خليج نيوز

تصاعد التوتر شرق الكونغو| متمردو «إم 23» يواصلون تقدمهم نحو المطارات الاستراتيجية - خليج نيوز

تصاعد التوتر شرق الكونغو| متمردو «إم 23» يواصلون تقدمهم نحو المطارات الاستراتيجية

الإثنين 24 فبراير 2025

رئيس مجلسى الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

سياسة

الإثنين 24/فبراير/2025 - 05:36 ص
تصاعد التوتر شرق الكونغو..: متمردو «إم 23»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتفاقم الأوضاع الأمنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع استمرار تقدم متمردي حركة "إم ٢٣" المدعومة من رواندا، حيث أعلنوا عن سيطرتهم على مطار ثانٍ شرقي البلاد.
يأتي هذا التطور بعد أيام من تقارير عن تحركات المتمردين باتجاه مطار "كافومو"، الذى يخدم إقليم ساوث كيفو، ما يثير مخاوف من تصعيد النزاع في المنطقة.
وتُعد حركة "إم ٢٣" واحدة من أكثر الجماعات المسلحة نشاطًا فى شرق الكونغو الديمقراطية، كما تأسست الحركة في عام ٢٠١٢ بعد تمرد داخل الجيش الكونغولي من قبل مجموعة من الجنود المنتمين إلى جماعة "المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب" (CNDP)، والذين رفضوا اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الكونغولية والمتمردين فى ٢٠٠٩. يشير اسم الحركة إلى اتفاق ٢٣ مارس ٢٠٠٩، الذى تعتقد الجماعة أن الحكومة فشلت فى تطبيقه بالكامل.
وتتهم الحكومة الكونغولية رواندا بدعم المتمردين من خلال توفير السلاح والتمويل، وهو اتهام تنفيه كيغالي باستمرار، رغم وجود تقارير دولية تدعم هذه المزاعم.
ويهدف متمردو "إم ٢٣" إلى تعزيز وجودهم فى المناطق الغنية بالموارد المعدنية، مما يعزز من تعقيد المشهدين الأمني والسياسي فى البلاد. وفقًا لوكالة "أسوشييتد برس"، فإن المتمردين اقتربوا من مطار "كافومو"، الذى يُعتبر شريانًا رئيسيًا لإقليم ساوث كيفو، دون تأكيد ما إذا كان المطار قد وقع تحت سيطرتهم بالكامل.
ويُعد هذا التقدم تهديدًا خطيرًا للبنية التحتية الاستراتيجية للحكومة الكونغولية، حيث يعتمد الإقليم على هذا المطار في النقل الجوي والإمدادات اللوجستية.
سكان محليون أكدوا أن المتمردين كانوا على بعد بضعة كيلومترات من المطار، ما أثار حالة من الذعر بين المدنيين، ودفع البعض إلى النزوح خوفًا من اندلاع اشتباكات.
يأتي ذلك في سياق اشتباكات متكررة بين القوات الحكومية ومتمردي "إم ٢٣" فى مناطق مختلفة من إقليمي شمال كيفو وجنوب كيفو، حيث يحاول المتمردون توسيع سيطرتهم على مناطق جديدة.
إذا تأكدت سيطرة "إم ٢٣" على مطارات رئيسية فى شرق البلاد، فقد يؤدى ذلك إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الكونغو الديمقراطية. ومن بين أبرز التأثيرات المحتملة:
إضعاف قدرة الحكومة على التحرك عسكريًا: يُعد فقدان المطارات ضربة كبيرة للجيش الكونغولي، حيث تعتمد العمليات العسكرية على النقل الجوي لنقل الإمدادات والقوات.
تعطيل المساعدات الإنسانية: تعانى المنطقة من أزمة إنسانية كبيرة، حيث يعتمد السكان على المنظمات الدولية التى تستخدم هذه المطارات لنقل الإغاثة.
زيادة التوترات الإقليمية: قد يؤدى استمرار الدعم الرواندي المزعوم لمتمردي "إم ٢٣" إلى تأجيج العلاقات المتوترة بين كينشاسا وكيغالي، وربما يدفع الدول المجاورة إلى التدخل.
يحظى الوضع فى شرق الكونغو الديمقراطية باهتمام دولي متزايد، خاصة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. 
وقد دعت الأمم المتحدة مرارًا إلى وقف القتال وحثت جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات.
في الوقت نفسه، أرسلت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى الكونغو (MONUSCO) تعزيزات لمحاولة احتواء التصعيد، إلا أن نجاحها لا يزال محدودًا بسبب تعقيد النزاع.
المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف، ودعا إلى وضع حد للدعم الخارجي للمتمردين. ومع ذلك، فإن الجهود الدبلوماسية لا تزال تواجه تحديات كبيرة بسبب تعنت الأطراف المتنازعة.
ويرى مراقبون أنه مع استمرار التصعيد، يبدو أن هناك عدة سيناريوهات محتملة لتطور الوضع، منها توسع عمليات "إم ٢٣"،  في حال نجاح المتمردين في السيطرة على مزيد من المناطق، قد نشهد إعادة تشكيل لخريطة السيطرة فى شرق الكونغو، مما قد يؤدى إلى مزيد من الاشتباكات مع القوات الحكومية.
تدخل دولي أوسع،  قد يدفع التوتر المتزايد إلى تدخل دولي أكبر، سواء عبر فرض عقوبات على رواندا أو زيادة دعم الجيش الكونغولي.
مفاوضات جديدة،  إذا واجهت "إم ٢٣" مقاومة قوية أو ضغوطًا دولية متزايدة، قد تجد نفسها مضطرة للعودة إلى المفاوضات مع الحكومة الكونغولية.
يشكل التصعيد الأخير فى شرق الكونغو الديمقراطية تحديًا خطيرًا للاستقرار في البلاد والمنطقة ككل. ومع تزايد العنف، يظل المدنيون هم الأكثر تضررًا، حيث يواجهون النزوح وانعدام الأمن.
ومع ذلك، فإن الحل الدائم للنزاع لا يمكن أن يكون عسكريًا فقط، بل يجب أن يشمل جهودًا دبلوماسية مكثفة، وإصلاحات سياسية واقتصادية داخلية تعالج جذور الأزمة.

الاقسام


© 2021 Albawabhnews All Rights Reserved.

أخبار متعلقة :