أعلن الجيش الأميركي مقتل وسيم تحسين بيرقدار، القيادي في تنظيم "حراس الدين"، الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي أعلن حل نفسه رسميًا بعد سقوط أجزاء واسعة من البلاد بيد القوات الحكومية السورية.
ووفقًا لما أكدته القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، فإن بيرقدار قُتل في ضربة جوية دقيقة استهدفته في شمال غرب سوريا، وهو ما اعتبرته واشنطن ضربة قوية للتنظيمات المتطرفة في المنطقة.
من هو وسيم تحسين بيرقدار؟
رغم شح المعلومات حول سيرة بيرقدار، إلا أن بعض التقارير المتداولة تشير إلى أنه قد يكون شقيق سامر بيرقدار، مدير أوقاف دمشق الحالي، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول ارتباطات عائلية محتملة بين شخصيات دينية وإسلامية داخل سوريا.
ووفقًا لمصادر استخباراتية، فإن بيرقدار كان مسؤولًا بارزًا في الشؤون المالية واللوجستية في تنظيم حراس الدين، حيث تولى إدارة التمويل وعمليات الإمداد اللوجستي للفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل حله رسميًا.
التنظيم الذي اختفى.. هل ما زال نشطًا؟
يعود تاريخ "حراس الدين" إلى عام 2018، حيث ظهر كمجموعة منشقة عن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، رافضة فك الارتباط مع تنظيم القاعدة. ومنذ تأسيسه، ركز التنظيم عملياته في شمال غرب سوريا، خصوصًا في محافظة إدلب وريفها.
وفي سبتمبر 2019، صنّفت وزارة الخارجية الأميركية التنظيم ككيان إرهابي عالمي، ما جعل عناصره عرضة لضربات جوية متكررة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ورغم إعلان التنظيم حل نفسه رسميًا عقب سقوط أجزاء واسعة من سوريا بيد النظام السوري، فإن العديد من عناصره ظلوا ناشطين ضمن جماعات متطرفة أخرى، وهو ما دفع واشنطن إلى مواصلة استهدافهم.
الضربة الثانية خلال أسبوع.. أميركا تكثف عملياتها ضد القاعدة في سوريا
لم تكن عملية تصفية وسيم تحسين بيرقدار الأولى من نوعها هذا الشهر، حيث سبقتها ضربة أميركية دقيقة استهدفت مسؤولًا بارزًا في الشؤون المالية واللوجستية داخل التنظيم نفسه، ما يشير إلى تزايد النشاط الاستخباراتي الأميركي في تعقب فلول القاعدة في سوريا.
وقال بيان القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) على منصة "إكس":
"في 15 فبراير، نفّذت قوات القيادة المركزية الأميركية ضربة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا، استهدفت وقتلت مسؤولًا بارزًا في الشؤون المالية واللوجستية في تنظيم حراس الدين، الفرع التابع لتنظيم القاعدة".
لماذا تواصل واشنطن استهداف بقايا التنظيم؟
على الرغم من أن "حراس الدين" لم يعد كيانًا نشطًا بالشكل الذي كان عليه في السابق، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر بقايا عناصره خطرًا أمنيًا يجب القضاء عليه، خاصة مع وجود احتمالات باندماج بعض قياداته مع جماعات أخرى مثل داعش أو هيئة تحرير الشام.
وتسعى واشنطن من خلال هذه العمليات إلى منع إعادة تشكل أي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، نظرًا لما قد يمثله ذلك من تهديد مستقبلي على أمن المنطقة والعالم.