في تطور مفاجئ، دعا وزير خارجية أمريكا ماركو روبيو، السبت، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لدعم مشروع قرار تقدمت به واشنطن بهدف "نهاية سريعة" للحرب بين روسيا وأوكرانيا، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول موقف الولايات المتحدة من وحدة الأراضي الأوكرانية.
فهل تعني هذه الدعوة التراجع عن الموقف الثابت لـ « أمريكا »الذي يدعم أوكرانيا بشكل كامل؟
مشروع القرار الأمريكي: هل يحمل بُعدًا جديدًا في سياسة واشنطن؟
في تصريح له، وصف روبيو مشروع القرار الذي تقدمت به أمريكا في الأمم المتحدة بـ"البسيط والتاريخي".
وأوضح وزير خارجية أمريكا أن الهدف من هذا القرار هو "رسم مسار نحو السلام"، داعيًا كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تأييد هذا المشروع الذي يهدف إلى وضع نهاية سريعة للصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا.
ومع ذلك، فإن ما يثير القلق هو أن مشروع القرار الأمريكي لا يشير بشكل مباشر إلى وحدة أراضي أوكرانيا، وهو ما يختلف عن مشروع القرار المنافس المدعوم من الدول الأوروبية والذي يدعو إلى انسحاب القوات الروسية الفوري من الأراضي الأوكرانية.
صدام بين أمريكا وأوروبا بشأن موقفهم من روسيا
يأتي التقديم المتزامن للمشروعين بعد ثلاث سنوات من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث ستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذين القرارين غير الملزمين يوم الإثنين المقبل. د
وبينما تدعو أمريكا إلى تسريع الوصول إلى السلام، فإن المشروع الأوروبي يظل متمسكًا بمطالباته الثابتة بشأن انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
يبدو أن هذه الخلافات تعكس تحولًا في الديناميكيات السياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة في ضوء التحول الأمريكي الأخير تجاه روسيا.
وفي حين تتطلع واشنطن إلى التوسط في مفاوضات مع موسكو بعد سنوات من العزلة، شعر القادة الأوروبيون بالدهشة من استبعادهم من المحادثات الأولية التي عقدت هذا الأسبوع بين مسؤولي الولايات المتحدة وروسيا في المملكة العربية السعودية.
دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إنهاء الصراع
من جهة أخرى، يعرب مشروع القرار الأمريكي عن الحزن العميق للخسائر البشرية الفادحة التي خلفها هذا الصراع، ويحث على إيجاد حل دائم بين أوكرانيا وروسيا.
وبالرغم من أن مشروع القرار الأمريكي لا يتبنى الموقف الأوروبي القوي المطالب بالانسحاب الفوري للروس، إلا أنه يعكس رغبة واشنطن في إيجاد سبيل لإنهاء القتال بسرعة وبطريقة قد لا تتطلب شروطًا قد تكون صارمة على روسيا.
لكن يبقى السؤال المحير: هل سيسمح المجتمع الدولي بنهاية سريعة للحرب دون ضمانات حقيقية لوحدة الأراضي الأوكرانية؟ وكيف ستؤثر هذه المناورات الدبلوماسية على مواقف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وخاصة تلك التي ما زالت تدعم بشكل قاطع حقوق أوكرانيا في استعادة أراضيها؟