انقسمت ردود الفعل الأمريكية بشأن المشادة الكلامية بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض، حيث اعتبرها ديمقراطيون "عاراً وأمراً محرجاً لأمريكا"، على الرغم من إشادات كبيرة من أعضاء في إدارة ترامب والحزب الجمهوري.
وشكر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبر منصة "إكس"، ترامب لـ"الدفاع عن أمريكا بشجاعة لم تكن لدى أي رئيس من قبل للقيام بذلك"، مضيفاً: "شكراً لك على وضع أمريكا في المقام الأول.. أمريكا معك".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس خلال مقابلة مع قناة فوكس: "أعتقد أن الرئيس زيلينسكي ربما يفكر ملياً، لكن لديه فرصة لتغيير ذلك".
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز إن ترامب "يحاول تحقيق السلام، وكانت هذه الصفقة الاقتصادية جزءاً من ذلك"، في إشارة إلى اتفاق المعادن النادرة التي كان من المقرر أن يوقعها الجانبان لاحقاً.
وتابع: "اختار الرئيس زيلينسكي أن يأتي إلى المكتب البيضاوي، وأن يقلل من أهمية المساهمات الأمريكية في الدفاع عن أوكرانيا، ويبدي عدم احترام لبلدنا".
أما وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت فشكر ترامب عبر منصة "إكس" على "الوقوف إلى جانب الشعب الأمريكي وأمتنا على الساحة الدولية".
وانتقد بيسنت في لقاء مع "بلومبرغ" أسلوب زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي، وقال: "لا يمكنك إجراء مفاوضات علنية مع رئيس الولايات المتحدة بهذه الطريقة... (زيلينسكي) اختار ترك الأمور تتجه نحو التدهور أمام شاشات تلفزيون العالم".
وقال إيلون ماسك الذي يترأس هيئة الكفاءة الحكومية: "حان الوقت لمعرفة ما الذي حدث حقًا لمئات المليارات من الدولارات التي أُرسلت إلى أوكرانيا".
وعبّر وزير المواصلات الأمريكي شون دوفي عن "عدم تسامح الشعب الأمريكي مع عدم احترام رئيسنا أو المكتب البيضاوي"، مضيفاً: "لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال القوة، ويجب على حلفائنا أن يفهموا ذلك".
وأشاد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بالرئيس الأمريكي لـ"إنهائه أيام استغلال أمريكا وعدم احترامها"، وقال إن "لا بد أن يتوقف فوراً الموت والدمار الناجم عن الحرب التي أثارتها روسيا، ولا يمكن إلا لرئيسنا الأمريكي أن يضع هذين البلدين على مسار السلام الدائم".
وأردف: "كان يجب على الرئيس زيلينسكي أن يعترف بذلك، وأن يقبل مقترح الشراكة غير العادية في مجال التعدين الذي طرحه الرئيس ترامب على الطاولة".
تنديد ديمقراطي
في المقابل، سارع مشرعون ديمقراطيون إلى إدانة هذا التراشق الكلامي، متهمين ترامب ونائبه جي دي فانس بتقويض أوكرانيا والعمل لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما نقلته شبكة "إن.بي.سي".
ووصف زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر المشادة الكلامية بين الرئيسين، بأنها "تنفيذ لأوامر بوتين"، بينما اعتبر السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن المشهد كان "محزناً ومحرجاً جداً لأمريكا".
ووصف السيناتور الديمقراطي روبن جاليجو المواجهة بأنها "عار"، كما كتب السيناتور بريان شاتز على منصة "إكس": "عار.. عار.. عار".
وهاجم السيناتور الديمقراطي شيلدون وايتهاوس الرئيس الأمريكي ونائبه متهماً إياهما بأنهما "دمى يحركها بوتين".
واعتبر النائب الديمقراطي بريندان بويل، عبر منصة "إكس"، أن هذا اليوم كان "يوماً عظيماً لفلاديمير بوتين"، كما رفضت السيناتور آمي كلوبوشار تصريح فانس بأن زيلينسكي "لم يُظهر امتنانه للولايات المتحدة"، مشيرةً إلى أن الأخير "شكر بلادنا عدة مرات، سواء علناً أو في اجتماعات خاصة".
واعتبر النائب الديمقراطي آدم شيف الحدث "انعكاساً لتباين حاد في القيادة"، وأضاف عبر منصة "إكس": "بطل وجبان يلتقيان في المكتب البيضاوي اليوم.. وعند انتهاء الاجتماع، سيعود البطل إلى أوكرانيا".
إشادة جمهورية
في المقابل، دافع مشرعون جمهوريون عن ترامب، واصفين المشادة التي جرت في المكتب البيضاوي، بأنها "وقفة ضرورية ضد الاعتماد على الدول الأجنبية".
وأشاد السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام خلال لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" بالرئيس الأمريكي، قائلاً: "لم أكن فخوراً بالرئيس ترامب أكثر من أي وقت مضى؛ لأنه أظهر للشعب الأمريكي والعالم أنه لا ينبغي الاستخفاف بهذا الرجل".
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي "يريد التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب"، معرباً عن اعتقاده بأن "زيلينسكي شعر بالحاجة لاستفزاز ترامب في المكتب البيضاوي".
أخبار متعلقة :