أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون، أن قمة الرياض التي عقدت أمس الجمعة، جاءت لدعم مخرجات القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة مارس المقبل.
وفي هذا السياق يرى الدكتور نزار نزال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن هذه القمة ستكون غير عادية بكل المقاييس، نظرًا للتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
وأضاف نزال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه مع تصاعد التهديدات وتوسع دائرة الأزمة الفلسطينية خارج حدودها الجغرافية لتشمل دولًا عربية أخرى، بات من الواضح أن هناك تحالفًا قويًا يضم كلًا من مصر، والسعودية، والأردن، يسعى للتصدي لهذه التحديات المتزايدة.
وأشار نزال إلى أن هذه القمة ستفرز قرارات حاسمة ذات طابع حاد ومباشر، ومن المتوقع أن يكون ملف التهجير القسري للفلسطينيين في صلب المباحثات، في ظل الحديث المتزايد عن محاولات نقل الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو حتى السعودية.
ويرى نزال أن هذا السيناريو يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن القومي لهذه الدول، لما يحمله من أبعاد ديموغرافية وسياسية قد تؤدي في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
كما لفت إلى أن هناك انسجامًا غير مسبوق بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، حيث بات واضحًا أن السياسة الأمريكية تنحاز بشكل كامل لرؤية اليمين الإسرائيلي، مما يفرض على الدول العربية موقفًا أكثر صرامة لمواجهة هذا المشروع الذي وصفه بـ"اللئيم والخبيث".
ويتوقع نزال أن تصدر عن القمة قرارات داعمة بقوة لموقف مصر، والسعودية، والأردن، لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة.
كما رجّح دخول أطراف أخرى على خط المواجهة، مثل قطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة، في إطار حراك سياسي يسعى لاحتواء هذه التهديدات.
وأكد السياسي الفلسطيني أن العالم العربي يواجه اليوم تحديًا وجوديًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث لم يعد الأمر مجرد إدارة للصراع، بل بات الحديث يدور حول محاولات لحسمه بصورة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في المنطقة.
القمة العربية في القاهرة مفصلية في تاريخ العمل العربي
ومن هذا المنطلق، يرى أن القمة المرتقبة قد تكون محطة مفصلية في تاريخ العمل العربي المشترك، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تفرض نفسها على الساحة السياسية الإقليمية والدولية.
من جانبه، قال الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين "حشد"، إنه يأمل الجميع بتحرك عربي واسع وسريع لصد مخططات تهجير الفلسطينيين، وعمليات القمع والإبادة الجماعية الجارية، وأيضا حماية الأمن القومي العربي.
وأضاف عبد العاطي أن مصر تلعب دور مهم في هذا المجال، ومن بين الخطوات التي اتخذتها هي الدعوة إلى عقد قمة طارئة يتم من خلالها دعم وحدة الموقف العربي ودعم النضال الشعب وحقوقه ومن خلال معارضة وصد مخططات التهجير الأمريكية.