استقبل الرئيس سلفا كير ميارديت والسيدة الأولى ماريا جيالوري كير ميارديت وابنهما ميار، أمس البابا البطريرك ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا لكنيسة الروم الأرثوذكس في القصر الرئاسي لجنوب السودان.
حضر الاجتماع وزير الخارجية، وزير الدولة، وزير الأمن، مديرة رئاسة الجمهورية وهي من أصل يوناني السيدة سيسيليا ماتاريلا. المتروبوليت جورجيوس مطران غينيا، الأسقف قسطنطين أسقف جوبا وجنوب السودان، والأسقف سيلفستروس أسقف جينجا وشرق أوغند، الأب بافلوس نجيلابي، القس العسكري الأب يعقوب ديفيد، دكتور تشارلز ليندرمان، ورئيس الجالية اليونانية السيد كريستوفر جورجاليديس.
وقد أكد الاجتماع، الذي حضره المطران جورجيوس من غينيا والأساقفة وكبار الشخصيات، على الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين الكنيسة الأرثوذكسية وجنوب السودان.
وأعرب الرئيس سلفا كير عن امتنانه وشرفه بالترحيب برئيس الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا، مؤكدًا على مدى مباركة البلاد لاستضافة مثل هذا الزعيم الروحي المتميز. كانت الزيارة ذات أهمية خاصة للسيدة الأولى، التي لديها تراث يوناني ومعمدة أرثوذكسية، حيث تم تعميد عائلتها بالكامل من قبل الكهنة اليونانيين الذين خدموا في جنوب السودان على مر السنين.
وبتأثر واضح، احتضنت السيدة الأولى ماريا جيالوري كير مايارديت البطريرك، وطلبت منه أن يصلي من أجل أسرتها وكل شعب جنوب السودان. كما شاركته أملها في إعادة فتح المدرسة اليونانية في جوبا، معربة عن مخاوفها من أنه بدونها، قد تفقد الأجيال القادمة لغة أجدادهم وارتباطها بجذورها ولغتها اليونانية، ولن يتمكن أحفادهم أيضًا من تعلم اللغة اليونانية
وأكد البطريرك للسيدة الأولى أنه سينقل طلبها إلى السلطات المختصة في اليونان وقبرص، مؤكدًا التزامه بالصلاة من أجل رفاهية جنوب السودان وشعبه. كما تطرق الحديث مع ميتيليني، اليونانية، التي هاجر منها جدها في عام 1931، وسافر عبر الإسكندرية قبل الاستقرار في جنوب السودان للمشاركة في التجارة.
قلد البطريرك ثيودور الثاني الرئيس سلفا كير وسام القائد الأعلى، ومنح السيدة الأولى صليب القديس مرقس، وقدم لابنهما ميار أيقونة عذراء أجاراثوس.
الاجتماع مع وزير خارجية جنوب السودان
في وقت سابق من الصباح، التقى البطريرك ثيودور الثاني بوزير خارجية جنوب السودان والتعاون الدولي رمضان محمد عبد الله جوك.
وأعرب وزير الخارجية عن تقديره لزيارة البطريرك، مسلطًا الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الزعماء الدينيون، وخاص اليونانيين. حيث لعب دورًا اليونانيون دورًا مهمًا في تنمية البلاد، الاقتصادية والاجتماعية في جنوب السودان، وخاصة في التجارة. وأشار إلى الجاليات اليونانية القائمة. كما أكد على ضرورة إنشاء وجود دبلوماسي يوناني في جنوب السودان، مشيرًا إلى أن اليونان، كدولة صديقة ذات روابط تاريخية مع البلاد، يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في التنمية الإقليمية.
وردًا على ذلك، شكر غبطته الوزير على حسن ضيافته ووعد بنقل طلب حكومة جنوب السودان إلى رئيس الوزراء اليوناني. مؤكدًا التزام البطريركية بدعم المجتمع اليوناني ومعالجة الاحتياجات الروحية والإنسانية لسكان جنوب السودان. ولهذا السبب أصبحت البطريركية قريبة منهم مرة أخرى، حيث أصبح لها أسقفها الخاص في جنوب السودان. كما أكد أنه سيصلي باستمرار الصلاة من أجل السلام والازدهار في جنوب السودان.
التضامن مع الكنيسة الكاثوليكية
قبل مغادرته، التقى البابا البطريرك ثيودور الثاني بالكاردينال ستيفن أميو مارتن مولا، حيث أطلعه على الحالة الصحية للبابا فرانسيس. وصلى البطريرك من أجل شفاء وتعافي البابا فرانسيس السريع.
اختتام الزيارة
بعد يوم من الاجتماعات رفيعة المستوى والارتباطات الروحية، غادر البطريرك ثيودور الثاني إلى الإسكندرية في وقت متأخر من بعد الظهر، تاركًا وراءه رسالة الوحدة والإيمان والتعاون بين الكنيسة الأرثوذكسية وشعب جنوب السودان.
وكان في وداع غبطته بمطار جوبا نائب وزير الخارجية والسفير المصري وكل العاملين بالسفارة المصرية، ومدير رئاسة جمهورية جنوب السودان، وأساقفة جوبا وجينجا وغيرهم.
عند مغادرته، شكر صاحب الغبطة الجميع على المحبة والضيافة والتكريم الذي قدموه له، وشكر جميع أصدقاء البطريركية المشهورين والمجهولين الذين يدعمون عمله، ومحسني البعثة التبشيرية وخاصة المبشرين المتطوعين الذين يتحدون الأخطار ويأتون إلى إفريقيا لدعم ومساعدة المبشرين البطريركية، مع ذكر خاص للأرشمندريت إيفمينوس أفغوستاكيس من مطرانية تريكي المقدسة والمبشرة النشطة إفدوكيا تاباكيس من يوانينا، أصلها من الكونغو.
أخبار متعلقة :