صباحًا عندما اقتحم 35 مسلحًا من قوات الدعم السريع قرية هبيلة، وهي قرية ريفية صغيرة مكونة من أكواخ مسقوفة بالقش في جبال النوبة في كردفان.
ووصفت إحدى الضحايا، وتحمل اسم مستعار "نجوى"، كيف اختبأت في سيارتها مع سبعة من أطفالها الثمانية، بمن فيهم ابنها المعاق إيمانويل، بينما هاجمت قوات الدعم السريع القرية في الظلام بينما فرت شقيقتها الكبرى، فاتو، التي شهدت ما حدث بعد الهجوم مباشرة، إلى الأدغال القريبة مع طفل شقيقتها الثامن.
ووفقًا لنجوى، حاصرت قوات الدعم السريع السيارة وسحبتها من المقعد الأمامي ثم جروها إلى منطقة قريبة مع 14 امرأة أخرى ثم أجبر الجنود النساء على خلع ملابسهن وهددوهم بالقتل حال التحدث، مشيرة إلى أن الجنود انقسموا إلى مجموعات من اثنين إلى ثلاثة وتناوبوا على اغتصاب النساء جماعيًا، وضربوهن ببنادقهم أثناء الاغتصاب.
وقالت إن ثلاثة جنود من قوات الدعم السريع اغتصبوهن مصيفة "كانوا يفعلون ذلك أمام الجميع، ولا يهتمون بمن يتعرض للأذى".
وتابعت: "ثم أخذ جندي ابني إيمانويل، الذي ولد بعيب خلقي يؤثر على كلتا ساقيه مما يجعل من الصعب عليه المشي ثم ألقي به في نفس المنطقة الخالية واغتصبوه وكان لا يستطيع التحدث بل فقط وكان يتعرض للضرب للتوقف عن البكاء من قبل عناصر الدعم السريع".
وقالت إن نجوى ‘نها تركت في عذاب، وتعاني من آلام شديدة في ظهرها وصدرها بينما لا يزال إيمانويل ابنها يعاني من صدمة نفسية بسبب ما حدث خيث يستيقظ باكيًا في الليل ويعاني من تشنجات في العمود الفقري والصدر.
وبعد اغتصاب جميع النساء الخمس عشرة، أطلق جنود قوات الدعم السريع سراحهن وفروا من القرية فيما قُتل العديد من الرجال في القرية.
وقالت نجوى إنها رأت ابنها إيمانويل ملقى على الأرض مع ثلاث فتيات صغيرات، تتراوح أعمارهن بين 11 و8 و7 سنوات فقد تم تجريد الأطفال الأربعة من ملابسهم مضيفة "كانوا جميعًا ينزفون ويبكون"، فيما أخبر الأطفال الأربعة أن جنود قوات الدعم السريع اغتصبوهم.
الدعم السريع تستخدم العنف الجنسي كأداة للإرهاب
وأكدت الصحيفة أن قوات الدعم السريع استخدمت العنف الجنسي كأداة لإرهاب المجتمعات غير العربية في جميع أنحاء السودان، فيما قُتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص في الصراع وتم اقتلاع حوالي 12 مليون شخص من منازلهم منذ بدء الحرب.
وقال سيف ماجانجو، المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن "معدل ونطاق" العنف الجنسي زاج على مدار الحرب.
وتابع لصحيفة التلجراف: "عندما استولت قوات الدعم السريع على أجزاء من شمال دارفور العام الماضي، شهدنا زيادة في استخدام العنف الجنسي وقالت بعض النساء في تلك المنطقة إنهن تعرضن للاغتصاب والاغتصاب الجماعي لأن مجتمعهن دعم القوات المسلحة السودانية".
وأضاف: "أخبرت قوات الدعم السريع بعضهن أنهن فقدن الكثير من المقاتلين لدرجة أنهن كن بحاجة إلى حملهن لإنجاب أطفال للقتال من أجلهن في الحروب المستقبلية".
وقالت جماعات حقوق الإنسان والناشطون إن العديد من النساء انتحرن في ولاية الجزيرة بوسط السودان في أكتوبر الماضي بعد أن اغتصبهن مقاتلو قوات الدعم السريع.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن النساء في بعض المناطق ينتحرن لإنهاء حياتهن بشكل استباقي عندما يسمعن أن قوات الدعم السريع تقترب من مناطقهم حتى لا يتعرضوا للاغتصاب على يد ميلشيا الدعم السريع.
